الرد على زعيم
الحدادية
قال ربيع المدخلي: "المؤاخذة
بالزلات هو منهج الاسلام؛ فالزاني يرجم إذا كان محصناً .. والمبتدع بالقدر أو
الرفض أو الخروج ونحوها؛ قد بدعه السلف الصالح، وضللوه"اهـ (شرح كتاب السنة
للبربهاري 1/237)
قلت:
المؤاخذة
بالزلات منهج الحدادية الغلاة الذين لا يرقبون في العلماء إلا ولا ذمة، ولا ينظرون
إلى حسن قصدهم، وموافقتهم لأكثر أصول السلف، وجهودهم في نشر العقيدة، ودفاعهم عن
السنة، وكثرة مؤلفاتهم، وردودهم على أهل البدع؛ بل يبدعونهم بمجرد وقوعهم في
البدعة استناداً إلى الآثار السلفية التي يستقلون بفهمها بعيداً عن تأصيلات ابن
عبدالبر، وتقريرات ابن تيمية، وابن القيم، والذهبي، وفهم أئمة السنة المعاصرين.
أما أهل
السنة؛ فيستأنون بهم، ولا يقدمون على تبديع أحد وقع في بدعة، ولو ظاهرة؛ إلا بعد
معرفة:
1-
هل أقيمت عليه
الحجة؟
2-
هل أصوله أصول
أهل البدع؟
3-
هل تقصد البدعة؛
أم وقع فيها جاهلاً، أو متأولاً، أو مجتهداً؟
4-
هل عاند، وأصر،
وأراد المشاقة؟
5-
هل تمحص في
البدعة، وصار من عادته الابتداع؟
6-
هل دعا إليها،
ووالى، وعادى عليها؟
فإن لم يكن
شيء من ذلك؛ فلا يجوز تبديعه؛ بل يبين خطؤه فحسب، وتحفظ مكانته؛ على أن مجرد تبيين
الخطأ قد يكون من المنكرات العظيمة والزلات الجسيمة؛ إذا كان المخطئ ألبانياً، أو
جامياً، أو مدخلياً.
قال المدخلي:
"هناك أمور واضحة جلية إذا وقع فيها العبد فهو مبتدع، وهناك أمور تخفى .. ومن
هنا نرى الإمام أحمد وغيره من أعلام السنة؛ لا يتوقفون في تبديع من يقف في القرآن
.. فقد بدعوا عدداً من هذا الصنف، ووصفوهم بأنهم جهمية من أجل التوقف في أمر واضح؛
منهم: يعقوب بن شيبة، وهو من كبار أئمة الحديث"اهـ (شرح كتاب السنة للبربهاري
1/498)
قلت:
الاستناد إلى
تبديع أحمد ليعقوب بن شيبة، وغيره؛ كداود، والحارث، والكرابيسي؛ من سوء فهم زعيم الحدادية
للآثار السلفية، ومنهج السلف الصالح، وهذا ما أوقع الحدادية في الجهل والضلال، وإلا
فيعقوب إمام في السنة، وفي الحديث، وما توقف إلا تورعاً، وله في ذلك سلف؛ فقد
كانوا قبل الفتنة؛ يقولون: القرآن كلام الله، ولا يزيدون؛ فلا شك أن المسألة
اشتبهت عليه، وإلا فحاشاه أن يكون تقصد البدعة، أو أراد مخالفة السنة.
وعلى هذا فموقف
الإمام أحمد منه؛ ينبغي إلا يفهم بمعزل عما قرره المتأخرون؛ فإنه وإن كان مذهب
السلف أعلم؛ فمذهب الخلف أسلم وأحكم، وقد قرر إمام الخلف ابن عبدالبر؛ أن المنقول
عن السلف في هذا الباب - وهو ما استدل به المدخلي لجهله - من كلام الأقران الذي
يطوى ولا يروى؛ هذا إن لم يكن من قبيل الحسد والبغي؛ وأحمد لم يستفصل من يعقوب حتى
يعرف إن كانت الحجة أقيمت عليه أم لا، وهل قال ذلك لمجرد العناد والمخالفة؛ أم
لتأويل رآه، واجتهاد بذل فيه وسعه، ومن المعلوم أن عامة من وقع في البدع من أئمة
العلم؛ إنما وقعوا فيها مجتهدين، أو متأولين، أو جاهلين كونها بدعة، وهذا ما دعا
ابن عبدالبر ومن تابعه على هذا المنهج العادل المنصف؛ إلى رد المنقول عن أئمة
السلف في تبديع أبي حنيفة وأمثاله، وهذا هو الفارق بين منهج المتقدمين، ومنهج المتأخرين.
المتقدمون
حكموا عليهم بالبدعة، والمتأخرون يرونهم (مُبَدَعُون) لا (مبتدعة)؛ كما هو قول
العلامة القاسمي في كتابه تاريخ الجهمية والمعتزلة.
المتقدمون
يرونهم ضلالاً، والمتأخرون يرونهم مجتهدين مأجورين؛ كما هو قول المجدد الألباني.
قال: "إذا إنسان ضل، وهو قاصد الهدى؛ هذا
مأجور"اهـ (سلسلة الهدى والنور شريط رقم 751)
وقال:
"ابن حزم جهمي جلد، ولكنه اجتهد فأخطأ؛ فله أجر واحد"اهـ (الشريط السادس
من فتاوى جدة، وموسوعة الألباني في العقيدة 5/578 ورحلة النور 44ب/00:00:54)
وقال: "المجتهد
قد يقع في البدعة؛ لكن لا أؤثمه بها، ولا أطلق عليه اسم: مبتدع؛ هذا إذا خالف نصاً"اهـ (سلسلة الهدى والنور رقم الشريط
849)
المتقدمون
يحشرونهم مع أهل البدع والضلال، والمتأخرون يرونهم أئمة في العلم، والسنة.
سئل المدخلي:
بعض الناس يشترط في التبديع إقامة الحجة؟
فأجاب: "ما
هو في كل شيء؛ السلف ما كانوا يشترطون هذا الشرط أبداً"اهــ (شرح كتاب السنة
للبربهاري 1/498)
وسئل: هل يشترط إقامة الحجة في إطلاق كلمة) إخواني)؛ على من انخرط في حزبه؟
فأجاب: "والله إذا
انخرط في حزبهم فهو منهم؛ المرء
مع من أحب .. عندنا أناس على الطريق المستقيم، وعندنا أناس منحرفون؛ يترك
المستقيمين، ويذهب عند المنحرفين؛ ماذا يقال فيه؟ على كل حال ينصح باللطف، ويبين
له؛ فإذا خرج من حظيرة الإخوان فالحمد لله، وإلا سواء كلمناه أو ما كلمناه؛
فهو منهم؛ هل كان السلف يذهبون لأتباع الخوارج والروافض والمعتزلة واحداً واحداً، ولا يطلقون
عليه لفظ خارجي أو رافضي إلا إذا أقاموا عليه الحجة؟ هذا مع الروافض؛ تقول عنه:
رافضي، وهذا منتم للصوفية يشاركهم في الموالد ويشاركهم ويشاركهم، ويكون عامياً؛ فهو منهم"اهـ
(مجموع الكتب والرسائل
1/295)
وقال:
"والله نحن نرى الحزبيين مبتدعة .. فأنا رأيي أن كل حزبي مبتدع؛ شاءوا، أم
أبوا"اهـ (شريط: تقوى الله والصدق - الوجه أ)
قلت:
هذا مذهب
الحدادية؛ أما أهل السنة فيشترطون إقامة الحجة قبل التبديع؛ وقاعدتهم المعروفة في
هذا الباب؛ أنه: ليس كل من وقع في البدعة وقعت البدعة عليه؛ قال إمام أهل السنة
الألباني: "أما نحن فلا
نخرج مسلماً من دائرة الإسلام مهما كان ضالاً؛ إلا بعد إقامة الحجة"اهـ
(سلسلة الهدى والنور 219/00:10:36)
قال المدخلي:
"إنه ليفهم من قول الدكتور إبراهيم: (أهل البدع الذين يخالفون عقيدة أهل
السنة ومنهجهم في الاستدلال والتعليم والتدريس والدعوة إلى الله، واتبعوا الأهواء
ولم يتأسوا بعلماء أهل السنة بل يتنقصونهم ويغمزونهم ويتفضلون عليهم، هؤلاء مبتدعة
ضلال) يفهم من هذا التعريف الطويل الذي قرره هنا ص 39، وأكد هذا التقرير في فهرس
الموضوعات ص 48 حيث نقله بنصه وفصه؛ أن الرجل أو الجماعة لا يحكم عليه أو عليها
بالبدعة والضلال؛ إلا إذا اجتمعت فيه أو فيهم كل هذه الأمور. وهذا تعريف وتقرير
عجيب؛ مخالف لأصول ومنهج أهل السنة والجماعة، وأحكامهم .. السلف لا يشترطون
للتبديع اجتماع الصفات التي سردها الدكتور إبراهيم؛ فهم يبدعون؛ بل يكفرون بمفردة
واحدة من مفردات العقائد؛ فقد كفروا غلاة القدرية بضلالهم في عقيدة القدر ونفيهم
لعلم الله السابق بما سيعمله العباد، وأن الأمر أنف، وأول من كفرهم بهذا المعتقد
عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، وأعلن براءته منهم وأنهم منه براء"اهـ (بيان
ما في نصيحة إبراهيم الرحيلي من الخلل ص 80)
وقال:
"لقد بدع السلف عدداً من العلماء كانوا من كبار أهل السنة بسبب قولهم (لفظي
بالقرآن مخلوق) مع موافقتهم لأهل السنة بأن القرآن كلام الله ومخالفتهم لأهل البدع
بأن القرآن مخلوق، وهذه المسألة إنما هي جزئية"اهـ (بيان ما في نصيحة إبراهيم الرحيلي من الخلل ص 81)
وقال: "التعريف للمبتدع الذي جاء به الدكتور؛ لا أعرفه عن
أحد من أئمة الإسلام الذين واجهوا البدع والمبتدعين بعلم وعدل؛ بل رأيناهم يبدعون من
كان على أصول أهل السنة ومنهجهم؛ ثم وقع في بدعة من البدع الواضحة كبدعة القدر، أو
الرفض، أو بدعة الخوارج، أو المرجئة، أو القول بخلق القرآن، أو حتى التوقف في مسألة
القرآن؛ فيقول : القرآن كلام الله ثم يتوقف عن قول أهل السنة: (غير مخلوق)، وسموهم
الواقفة"اهـ (مجموع الكتب والرسائل 11/605)
وقال:
"لقد كان الرجل يزل زلة واحدة في العقيدة على عهد السلف؛ فيسقطه أئمة السلف
والحديث؛ فهل هم هدامون مفسدون أعداء الدعوة السلفية؟"اهـ (مجموع الكتب
والرسائل 13/375)
وقال: "موقف الإمام أحمد وأهل الحديث في زمانه؛ من أناس كانوا
أئمة في العلم والدين ومن أهل الحديث وقعوا فيما يسميه أبو الحسن زلة أو زلات، وقام
عليهم أهل السنة، ووسموهم بالبدع والضلال"اهـ (مجموع
الكتب والرسائل
13/378)
وقال:
"كان السلف إذا وقع المرء في عقيدة الإرجاء؛ أخرجوه عن دائرة أهل السنة
والجماعة، وإذا وقع في عقيدة القدر .. بدعوه"اهـــ (مجموع الكتب والرسائل 14/168)
قلت:
وهذا أيضاً من
منهج الحدادية الغلاة الذين يبدعون ببدعة واحدة، وبمجرد الوقوع فيها؛ أما أهل
السنة، وعلى رأسهم حسنة الأيام، ومحدث ديار الشام؛ العلامة الألباني؛ فلا يبدعون
إلا من تمحص في البدعة، وأصبح من عادته الابتداع.
قال الإمام
المجدد: "العبرة بما يغلب على الإنسان من فكر صحيح، أو عمل صالح .. فإذا كان هذا
العالم يغلب عليه العلم الصحيح؛ فهو الناجي، أما أن له زلة أو زلات في الفقه
أو في العقيدة؛ فهذا لا يخرجه عما غلب عليه من العقيدة الصحيحة؛ فابن حجر مهما
ذكرت مما له تلك الزلات؛ فلا يعني مع ذلك أنه لا ينبغي
أن نستفيد من كتابه، وأن لا نترحم عليه، وأن لا نحشره في زمرة علماء المسلمين
المتمسكين بالكتاب والسنة"اهـ (سلسلة الهدى والنور شريط رقم 727)
وقال:
"إذا كان هذا المخالف يخالف نصاً. أولاً: لا يجوز اتباعه، وثانياً: لا نبدع
القائل بخلاف النص، وإن كنا نقول: إن قوله بدعة. وأنا أفرق بين أن تقول: فلان وقع
في الكفر، وفلان كفر. وكذلك: فلان وقع في البدعة، وفلان مبتدع .. فأقول: فلان
مبتدع؛ مش معناه وقع في بدعة، وهو مَن شأنه أنه
يبتدع؛ لأن (مبتدع) اسم فاعل؛ هذا كما إذا قلنا: فلان عادل؛ ليس
لأنه عدل مرة في حياته؛ فأخذ هذا اسم الفاعل"اهـ (سلسلة الهدى والنور رقم الشريط
849)
وقال: "المبتدع
هو أولاً الذي من عادته الابتداع في الدين، وليس الذي يبتدع بدعة واحدة، ولو كان
هو فعلاً ليس عن اجتهاد، وإنما عن هوي؛ مع ذلك هذا لا يسمي مبتدعاً"اهـ (سلسلة
الهدى والنور الشريط رقم 785)
فإن قيل: فكيف نوجه ما جاء عن أئمة السلف رحمهم الله من كونهم كانوا يبدعون
بالبدعة الواحدة، وبمجرد الوقوع فيها؛ بل وبالمسألة الجزئية - كما قال المدخلي -؟
قلنا: هذا قبل أن يستقر إجماع المتأخرين على أن المرء لا يخرج من السلفية
بالبدعة الواحدة، أو بالمسألة الجزئية، وإنما يخرج إذا خالف أصول السنة كلها، وهل
يخرج من الإسلام إلى الكفر؛ أم من السنة إلى البدعة؛ قولان لأئمة الخلف، وسواء هذا
أو ذاك؛ فلا بد من إقامة الحجة.
هذا المنهج الذي لا يعرف له مثيل في عدله وإنصافه؛ حمى كبار الأئمة من
التبديع؛ فلولاه لكان ابن حجر، والنووي، والسيوطي، والشوكاني، والوادعي،
والألباني، والجامي، والمدخلي، وأضرابهم؛ في عداد المبتدعة.
قال الإمام
المجدد: "إذا ثبت أن شخصاً ما في مسألة ما؛ خرج عن منهج
السلف الصالح؛ نحن لا نحكم عليه بأنه خرج عن دائـرة السلف، ولكننا نقول
في هذه المسألة: خالف السلف. كما قلنا في الأول الذي خالف الإسلام في مسألة أنه خالف
الإسلام؛ لكننا لا نخرجه في كلا الحالتين من دائرة الإسلام أو من دائرة
السلفية"اهـ (سلسلة
الهدى والنور رقم الشريط 849)
وقرر أن ما
استدل به المدخلي - لجهله - من الآثار السلفية؛ إنما هو من باب التحذير فحسب؛ فقد
سئل عن قول الإمام أحمد: (من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي)؟ فقال: "هذا من باب التحذير، وليس
من باب الاعتقاد"اهـ (سلسلة الهدى والنور 666/15،00:27:39)
فالله دره من
إمام حباه الله بفك المعضلات، وتوضيح المشكلات.
قال المدخلي:
"من قال ببدعة كبرى، أو كتبها؛
بأن قال .. بـ الإرجاء .. أو دون شيئاً من ذلك في كتبه؛ لا يتعامل معه ومع بدعته أو
بدعه كما يتعامل مع نصوص القرآن والسنة الواردة مورد التشريع بالجمع بين أقواله المتعارضة،
أو البحث عن أيها الناسخ وأيها المنسوخ، أو الترجيح بين أقواله المتضاربة المتعارضة؛
خاصة في أبواب البدع الكبرى الواضحة .. فإنه يدان بعمله هذا، ويتحمل مسؤوليته، ولا
يربط بين ماضيه وحاضره، ولا يعبأ بما يناقض هذا الضلال، ولا يعامل انحرافه وضلاله معاملة
نصوص الرب تبارك وتعالى في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه"اهـ
(مجموع الكتب والرسائل
6/123)
قلت:
هذا جزاء من يعرض عن فهم الأئمة، ويستقل بفهمه، وإلا فلو كان المدخلي سلفياً
حقاً كما يدعي؛ لصدر عن الأئمة، ولما افتات عليهم، وعلى رأس هؤلاء الإمام المجدد؛
حيث قال: "الأصل في المسلم أن يؤول كلامه"اهـ (سلسلة الهدى والنور شريط
رقم 614/1)
فليعض المدخلي ومن معه من الحدادية على هذا؛ بالنواجذ.
قال المدخلي:
"أئمة السلف حكموا على عموم الخوارج والقدرية والشيعة بالبدعة،
ولو لم يكن عندهم فلسفة أو محادة؛ لأنهم خالفوا الكتاب والسنة وأحدثوا في الدين ما
ليس فيه بأفهامهم الفاسدة؛ لا لقصدهم المحادة، ولو قصد المبتدع المحادة لله، ومعاندته؛
لكفر، ولكن السلف لم يكفروهم لأنهم متأولون، وعندهم شبه"اهـ (مجموع
الكتب والرسائل
11/600)
قلت:
وهذا أيضاً من تنكب المدخلي لطريق العلماء، وإلا فالمعاصرون مطبقون على هذا
الشرط؛ من كونه لا بد أن يكون قاصداً ببدعته المحادة والمشاقة، وإلا كان مجتهداً
مغفوراً له؛ فالمدخلي لا يدري ما يخرج من رأسه، وإلا لألزمناه وفق هذا المنهج
الحدادي؛ بتبديع الألباني القائل: الأعمال شرط كمال. والكفر عمل القلب لا عمل
البدن. ولا كفر إلا بقصد، وغيرها من الطامات التي قالها غفر الله له، ولم يرد بها
إلا النصح للإسلام والمسلمين، ولو قالها يريد المشاقة والمحادة؛ لبُدع وضُلل؛ لكن
أهل السنة الرحماء؛ عرفوا حسن قصده، وعدم تعمده؛ فقبروا هذه الأخطاء، وتغافلوا
عنها، ومن سولت له نفسه التحذير منها - دون المساس بقائلها - تناسوا ما كانوا من قبل قرروه،
وبدعوه وضللوه.
وتأمل أيها
الموفق هذا التقرير المثالي من فقيه الزمان ابن عثيمين؛ القائل: "وأما الخطأ
في العقيدة: فإن كان خطأ مخالفاً لطريق السلف؛ فهو ضلال بلا شك، ولكن لا يحكم على
صاحبه بالضلال حتى تقوم عليه الحجة؛ فإذا قامت عليه الحجة، وأصر على خطئه وضلاله،
كان مبتدعاً فيما خالف فيه الحق، وإن كان سلفياً فيما سواه؛ فلا يوصف بأنه مبتدع
على وجه الإطلاق، ولا بأنه سلفي على وجه الإطلاق؛ بل يوصف بأنه سلفي فيما وافق
السلف؛ مبتدع فيما خالفهم .. وهذا هو العدل الذي أمر الله به"اهـ (من درر
فتاوي العلامة ابن عثيمين من كتاب العلم حول مسائل الجرح والتعديل؛ منشور على شبكة
سحاب)
وقارن بينه
وبين كلام المدخلي السابق؛ لتعرف الفرق بين الراسخين، وبين الحدادية المتحمسين
المتسرعين؛ لذلك فإننا نقول لهم ولزعيمهم المدخلي: هب أنكم تمسكتم بتلك الأخطاء
للإمام المجدد وتشبثتم بها؛ فليست بمسوغ لكم لتبدعوه؛ بل غاية ما يمكن أن يقال عنه
- وفق تقرير العلامة ابن عثيمين -: إنه سلفي فيما وافق فيه السلف؛ مبتدع فيما
خالفهم.
قال المدخلي في الرد على من
يحتج بسكوت العلماء: "الذين ما بدعوه ينقسمون: أناس ما درسوا، وهم معذورون
بعدم تبديعهم. وأناس درسوه، ويدافعون عن الباطل؛ ناس درسوا، وعرفوا ما عنده من
الباطل، وأبوا الا المحاماة عن هذا المبتدع؛ فهؤلاء لا قيمة لهم؛ فهم أهل باطل
وخداع. والساكتون لا حجة في سكوتهم. والذين جرحوا وبينوا ما في هذا الإنسان من
الجرح؛ يجب على المسلم أن يأخذ بالحق؛ لأن الحجة معهم ولو خالفهم من خالفهم"اهـ
(مجموع الكتب والرسائل
14/378)
قلت:
هذا الكلام فيه
استهانة بمخالفة غيرك لك، وهو ما جعلك تبدع كل من يخالفك في تبديع ابن قطب؛ نعم قد
جئت بالجرح البين؛ لكن مخالفة العلماء ليست بالأمر الهين، وهذا ما تعلمناه من منهج
أهل السنة؛ أن ننظر للكثرة، ونصدر عنهم، ونمتنع عن مخالفتهم، ولا نعتد بأقوالنا،
ولو كان فيها الحق البين؛ بل إن المخالفة في حد ذاتها؛ معتبرة؛ بقطع النظر عن
القلة أو الكثرة؛ فعلى سيبل المثال: القائلون بنجاة تارك جنس العمل قلة، ومع ذلك
اعتبرنا قولهم مما جعل المسألة خلافية، والقائلون بالعذر بالجهل قلة، ورغم ذلك
أصبحت المسألة بسبب قولهم؛ خلافية، ولما لم يفقه الحدادية هذا الأصل الأصيل؛ حكموا
على المخالف في هاتين المسألتين بالبدعة؛ قائلين: إن المسألة إجماعية. نعم؛ هي
كذلك؛ لكن لا بد من اعتبار كل قول، وهذا ما جعل أهل السنة يقولون في كل مسألة:
إنها خلافية - ولو كانت إجماعية - رحمة بالمخالف، وتفادياً من تبديعه، وهم أول من
استفاد من هذه القاعدة اللولبية؛ فبفضلها نجا رؤوسهم من مقصلة التبديع.
سئل المدخلي: وردت
نصوص عن السلف على أهل البدع في عهدهم؛ فهل نستطيع أن ننزل هذه النصوص على
المخالفين في عصرنا، وإن كانوا لا يصلون في البدعة إلى ما وصل إليه أولئك؟
فأجاب:
"إذا كنا نؤمن أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان؛ فما فهمه السلف من الإسلام من
كتاب الله وسنة الرسول، وطبقوه على أهل البدع في عهدهم؛ فهذا يصلح في كل زمان
ومكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؛ ما دام قائماً على الإسلام، وما دمنا نؤمن
بصلاحية الإسلام؛ فإن أحكامه التي نزلت في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام في
المؤمنين وفي الكفار وفي المنافقين وفي المخطئين؛ هي صالحة لكل زمان ومكان؛ لأن
هذا دين الله الخالد الصالح لكل زمان ومكان كما نؤمن بذلك، وصالح للتطبيق على
اليهود وعلى النصارى وعلى الشيوعيين وعلى الروافض والخوارج والمعتزلة وكل من يمت
إليهم بسبب؛ السلف عرفتم منهجهم؛ أنا مثلت بإمام من أئمة السنة: يعقوب بن شيبة؛
صاحب المسند المعلم الذي لم يكتب مثله؛ كما يشهد الذهبي وغيره؛ هذا الرجل وقع في
بدعة؛ الآن لا تعد عندنا شيئاً؛ لكن لضعفنا ولهوان الإسلام وعقائده وشرائعه
وشعائره على كثير من الناس؛ الآن يهونون من شأن السنة، ويحامون عن البدع وأهلها؛
مع الأسف وجدت مناهج من هذا الشكل الرديء، والعياذ بالله؛ طرحت بدل الإسلام الحق؛
هذا يعقوب بن شيبة توقف في القرآن؛ مخلوق أو غير مخلوق؛ ما يدري؛ أيش قيمته عند
أحمد وأهل الحديث في عصره؛ قال أحمد: مبتدع ضال، ووافقه أهل الحديث"اهـ (اللباب
من مجموع نصائح وتوجيهات الشيخ ربيع للشباب ص 78)
وقال:
"فهذا داود كان من كبار علماء الحديث، وله مؤلفات كثيرة في السنة، وإليه
انتهت رياسة العلم في بغداد، ومع هذا كله؛ لما قال القرآن محدث (أي مخلوق) بدعه
أهل السنة، وما حمل كبار أهل السنة مجمله على مفصله؛ لأنه كان سلفياً؛ كما يقوله
غلاة المداهنين وغلاة التمييع والتضييع. وجاء داود إلى الإمام أحمد معتذراً
ومنكراً أنه قال بهذه البدعة؛ فلم يصدقه، ولم يأذن له بالدخول عليه. فأين حمل
المجمل على المفصل الذي اخترعه أهل الأهواء؛ ثم كفوا عنه، وحمل رايته أدعياء
السلفية وحماة البدع وأهلها من غلاة التمييع؟ وهؤلاء أئمة السنة يؤلفون عشرات
المجلدات في الجرح والتعديل، وهي مليئة بجرح أهل البدع والضعفاء والكذابين، ولا
تجد أثراً لهذا المنهج البدعي، ولم يعارضهم لا أهل السنة ولا أهل البدع بهذا
المنهج الباطل الذي اخترع في هذا العصر للدفاع عن أهل الضلال. فإذا كان هذا المنهج
يمثل العدل؛ فإنه يلزم عليه بأن سلفنا الصالح من محدثين وفقهاء ومؤلفين في العقائد
وغيرها كانوا أهل ظلم وغلو؛ حاشاهم ثم حاشاهم، وكبت الله خصومهم المخالفين لمنهجهم
وأصولهم وكافأهم بما يستحقون"اهـ (جناية الحلبي على الإمام البخاري رحمه الله
وتهويشه عليه)
وقال:
"ولما بدع الإمام أحمد مثل الحارث المحاسبي والكرابيسي ويعقوب بن شيبة، وهم
كانوا من أبرز أهل السنة والحديث؛ لأن بعضهم قال: لفظي بالقرآن مخلوق، وبعضهم
توقف؛ فلم يقل: القرآن مخلوق، ولا غير مخلوق؛ مع أنهم يقولون: القرآن كلام الله؛
فلم يهب لمعارضة الإمام أحمد مثل الحلبي وعرعور والمأربي ومن دار في فلكهم؛ لأن
علماء زمانهم وطلاب العلم كانوا يحترمون السنة، وأهلها، ويبغضون البدع وأهلها؛
ولأنهم أهل صدق وأمانة، وأخلاق إسلامية"اهـ (بيان الجهل والخبال في مقال حسم
السجال رد على المسمى بـ مختار طيباوي - الحلقة الأولى)
قلت:
لا شك في صحة
كلامك من حيث الجملة؛ لكن اعتبار تغير الزمان، وخفاء السنة، وغربة الإسلام، وقلة
أهل السنة، وكثرة أهل البدع، وغير ذلك مما هو معروف مشاهد؛ أمر لا بد منه، وهو ما جعلنا
نحيد عن منهج السلف؛ لأننا إن طبقناه لن يبقى لنا أحد، وهذا ما فهمه الإمام المجدد
الذي حذر من تطبيق منهج السلف، وبين عدم صلاحيته لهذا الزمان؛ فقال:
"إذا
أردنا في هذا الزمان؛ أن نطبق الآن المنهج السلفي الذي
ورثناه عن بعض علمائنا من السلف؛ من الشدة على المبتدعة، وهجرهم، ومقاطعتهم
،وعدم الإصغاء إليهم؛ عدنا القهقرى"اهـ (سلسة الهدى والنور شريط رقم
611)
وقال: "لو
نحن فتحنا باب المقاطعة، والهجر، والتبديع؛ لازم نبقى نعيش في الجبال"اهـ (سلسلة
الهدى والنور 666/17)
وقال: "هجر
المبتدع لا يطبق، ولا يحسن أن يطبق؛ لأنهم أكثر، والمثل يقول: أنت مسكر، وأنا
مبطل"اهـ (سلسلة الهدى والنور 666/27)
وسئل ما رأيكم في هذه القواعد: من لم يكفر الكافر فهو كافر، ومن لم يبدع
المبتدع فهو مبتدع، ومن لم يكن معنا فهو ضدنا؟
فأجاب: "ومن أين جاءت هذه القواعد؟ ومن قعدها؟"اهـ (الشريط رقم 778
سلسلة الهدى والنور)
بل بين أن في
كثير من أئمة السلف غلو تطرف؛ فقال في البربهاري: "هو يُثنى عليه من حيث أنه
كان يحارب المبتدعة، وكان يتمسح فى السنة، وفى العقيدة السلفية؛ لكن فى كثير من
أمثال هؤلاء؛ فيه غلو، وتطرف"اهـ (سلسلة الهدى والنور 87/14)
قال المدخلي:
"فإذا كان هذا المنهج حق (أي: منهج الموازنات)؛ فإن أفجر الناس وأظلمهم على
هذا المنهج: مالك، وسعيد بن المسيب، وقبله ابن عباس، وأحمد بن حنبل، والأوزاعي،
والثوري، وابن عيينة، والحمادان، والبخاري، ومسلم، وابن حبان؛ إلى آخره؛ كلهم أفجر
الناس، وكتب الستة كلها قامت على الفجور والكذب والظلم؛ أنا ما أعرف مكيدة أخبث من
هذه المكيدة على الإسلام؛ بل إن رسول الله على رأس هؤلاء؛ فرأس الظالمين رسول الله؛
لأنه ما عنده ميزان"اهـ (شريط: من هم المرجئة)
وقال: "الشاهد أن مذهب الموازنات الذي اخترع في هذه الأيام القريبة، وألفت فيه عدد
من الكتب؛ منهج مفتعل
لا أساس له من الإسلام"اهـ (الكر
على الخيانة والمكر)
وقال: "السلف لا يعرفون هذا المنهج، ولا يحابون أهل سنة،
ولا أهل بدع؛ إذا كان هذا الإنسان من أهل السنة، ويكذب، ولاَّ يقع في شيء من
الفسق، ولاَّ سيئ الحفظ، ولاَّ منكر الحديث، ولاَّ مدلس، يُببن حاله؛ ما فيه
موازنات، وهذه كتب الجرح والتعديل مليئة بالرجال، وخُصص مجلدات لجرح الرواة وأهل
البدع على مختلف أصنافهم؛ حتى لو كان زاهداً عابداً صالحاً، وهو لا يصلح للرواية يُبين
حاله، بدون موازنات؛ يقول لك: فلان سيء الحفظ ويمشي؛ ما يلزم عليه يقول لك: صالح
وزاهد وعابد ومجاهد؛ ما يلزمه، أبـداً؛ الموازنات - يا إخوة - اخترعوها للإخوان
المسلمين، ولسيد قطب؛ اخترعوها في هذا العصر لحماية هؤلاء؛ فهم جاءوا بالمجمل
والمفصل، وجاءوا بالموازنات، وجاءوا بأمور وقواعد، ولا سيما أبو الحسن؛ أسرف فيها،
وكثَّر فيها؛ لأجل أيش؟ لأجل حماية سيد قطب، وحماية أمثاله من أهل البـدع والضلال"اهـ
(المنهج التمييعي وقواعده للعلامة ربيع المدخلي؛ شريط مفرغ، ومنشور على شبكة سحاب؛
السؤال الثالث عشر)
قلت:
بقطع النظر عن
سوء أدب المدخلي مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومع أئمة السلف من الصحابة
والتابعين، والأئمة المعروفين؛ فإنه أول من قال بهذا المنهج، وعمل به؛ لم ينقضه
إلا مع من بدعه من المعاصرين؛ أمثال البنا وابن قطب وبكر أبو زيد وابن جبرين
وعبدالرحمن عبدالخالق والمأربي والمغراوي والحلبي، وغيرهم ممن بدعهم، وحكم على من
لم يوافقه في تبديعهم بالبدعة.
أما المبتدعة
القدماء كحماد بن أبي سليمان، وإبراهيم بن طهمان، وأبي حنيفة، وأبي يعلى، وأبي ذر
الهروي، والحاكم صاحب المستدرك، والبيهقي، والجويني، والمازري، والشهرستاني، والباقلاني،
والماوردي، والآمدي، والرازي، والطرطوشي، والباجي، والبستي، وعياض، والعيني،
والهيتمي، والسيوطي، والسخاوي، وعبدالقاهر البغدادي، وعبدالقادر الجيلاني، واللكنوي،
والكشميري، والنووي، والقشيري، والذهبي، والأبي، والزمخشري، والعلائي، والصنعاني،
والمقبلي، والشوكاني، وابن العربي، وابن الجوزي، وابن الأثير، وابن حزم، وابن
عقيل، وابن فورك، وابن حبان، وابن عساكر، وابن بطال، وابن التين، وابن عبدالبر، وابن
المنير، وابن عبدالسلام، وابن دقيق العيد، وابن الحاجب، وابن الوزير، وابن حجر،
وغيرهم؛ فهم عنده أئمة وعلماء وحفاظ أذكياء وحكماء أدباء؛ يثني عليهم، وينقل عنهم،
ولا يذكر شيئاً من مخازيهم، وإن فعل فعلى استحياء، وقد ترجم لبعضهم ولم يشر أدنى
إشارة إلى بدعهم وضلالهم، وفيهم من رمي بالزندقة والإلحاد؛ فليته طبق معهم منهج
الموازنات حتى يشير إلى سيئاتهم؛ لكنه لم يفعل واكتفى بذكر حسناتهم، والثناء عليهم،
والتفخيم من شأنهم، ونسي أنه القائل: "نأسف
لمثل هذا المنهج؛ أعني: منهج الموازنات بين الحسنات والسيئات؛ الحائد عن منهج الإسلام؛
الذي ضيع شباب الأمة، وقذف في قلوبهم حب البدع وأهلها"اهـ (سيد قطب هو
مصدر تكفير المجتمعات الإسلامية)
فليت شعري؛ من
للشباب الذي اغتر برؤوس أهل البدع والضلال، وقُذف في قلبه حب البدع وأهلها؛ لأنه
رأى إمام الجرح والتعديل يثني عليهم، ويصف أئمة البدع بالعلم، والإمامة، ورؤوس
الزندقة بالأدب والحكمة؟
وبماذا يحكم
المدخلي على نفسه، وقد صدع رؤوسنا بأن من يثني على المبتدع؛ فهو مثله.
أمثلة:
أبو حنيفة:
قال المدخلي
في تعليقه على «النكت» (1/253): "الإمام العظيم .. إمام أهل العراق؛ الفقيه
المجتهد"اهـ
الحارث
المحاسبي:
قال في تعليقه
على «النكت» (2/531): "صوفي؛ متكلم؛ فقيه؛ محدث"اهـ
الحسين الكرابيسي:
قال في تعليقه
على «النكت» (2/592): "فقيه؛ أصولي؛ محدث"اهـ
الكرخي:
قال في تعليقه
على «النكت» (2/478): "فقيه؛ أديب"اهـ
الجصاص:
قال في تعليقه
على «النكت» (2/637): "إمام أهل الرأي في وقته .. كان مشهوراً بالزهد، والورع
.. له تصانيف كثيرة مشهورة"اهـ
أبو الفتح
البستي:
قال في تعليقه
على «النكت» (2/776): الأديب؛ الكاتب؛ الشاعر؛ الفقيه"اهـ
الباقلاني:
قال في تعليقه
على «النكت» (1/349): "الإمام .. متكلم
على مذهب الأشعري"اهـ
ابن فورك:
قال في تعليقه
على «النكت» (1/349): "أصولي؛ متكلم؛ أديب؛ نحوي؛ واعظ"اهـ
أبو إسحاق
الإسفراييني:
قال في تعليقه
على «النكت» (1/352): "العلامة .. الفقيه؛ الأصولي؛ الملقب بـ ركن الدين"اهـ
عبدالقاهر البغدادي:
قال في تعليقه
على «النكت» (1/236): "عالم متفنن؛ من أئمة الأصول"اهـ
أبو ذر الهروي:
قال في تعليقه
على «النكت» (2/609): "الإمام؛ العلامة؛ الحافظ"اهـ
الماوردي:
في تعليقه على
«النكت» (2/554): "فقيه؛ أصولي؛ مفسر؛ أديب"اهـ
ابن حزم:
قال في تعليقه
على «النكت» (1/251): "عالم الأندلس في عصره؛ كانت له ولأبيه من
قبله؛ رياسة الوزارة، وتدبير المملكة؛ فزهد فيها، وانصرف إلى العلم، والتأليف؛ بلغت
مؤلفاته نحو 400 مجلد"اهـ
أبو يعلى:
قال في تعليقه
على «النكت» (1/351): "العلامة .. عالم عصره في الأصول والفروع وأنواع الفنون"اهـ
البيهقي:
قال في تعليقه
على «النكت» (1/360): "الإمام؛ الحافظ؛ العلامة"اهـ
أبو الوليد الباجي:
قال في تعليقه
على «النكت» (2/505): "الحافظ ذو الفنون .. صاحب التصانيف"اهـ
أبو إسحاق
الشيرازي:
قال في تعليقه
على «النكت» (1/351): "العلامة .. كان مناظراً، ومفتي الأمة في عصره؛ اشتهر بقوة الحجة في الجدل، والمناظرة"اهـ
الجويني:
قال في تعليقه
على «النكت» (1/348): "العلامة الكبير .. أعلم المتأخرين من أصحاب الشافعي؛
كان يحضر دروسه أكابر العلماء .. وكان أعجوبة زمانه"اهـ
أبو إسماعيل
الهروي:
قال في تعليقه
على «النكت» (2/608): "أصولي؛ محدث؛ حافظ؛ مفسر؛ مؤرخ؛ متكلم؛ كان شديداً
على أهل البدع"اهـ
ابن عقيل:
قال في تعليقه
على «النكت» (1/352): "شيخ الحنابلة في وقته ببغداد .. صاحب «الفنون» وغيرها
من التصانيف المفيدة"اهـ
المازري:
قال في تعليقه
على «النكت» (1/325): "محدث؛ فقيه؛ أصولي؛ متكلم؛ أديب"اهـ
الزمخشري:
قال في تعليقه
على «النكت» (2/862-863): "مفسر؛ محدث؛ متكلم؛ نحوي؛ بياني؛ أديب"اهـ
ابن العربي:
ابن العربي:
قال في تعليقه
على «النكت» (1/286): "العلامة؛ الحافظ .. من حفاظ الحديث، وبرع في الأدب،
والبلاغة، وبلغ رتبة الاجتهاد"اهـ
القاضي عياض:
قال في تعليقه
على «النكت» (1/270)، (1/346) "الحافظ؛ العلامة .. عالم المغرب .. إمام أهل
الحديث في وقته"اهـ
ابن عساكر:
قال في تعليقه
على «النكت» (1/446): الحافظ الكبير؛ محدث الشام"اهـ
صلاح الدين
الأيوبي:
قال في «مجموع
الكتب والرسائل» (8/636): "البطل المجاهد؛ الذي شهد له التاريخ والمسلمون؛
بأنه مسلم؛ صادق؛ مجاهد"اهـ
ابن الجوزي:
قال في تعليقه
على «النكت» (1/555): "العلامة؛ الحافظ؛ حافظ العراق .. واعظ؛ محدث؛
مفسر؛ له تصانيف في سائر الفنون"اهـ
الرازي:
قال في تعليقه على «النكت» (1/377): "مفسر؛ متكلم؛
فقيه؛ أصولي؛ حكيم؛ أديب"اهـ
الآمدي:
قال في تعليقه
على «النكت» (1/353): "فقيه؛ أصولي؛ متكلم؛ منطقي؛ حكيم"اهـ
ابن الحاجب:
قال في تعليقه
على «النُّكت» (1/353): "العلامة .. فقيه مالكي؛ من كبار العلماء بالعربية"اهـ
العز بن
عبدالسلام:
قال في تعليقه على «النكت» (1/347): "العلامة؛ فقيه
مشارك في الأصول، والعربية، والتفسير"اهـ
ابن المرحل صدر
الدين بن الوكيل:
قال في تعليقه على
«النكت» (2/777): "فقيه؛ أصولي؛ محدث؛ متكلم؛ أديب؛ شاعر"اهـ
العلائي:
قال على
«النكت» (1/255): محدث؛ فاضل؛ بحاث"اهـ
الأُبِّيِّ:
قال في «مجموع
الكتب والرسائل» (11/405): "العلامة أبو عبدالله محمد بن خليفة الوشناني الأبي
المالكي"اهـ
(انتهى بتصرف شديد؛ من مقالة لمشرفي منتدى علي الحلبي؛ بعنوان: ثناء
الشيخ ربيع المدخلي على أصحاب بدع الاعتقادات، وإثبات تناقضه في منهج الموازنات،
ورغم أن المدخلي هو شيخهم الثاني في الإرجاء - بعد الألباني - إلا أنهم أذاقوه
العذاب، ووضعوا أنفه في التراب، وفضحوه، وبينوا كذبه، ودجله، وتناقضه، ولعبه؛
فاللهم أهلك الظالمين بالظالمين، وأخرج من بينهم أهل السنة سالمين)
وأخيراً؛ فإنني أذكر المدخلي:
بقول حذيفة رضي الله عنه.
قال لأبي مسعود: "إن الضلالة حق الضلالة؛ أن تعرف ما كنت تنكر، وتنكر
ما كنت تعرف، وإياك والتلون في الدين؛ فإن دين الله واحد"اهـ (الإبانة 25)
وبقول مالك رحمه الله:
قال للقعنبي: "مهما تلاعبت بشيء؛ فلا تلعبن بدينك"اهـ (ترتيب
المسالك 2/65)