ماذا يريدون من الألباني

ماذا يريدون من الألباني
تحت هذا العنوان؛ نشر منتدى الجوام والمداخلة المعروف بـ "سحاب"؛ مقالاً لكائن حي - ولا حياة - يدعى (بدر بن محمد البدر العنزي)؛ جاء فيه:
"ما أجهل الحدادية، وما أحرصهم على الفتن، وما أحرصهم على الطعن بالعلماء السلفيين، وضرب أقوال بعضهم بعضاً؛ فكل يوم يظهر لنا جاهل من جهالهم يتكلم بعلمائنا الربانيين؛ كلما سكت ناعق منهم نعق الأخر.
مَاتَ فِي القَرْيَةِ كَلْبٌ ** فَاسْتَرَحْنَا مِنْ عُوَاه
خَـلَفَ المَلْعُونُ جَرْوًا ** فَـاقَ بِالنُّبحِ أَبَاه
وهؤلاء هم الحدادية؛ كلما سكت أحدهم عن العلماء؛ صاح الأخر بالطعن والتجريح، وبالأمس سمعنا كلام سيئ من المدعو هشام البيلي يتهم فيه العلامة الألباني؛ بأنه وافق المرجئة، وعندما رد عليه الإخوة وبينوا خطئه؛ كان الواجب عليه أن يندم، ويتوب إلى الله من هذا الطعن بالألباني، ويعتذر؛ لكن تفاجئنا به يتبع العلامة صالح الفوزان بعد خروجه من المسجد، ويسجل له بدون إذن الشيخ؛ كل طلاب الشيخ صالح يعلمون؛ أن الشيخ يرفض التسجيل الخاص، ولا يسمح بالتسجيل إلا في الدروس العامة فقط؛ فإذا بالبيلي يسأل الشيخ، ويسجل في الخفاء؛ يريد الفتنة؛ يريد أن يضرب العلماء بعضهم ببعض بأسلوب ماكر خبيث؛ فإذا به يسأل شيخنا الفوزان عن مسألة من المسائل نسبت إلى الشيخ الألباني؛ فقال الشيخ: هذا غلط؛ وافق قولهم؛ لكن نرجو الله له المغفرة. ولا نعلم هل البيلي قطع كلام الشيخ أم لا؟ وإذا كان ما قاله شيخنا الفوزان صحيح، ولم يبتر البيلي الكلام؛ نقول له: ما هي الثمرة يا هشام من هذا الفعل؟ أليس فعلك خيانة للشيخ صالح؛ تنشر كلامه بدون علمه؟ هل هذا فعل السلف يا مدعي السلفية؟ أما علمت أن حب علماء السلف من فعل السلف؟ ألا تعلم بأن الشيخ صالح يقدر الشيخ الألباني ويحترمه؟ ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذووه؛ هل سمعت يا هشام للشيخ صالح طعناً في الشيخ الألباني وتحذيراً منه؟ لكن كما قال شيخنا اللحيدان: إذا فسد الزمان تطاولت الحرباء، ورفع كل خامل صوته .ثم أرسل لي أحد الأخوة المقطع الصوتي للبيلي مع شيخنا الفوزان، وسمعت شيخنا يقول فيه: وافق قولهم هذا غلط؛ هكذا هي العبارة كما سمعتها الآن، وليس فيها: وافق المرجئة؛ كما تناقلها أصحاب البيلي، وكما نقلت لي من بعض الأخوة، وأنا أشك أن هناك قطع وبتر لكلام شيخنا الفوزان حفظه الله"اهـ
قلت:
نقلت هذا الكلام بعجره وبجره؛ لأبين للقارئ أن صاحبه لا يعرف قواعد العربية، ولا أسلوبها، ومع ذلك يتكلم في مثل هذه المسائل.
وما ذكره لا يستحق الالتفات إليه، ولا التعقيب عليه؛ بيد أن فشو الجهل، وتصدر أمثاله من الرويبضة؛ اضطرني لهذا التعليق الموجز؛ فأقول مستعيناً بالله.
أولاً: منذ متى صار الفوزان مرجعاً في هذا الباب؛ بل وفي غيره من الأبواب؛ فلسنا بحاجة لكلامه أصلاً، ولا لكلام غيره؛ فالألباني إمام المرجئة في هذا العصر ومقدمهم؛ رضي الفوزان، أم أبى.
ثانياً: إذا كان الفوزان؛ يخالف إجماع أئمة السلف في تبديع أبي حنيفة، ويطعن فيهم من أجله، ويقول: (إمامنا وقدوتنا رضي من رضي وسخط من سخط)؛ فهل ينتظر منه إحقاق حق، أو إبطال باطل؟
وإذا كان لا يبدع العريفي، ومن على شاكلته؛ أفيراد منه تبديع الألباني؟
هاتوا لي يا من تحتجون بكلامه؛ حرفاً واحداً له؛ في تبديع القرني، والعودة، والحوالي، ومن على شاكلتهم.
فما للفوزان وللتبديع؛ اثبتوا لنا أولاً سلفيته؛ ثم بعد ذلك احتجوا بقوله كيفما شئتم.
ثالثاً: من تتبع كلامه - على ندرته - في الرجال؛ وجده يفتي على حسب رغبة السائل، وإذا نسي، وتكلم بالحق؛ تراجع ونكص على عقبيه خوفاً وفرقاً من جعجعة الأتباع، أو حرصاً على (شعبيته) لدى الهمج الرعاع، وحتى لا يفقد لقب (بقية السلف)، وإلا فهو على يقين من إرجاء الألباني، والمدخلي، وموقفه مع العرجاني خير شاهد على ذلك.
رابعاً: هل هناك علم في الخفاء، وآخر في العلن؛ حتى تقول: (الشيخ لا يسمح بالتسجيل الخاص)؟
أليس يتكلم ديانة؛ فمم يخاف إذن؟
ثم هذا الذي قاله؛ مع كونه لا يسمن ولا يغني؛ هل هو من الأسرار العسكرية التي لا يجوز إفشاؤها؟
أم من العلم الذي ينبغي كتمانه؛ حتى لا يُحدث فتنة؟
خامساً: الطعن في الألباني؛ ليس ذنباً حتى يتاب منه؛ بل هو من القربات.
وأخيراً: من تتبع موقفه من الألباني؛ يكاد يجن من كثرة تهوكه وتناقضه؛ فتارة يفتي بأن الألباني من أهل السنة، وإن كان يخالفه في مسألة تارك أعمال الجوارح.
وتارة يقول: لا يقال: وافق المرجئة؛ بل يقال: أخطأ غفر الله له.
وتارة يقول: نعم وافق المرجئة؛ لكنه ليس بمرجئ.
وتارة يرميه بالتعالم، ونشر الإرجاء، وعند أن يسأل؛ ينكر أن يكون قد طعن فيه، وهكذا.
فدعكم من الفوزان، وانظروا:
هل قال أحد في عهد السلف؛ بمثل ما قال به الألباني؟
وبماذا حكموا عليه؟
هل اعتذروا له؟
هل قالوا: وافق المرجئة في هذه المسألة؛ لكنه ليس بمرجئ؟
هل قالوا: إنه من أهل السنة، وذكروه بالجميل، ودعوا له بالمغفرة؟
هل منعوا الناس من الكلام فيه، ورموهم بكل بائقة؟
"مر أبو حنيفة بسكران يبول قائماً؛ فقال أبو حنيفة: لو بلت جالساً؟ فنظر في وجهه، وقال: ألا تمر يا مرجئ؟ فقال أبو حنيفة: هذا جزائي منك؟ صيرت إيمانك؛ كإيمان جبريل"اهـ (تاريخ بغداد 15/502)
فهذا سكير عرف السنة، وغار عليها، ومن ينسب إلى علم وسنة؛ يجامل على حساب الدين، ويتلاعب بالكلام من أجل ألا يقول كلمة الحق، ومع هذا يُسأل، ويُصدر، ويُستشهد بقوله!
ذهب الناس فاستقلوا ***** وصرنا خلفاً في أراذل النسناس



يتم التشغيل بواسطة Blogger.

كافة الحقوق محفوظة 2012 © site.com مدونة إسم المدونة