نقض مقولة لربيع المدخلي
قال المدخلي:
"هم يعني
لا بد أن تقول: أنهم أهل بدع مثلاً؛ ابن حجر، أيش رأيك؟ تقول: عنده أشعرية. لا؛
تقول: أشعري. يقولك: لا؛ لا بد أن تقول بدعة؛ ما هو لازم؛ هذا بيّن".
الجواب:
أولاً:
قولك: (هذا بيَّن)
يعني: هذا واضح عندك، وعند المستمع: أنه مبتدع؛ فعلى هذا: يكون الخلاف بينك وبين
خصومك؛ ليس في كونه مبتدعاً أم لا - فهذا القدر متفق عليه - بل في التصريح بذلك.
فأنت تقول:
يكفي رميه بالتمشعر، أو القول بأنه أشعري؛ فهذا كاف في بيان أنه مبتدع.
وخصومك
يقولون: بل ينبغي التصريح بتبديعه؛ لأن الناس لا يعرفون أن الأشاعرة مبتدعة.
وإذ ذلك كذلك؛
فما الذي يمنعك من التصريح بتبديعهم؟!
ثانياً:
ألست
القائل: "أيلغي أهل السنة والجماعة عقولهم وعقيدتهم ومنهجهم ويكممون أفواههم
ويكسرون أقلامهم عن أهل البدع".
فلماذا: ألغيت
منهجك، وكممت فمك؛ عن أهل البدع؟
أفرقاً من
جعجعتهم، وأنت المجاهد الكبير؛ إمام الجرح والتعديل!
يا
أيها الرجل الْمُعَلِّمُ غَيْرَهُ *** هَلَّا لِنَفْسِك كَانَ ذَا
التَّعْلِيمُ
ثالثاً:
كان السلف
يقولون: ]فلان:
رافضي .. جهمي .. مرجئ .. خارجي .. قدري
.. معتزلي .. أشعري .. سيء المعتقد .. رديء المذهب، أو: كان
يرى الإرجاء .. كان يتشيع .. كان رأساً في الاعتزال، أو:
رمي بالقدر، أو: كان يجادل عن بدعته، أو:
منحرف .. زائغ .. ضال .. مفتون[ ويعنون بذلك: أنه (مبتدع).
فالوصف
بالمذهب، أو الرمي بما عُرف واشتهر عند العامة: أنه بدعة؛ ذم وتبديع، وإخراج من السنة؛
فإنه ليس إلا (سني) ينتسب للسنة، أو يُنسب إليها؛
أو (مبتدع)
ينتسب
إلى البدعة، أو يُنسب إليها.
قال صاحبك الجابري:
"حالان لا ثالث لهما: الشخص المنتسب للإسلام؛ إما على السنة، أو على البدعة؛
فإذا لم يكن سلفياً؛ فهو حتماً مبتدع لا محالة"اهـ
وقال صاحبك السحيمي: "من ارتكب بدعة؛ فهو مبتدع لأنه فعل
تلك البدعة، ويطلق عليه أنه مبتدع"اهـ
بل أنت بنفسك تقول: "الرافضي: يقال عنه: مبتدع،
والخارجي: يقال عنه: مبتدع، وهكذا"اهـ
فإذ ذلك كذلك؛
فلم تشغب على خصومك؛ طالما المعنى واحد والمحصلة واحدة؟!
ثالثاً: إن
كنت جبنتَ عن التصريح بتبديعهم؛ فما بالك نصبتَ لواء العداوة لمن فعل ما قصرتَ أنت
عنه، واعترفت به، وأقررته.
******