الألباني والهلالي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه ؛؛؛
أما بعد:
تنبيه:
الغرض من هذه المقالة؛
وضع الأمور في نصابها الصحيح، وأن يعرف المتعدي علينا بالباطل، أنه لو كان حقاً
غيوراً على السنة وأهلها - كما يزعم - لنفض يديه من شيخه (علامة الشام) من باب: (دع
ما يريبك إلى ما لا يريبك)، ومن باب: (كيف وقد قيل)، وهذا أحمد بن حنبل يُسأل:
أيما أحب إليك؛ وهيب أم إسماعيل بن علية، فقال: وهيب. مع أن إسماعيل أعلى من وهيب
بدرجات، لهذا تعجب السائل لما سمع من أحمد هذا الكلام، وسأله عن سبب ذلك، فقال له
أحمد: إسماعيل ما زال - منذ أن نطق بهذا الكلام - وضيعاً إلى أن مات. ومقصد الإمام
أحمد رحمه الله: ما أُخذ على إسماعيل؛ من لفظة سبق بها لسانه؛ فُهم منها أنه يقول
بخلق القرآن، مع أنه تواتر عنه رحمه الله القول بأن: القرآن كلام الله غير مخلوق.
فكيف بشيخه (العلامة الهمام) وقد جمع من رقة الدين، وفساد العقيدة، وأخس
الأخلاق وأحقرها؛ ما يندى له جبين كل حر، فحتى لو اعترف صراحة، وأعلن توبته على
الملأ، فسيظل وضيعاً ساقطاً إلى أن يموت.
وكذلك حتى لا يغتر أحد بما نعق به هذا الساقط، لا سيما وقد مزج نعيقه
بالتدليس والتلبيس، وهذا ليس بمستغرب؛ ما دام الهلالي شيخه وقدوته.
توطئة:
هل بيان خطأ المخطئ كائناً من كان، وتحذير الناس من هذا الخطأ يعد طعناً
ولمزاً؟
أما من كان خالي الوفاض من العلم الشرعي؛ فهذا عنده طعن وغمز، حتى سمعنا
منهم من يقول:
"فلان يطعن في العالم الفلاني". يجرحه بذلك!!
أو من يقول: "حكم من يطعن في فلان". وكأن فلاناً هذا أحد
الصحابة!!
أو من يقول: "كان مستقيماً قبل أن يطعن في فلان". فالاستقامة على
منهج السلف مرتبطة وجوداً وعدماً بفلان شيخ السلفية الهمام!!
أو من يقول: "يطعن في علماء السنة". وقد اختصر علماء السنة في
شخص واحد.
وغير ذلك من تهويلاتهم - وإن شئت قل: جهالاتهم.
والعجيب أنهم في الوقت الذي لا يسمحون فيه لأحد بانتقاد أحد من {من
المعاصرين} - ولو بحق - تراهم يقولون: أخطأ مالك؛ أخطأ فلان وفلان، مع أن الشخص
المنتَقد لا يقارن - لا من قريب ولا من بعيد - بواحد من هؤلاء، ولله في خلقه شئون.
فهذه هي الحزبية الجديدة المتلفعة بالسلفية، والتي ما برحتُ أحذر منها ومن
أهلها، ومن التعصب الأعمى والممقوت للأشخاص.
وأما العقلاء؛ فيعرفون أن هذا من النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة
المسلمين وعامتهم، ويعلمون أنه لا أحد فوق النقد، بل المخطئ يُبين خطؤه كائناً من
كان، فيشكرون للناصح صنيعه، ويدعون له.
خير
الكلام ما قل ودل:
قلت - وما زلت -: إن الألباني قال في الإيمان بقول المرجئة - وله أقوال
أخرى مخالفة لعقيدة السلف الصالح - ولا شك أن قولي هذا يحتمل أمرين لا ثالث لهما:
إما أن يكون حقاً أو يكون باطلاً، فإن كان باطلاً فليبين لي من منحه الله العلم
والفهم؛ أن هذا خطأ واتهام للرجل بما ليس فيه، فأرجع عن ذلك وأنا صاغر، وعلى تقدير
أنه خطأ، فهل خطئي هذا مسوغ لجرحي وإسقاطي فضلاً عن أن يخرجني من السلفية؟ إن كان
كذلك فليأت من يزعم هذا؛ بأثارة من علم تؤيده فيما يقول.
وإن كان ما قلته صواباً؛ فليلزم كل إنسان حده، ويعرف قدره.
سليم
الهلالي:
لعل هذه هي المرة الأولى التي أذكر فيها هذا الهلالي، لأن في ذكره رفعة
لشأنه، وتضخيماً لأمره، لذا فإنني سأختصر الكلام معه قائلاً:
بدلاً من دعوة ذيلك للمباهلة، وكثرة تخرصاته وادعاءاته، وتشكيكه فيما نشر
عنك، فلم لا تبادر وتقطع دابر هذه الفتنة، وتجتثها من أصلها، وتعلن على الملأ أنك
برئ من كل ما نُسب إليك؟!!
أما اللف والدوران فدعك منه، وإلا فقد استمعت لكلامك وأنت تدافع عن نفسك
وتقول: (إن كان قد حدث شيء من ذلك - تقصد سرقة الكتب - فأنا أستغفر الله) وهذه
حيدة، وإلا: فلِمَ لم تقل: لم يحدث هذا قط، ومن اتهمني بذلك فعليه لعنة الله
والملائكة والناس أجمعين؛ لا أحله إلى يوم الدين. فقولك: إن كان حدث. يفيد أنه لم
يحدث، أو كان شيئاً يسيراً لا تتذكره، وفي كلا الاحتمالين أنت كاذب، فسرقاتك عرفها
– بالتواتر - الصغير قبل الكبير، كما أنها ليست مرة واحدة فعلتها، وأنت متوجس خيفة؛
ثم تبت بعدها وأنبت، بل سرقت - برباطة جأش وسكون قلب - مرات ومرات، كتباً ومجلدات.
وكذلك في سرقتك للأموال، ذكرت أنك متأول، وأنك صرفتها فيما رأيته صواباً،
أو شيئاً نحو هذا، وهذه بجاحة وصفاقة، وإذا لم تستحي فاصنع ما شئت، وإلا فلو كنت
بريئاً لنفيت أنك أخذت الأموال أصلاً - ولا تنسى أن لصاحب الحق مقالاً - أما
اعترافك بأن الأموال قد وصلتك؛ ثم كلامك الملتوي بأنك أعطيتها لمستحقيها - وهو أنت
بالطبع - فأنت صادق في هذا.
وأخيراً: فلتعلم أن ما يفعله ذيلك الساقط - نيابة - عنك، ليس حباً فيك ولا
ثقة في برائتك ونزاهتك؛ بل طمعاً في دنانيرك المسروقة، فأنت لا تهمه – لأنه يعلم
أنك محتال - إنما الذي يهمه هو ملء بطنه لا
يلوي في ذلك على شيء.
رجاء:
ما فتيء الساقط يذكر
أنه سينشر - قريباً - أقوال العلماء!! وطلبة العلم في (عماد فراج) الحدادي!! ومنتداه
الأثيم، ومع أنه قد مضى على كلامه هذا زمان، إلا أننا لم نر شيئاً من تلكم
التهديدات الفارغة والدعاوى الكاذبة، لذا فإنني أرجوه أن يسارع في ذلك، حتى أعرف
ويعرف الناس معي؛ من هم العلماء وطلبة العلم هؤلاء، فإن لم يتسن له ذلك؛ فلا أقل
من أن ينشر - الآن وبسرعة - ما تحصل عليه من هذه الفتاوى، شريطة ألا يكون هؤلاء
الذين يخوفنا!! بهم، من المرجئة، أو اللصوص.
ضحك كالبكاء:
إطلاق الكلام على
عواهنه حجة كل عاجز بليد، وقد أضحكني كلام (محدث الشام) - وهو من علماء الساقط
الذين يهددنا بهم - في التمثيلية الهزلية التي صنعها مع ذيله، ونعتني من خلالها
بأنني (حزبي متهالك)، ولو كان عند هذا المرجئ بقية من حياء، لعلم أن مثله لا يتكلم
في الشرفاء، بل يلزم بيته في انتظار سياط أهل السنة تقرعه على أم رأسه.
جرى نقاش - يوماً ما - بين ابن تيمية وأبي حيان في مسألة لغوية؛ فألزمه ابن تيمية بالحجة، فقال أبو حيان: إن سيبويه يقول في الكتاب بكذا، فقال ابن تيمية: وهل سيبويه نبي النحو؟! ما كان سيبويه نبي النحو، ولا
كان معصوماً، بل أخطأ في ثمانين موضعاً لا تعرفها أنت، ولا سيبويه، فعاداه
أبو حيان أشد العداوة، وهجاه،
ورماه في
تفسيره بكل سوء.
وما مثل أراذل المنتديات وأحابيش الشبكات – وقائدهم - الذين بليت بهم، إلا
كمثل أبي حيان الذي كان يعظم ابن تيمية، ويمدحه كثيراً، حتى لقد قال فيه:
قام ابن تيمية بنصر شرعتنا مقام سيد تيم إذا عصت مضر
فلما سمع منه ما يجهله - ومن جهل شيئاً عاداه - انقلبت المحبة إلى بغض، والموالاة إلى معاداة، والمدح
إلى ذم.
وهؤلاء الطغمة اللئام بعد أن كانوا يكيلون لي المدح والثناء، ويدعون الله
أن يرفع قدري جزاء ما نافحت عن السنة، ورددت على المبتدعة والمتلاعبين، إذا بهم
يقلبون لي ظهر المجن - ومن صفات المنافق أنه إذا خاصم فجر - لا لشيء إلا لأنني قلت
ما أعتقد أنه حق وصواب.
فإن كان صواباً فعلاً، فهل هذا جزائي؟!
وإن كان خطأ؛ فهل هذا الخطأ يستحق كل هذا السب والتشنيع والتجديع؟!
وهل هو كالكفر؛ جريمة لا تغتفر؟! أم أن غاية ما يقال في حقي: لقد أخطأت يا
فلان في نسبة ذلك إلى الألباني.
وقد رُمي غير واحد من أئمة السلف بالقدر، وبعضهم بالإرجاء، وبعضهم بالرفض،
وغير ذلك، فما زاد المحققون على قولهم: أخطأ فلان في نسبة فلان إلى كذا؛ فإن هذا
لا يصح عنه. هكذا وينتهي الأمر، وكذلك في الجرح؛ عندما يخطئ أحدهم في حكمه على شخص
ما، فيضعفه أو يجرحه بما ليس بجارح، كأن يقول: رمي بكذا، أو فلان ضعيف، أو تركوه،
أو تكلموا فيه، ونحو ذلك من ألفاظ، فلا يزيد أهل التحقيق على قولهم: أساء فلان إلى
نفسه بهذا الكلام، أو: تناكد فلان فزعم كذا، أو: ما ضر فلان إلا نفسه بهذا الكلام،
ونحو ذلك من عبارات، أما ما يفعله هؤلاء؛ فإنه يؤكد على ما قلته آنفاً، وأن وراء
الأكمة ما وراءها.