تفسير رؤيا
الألباني والحلبي
نشرت منتديات
المرجئة (كل السلفيين) موضوعاً
بعنوان ]رؤيا
صالحة تتحدث عن رسول الله والإمام الألباني وتلميذه
علي بن حسن الحلبي [
جاء فيه:
"أرسل لي
فاضل - ممن نحب - وهو المحتزن البكي ساعتها، يقول فيها: لقد
رأيت ما يرى النائم بأن فضيلة الشيخ علي بن حسن الحلبي - حفظه الله - أرسل لي في
المنام رسالة يبشرني فيها بأنه رأى الإمام محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله
- يقول له : (يا علي .. أثبت على الحق الذي أنت عليه؛ فإنك على شيء أعظم من الجهاد
في سبيل الله تعالى. وهذه
أخرى - قريبة - أخ من عوام السودان يقول - رؤيا -: كان رسول الله جالساً
وعن يمينه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، وممن خلفهم يقف الشيخ علي بن حسن الحلبي
كأنه يحرسهم، ومن حولهم الصحابة؛ فقال رسول الله لصحابته: الألباني مجد - أو: مجدد – الدين ثم قام - عليه الصلاة والسلام -
مع الألباني على ذات الخطوات خطوة بخطوة .. ومن خلفهم تلميذه علي بن حسن الحلبي"اهـ
قلت:
أولاً: لو عكف كاتب هذا الهراء على تعلم قواعد الإملاء؛ لكان أرجى له.
ثانياً: سبب تعليقي على هذا الكلام مع كونه هراء؛ أن الباطل يقوى بالسكوت
عنه.
ثالثاً: وصف كاتب المقال؛ الألباني بأنه (إمام)؛ وكذا أهل الباطل يرون
شيوخهم في الضلال أئمة، ويعظمونهم، ويقدسونهم؛ فالأحناف يرون أبا حنيفة (الإمام
الأعظم) والهيتمي يعتقد في ابن عربي أنه الإمام الأكبر والكبريت الأحمر، وصالح
المقبلي يكيل المدح والثناء لـ عمرو بن عبيد وينافح عنه، وأبو غدة يرى أن الكوثري
هو إمام العصر بلا مدافعة ويبالغ في الحط على خصومه، والمرجئة تفخم من أمر
الألباني وربيع المدخلي، ويطلقون عليهما من الألقاب والأوصاف التي لو قيل نصفها في
ابن المسيب؛ لعد غلواً.
رابعاً: جميع أهل البدع يرون أنهم على الحق، ومخالفيهم على الباطل؛ فالحق
الذي يريده الألباني إذاً: هو الإرجاء؛ فيكون تقدير كلامه: اثبت يا (حلبي) على ما
أنت عليه من إرجاء؛ فإنه دينك ودين شيخك. وإلا
فكيف يقول هذا المخذول: "الإمام محمد ناصر
الدين الألباني - رحمه الله - يقول له: (يا علي .. اثبت على الحق الذي أنت
عليه؛ فإنك على شيء أعظم من الجهاد في سبيل الله تعالى"، والألباني نفسه لا يعرف الحق في أي جهة هو؛ فقد
عاش ومات، ولم يعرف عقيدة أهل السنة كما يجب.
خامساً: من هذا السوداني؟ ومن عدله حتى نصدقه في دعواه؟ ولئن كان صادقاً؛
فليس كل من ادعى رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام؛ يكون قد رآه حقاً؛ كما
أن رؤيته صلى الله عليه وسلم ليست دليلاً على تقوى الرائي حتى يستأنس برؤيته؛ بل
غالب من يدعي رؤيته - صلى الله عليه وسلم - اليوم؛ هم الدجالون.
على أن آثار الوضع ظاهرة جداً على هذه الرؤيا المزعومة، وإلا فمن المحال أن
يقول أحد من صالحي هذه الأمة؛ فضلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ عن الألباني:
إنه مجدد؛ إلا إذا كان يقصد: مجدد البدع والضلالات. ومن المحال كذلك أن يمشي صلى
الله عليه وسلم على مشي الألباني، ولو صدق الرائي - وفقه -؛ لقال: رأيت الألباني
يسير على سير النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما رؤي ذلك لبعض الأئمة، ولعله البخاري
رحمه الله.
سادساً: قد
رأى الكفار والمنافقون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجالسوه وكلموه؛ فما أفادهم
ذلك شيئاً؛ فلو صدق الرائي؛ فليس في رؤياه ما يفيد صلاح الألباني، وصحة منهجه، ولا صلاح الحلبي وحسن طريقته.
سابعاً: الرؤيا - الصالحة - يستبشر بها؛ إذا كانت
موافقة للواقع، والواقع يشهد بضلال الألباني والحلبي والمدخلي وبقية مرجئة العصر
شيوخاً وطلاباً؛ فلا يضحك علينا المرجئة الخبثاء بمثل هذه الرؤى المنامية التي يحاولون
من خلالها الترقيع لرموزهم، والترويج لمذهبهم الخبيث.
وإثبات صحة طريقة الألباني أو الحلبي أو المدخلي؛ لا تكون بمثل هذه
الترهات، ولا بالتمسك بتزكيات عفى عليها الزمان، ومن أناس ليسوا على شيء أصلاً؛ هذا
إن لم يكونوا مجروحين، ولا بالدعاوى الفارغة، ولا بكثرة ثناءات الهمج من أحابيش
المنتديات وأراذل الشبكات؛ بل بعرض أقوالهم وأعمالهم على الملأ، وبيان أنها موافقة
لعقيدة السلف ومنهجهم، وهم لا يستطيعون ذلك قطعاً؛ لأنهم يعلمون أن شيخهم الأكبر
الإمام المجدد الألباني؛ على عقيدة الجهم بن صفوان في الإيمان؛ حيث تواتر عنه
القول بأنه لا كفر إلا بقصد، وهذا يكفي لنسف ما يريدون ترسيخه في أذهان العامة
والغوغاء من إمامة شيخهم وسلامة عقيدته وصحة منهجه وطريقته، وإلا فالرجل تلبس
بكبار البدع وصغارها من تجهم وإرجاء وقدر، وغير ذلك مما بيناه موثقاً في (بدع
وضلالات الألباني)