منهج السلف - 13 - الحسن بن صالح بن حي

منهج السلف الصالح في التعامل مع أخطاء العلماء - 13 -
الحسن بن صالح بن حي
الحسن بن صالح بن صالح بن حي بن شفي بن هني بن رافع؛ الكوفي؛ الفقيه؛ العابد؛ الحافظ؛ الإمام؛ أبو عبدالله الهمداني؛ الثوري؛ أحد الاعلام.
ولد سنة مائة، ومات سنة تسع وستين، ومائة.
روى عن: أشعث بن سوار، وسعيد بن أبي عروبة، وسلمة بن كهيل، وقيس بن مسلم، ومنصور بن المعتمر، ويزيد بن طهمان، وأبي هارون العبدي، وسماك بن حرب، وسهيل بن أبي صالح، وعطاء بن السائب، وشعبة بن الحجاج، وعاصم بن بهدلة، وعاصم الأحول، وعبدالله بن دينار، وعمرو بن دينار، وأبي إسحاق السبيعي، وليث بن أبي سليم، ومحمد بن إسحاق بن يسار، ومحمد بن عجلان، وخلق.
وعنه: يحيى بن آدم، وأحمد بن عبدالله بن يونس، وعبدالله بن داود الخريبي، وعبدالله بن المبارك، وعبيدالله بن موسى، وعلي بن الجعد، والفضل بن دكين، وأبو أحمد الزبيري، ووكيع بن الجراح، ويحيى بن أبي بكير، والحسن بن عطية، ومحمد بن فضيل، وخلق.
من أقوال أهل العلم فيه:
1-            قال أبو حاتم: "ثقة حافظ متقن".
2-            وقال أبو غسان النهدي: "الحسن بن صالح خير من شريك؛ من هنا إلى خراسان".
3-            وقال: "عجبت لأقوام قدموا سفيان الثوري على الحسن".
4-            وقال أحمد بن حنبل: "ثقة".
5-            وقال: "الحسن أثبت في الحديث من شريك".
6-            وقال: "الحسن بن صالح؛ صحيح الرواية؛ يتفقه؛ صائن لنفسه؛ في الحديث، والورع".
7-            وقال: "قال وكيع: حدثنا الحسن؛ قيل: من الحسن؟ قال: الحسن بن صالح الذي لو رأيته ذكرت سعيد بن جبير، أو شبهته بسعيد بن جبير".
8-            وقال أحمد بن أبي الحواري: "سمعت وكيعاً؛ يقول: لا يبالي من رأى الحسن بن صالح؛ أن لا يرى الربيع بن خثيم".
9-            وقال يحيى بن معين: "ثقة مأمون".
10-      وقال: "ثقة مستقيم الحديث".
11-      وقال: "يكتب رأي الحسن بن صالح، ورأي الأوزاعي، وهؤلاء ثقات".
12-      وقال عثمان بن سعيد: "قلت ليحيى بن معين: علي بن صالح أحب إليك، أو الحسن بن صالح؟ فقال: كلاهما مأمونان ثقتان".
13-      وقال أبو زرعة: "اجتمع فيه إتقان، وفقه، وعبادة، وزهد".
14-      وقال أحمد بن يونس: "جالسته عشرين سنة؛ فما رأيته رفع رأسه إلى السماء، ولا ذكر الدنيا".
15-      وقال أبو نعيم: "حدثنا الحسن بن صالح، وما كان بدون الثوري في الورع، والقوة".
16-      وقال: "انتهى الحسن بن صالح إلى أصل حائط؛ فأخذ مدرة فتمسح بها؛ فدق عليهم الباب؛ فقال: إني أخذت من حائطكم مدرة فتمسحت بها؛ فاجعلوني في حل".
17-      وقال: "ما رأيت أحداً إلا وقد غلط في شيء؛ غير الحسن بن صالح".
18-      وقال: "سمعت الحسن بن صالح؛ يقول: فتشت الورع فلم أجده في شيء أقل من اللسان".
19-      وقال: "كتبت عن ثمانمائة محدث؛ فما رأيت أفضل من الحسن بن صالح".
20-      وقال يحيى بن أبي بكير: "قلنا للحسن بن صالح: صف لنا غسل الميت؛ فما قدر عليه من البكاء".
21-      وقال إسحاق بن خلف: "دخل الحسن بن صالح السوق، وأنا معه؛ فرأى هذا يخيط, وهذا يصنع؛ فبكى ثم قال: انظر إليهم؛ يتعللون حتى يأتيهم الموت".
22-      وقال عبدة بن سليمان: "إني أرى الله يستحي أن يعذب الحسن بن صالح".
23-      وقال ابن عدي: "هو عندي من أهل الصدق".
24-      وقال عبيدالله بن موسى: "كنت أقرأ على علي؛ أخي الحسن بن صالح؛ فلما بلغت: }فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ{؛ سقط الحسن بن صالح يخور كما يخور الثور؛ فقام إليه أخوه؛ فرفعه، ومسح وجهه، ورش عليه الماء، وأسنده إليه".
25-      وقال وكيع: "كان الحسن، وعلي ابنا صالح، وأمهما قد جزأوا الليل ثلاثة أجزاء؛ فكل واحد يقوم ثلاثاً؛ فماتت أمهما؛ فاقتسما الليل بينهما؛ ثم مات علي؛ فقام الحسن الليل كله".
26-      وقال: "ما لقي الحسن أحداً؛ إلا وهو خير منه".
27-      وقال أبو سلميان الداراني: "ما رأيت أحداً الخوف أظهر على وجهه من الحسن بن صالح؛ قام ليلة بـ }عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ{؛ فغشى عليه فلم يختمها إلى الفجر".
28-      وقال ابن حبان: "كان فقيهاً ورعاً؛ من المتقشفة الخشن، وممن تجرد للعبادة، ورفض الرئاسة؛ على تشيع فيه".
29-      وقال: "كان من المتقنين، وأهل الفضل في الدين".
30-      وقال العجلي: "الحسن بن صالح؛ كوفي ثقة متعبد؛ رجل صالح، من أسنان سفيان، وكان ثبتاً، وكان يتشيع، وكان فقيهاً".
31-      وقال: "باع حسن جارية؛ فلما صارت عند الذي اشتراها؛ قامت في جوف الليل فقالت: يا أيتها الدار الصلاة الصلاة؛ قالوا: طلع الفجر؟ قالت: وليس تصلون إلا المكتوبة؟ قالوا: نعم ليس نصلي إلا المكتوبة؛ فرجعت إلى حسن؛ فقالت: بعتني من قوم سوء؛ ليس يصلون بالليل؛ فردني؛ فردها".
32-      وقال عبدالرحيم بن مطرف: "كان الحسن بن صالح إذا أراد أن يعظ أخاً من إخوانه؛ كتبه في ألواحه؛ ثم ناوله".
33-      وقال الساجي: "الحسن بن صالح؛ صدوق، وكان يتشيع، وكان وكيع يحدث عنه، ويقدمه، وكان يحيى بن سعيد؛ يقول: ليس في السكة مثله، وحكي عن يحيى بن معين؛ أنه قال: ثقة ثقة".
34-      وقال سليمان بن إدريس المقري: "اشتهى الحسن بن صالح سمكة؛ فلما أتي بها، ومد يده إلى سرة السمكة؛ اضطربت يده فأمر به فرفع ولم يأكل منه شيئاً؛ فقيل له في ذلك؛ فقال: إني ذكرت لما ضربت بيدي إلى بطنها؛ أن أول ما ينتن من الإنسان بطنه؛ فلم أقدر أن أذوقه".
35-      وقال النسائي: "ثقة".
36-      وقال عبدالرحمن بن مصعب المعني: "صحبت السادة؛ سفيان الثوري، وصحبت ابني حي - يعني: علياً والحسن ابني صالح بن حي - وصحبت وهيب بن الورد".
37-      وقال إسماعيل بن حماد: "الحسن أفقه الثلاثة؛ يعني شريكاً، والثوري، وهو".
38-      وقال يحيى بن آدم: "إنما كان فقهاؤنا ثلاثة: الحسن، والثوري، وشريك".
39-      وقال عبدالقدوس بن بكر بن خنيس: "كان يقال للحسن: حية الوادي - يعني لا ينام بالليل - وكان يقول: إني أستحيي من الله تعالى أن أنام تكلفاً حتى يكون النوم هو الذي يصير عني؛ فإذا أنا نمت ثم استيقظت ثم عدت نائماً؛ فلا أرقد الله عيني, وكان لا يقبل من أحد شيئاً؛ فيجيء إليه صبيه وهو في المسجد؛ فيقول: أنا جائع؛ فيعلله بشيء حتى يذهب الخادم إلى السوق فيبيع ما غزلت مولاته من الليل, ويشترى قطناً, ويشترى شيئاً من الشعير؛ فيجيء به فتطحنه ثم تعجنه؛ فتخبز ما يأكل الصبيان والخادم, وترفع له ولأهله لإفطارهما؛ فلم يزل على ذلك رحمه الله".
40-      وقال ابن سعد: "كان ناسكاً عابداً فقيهاً حجة صحيح الحديث كثيره، وكان متشيعاً".
41-      وقال الدارقطني: "ثقة عابد".
42-      وقال ابن قانع: "كان الحسن توأم علي، وولد علي قبله؛ فكان الحسن يوقره ويبجله بسبب ذلك، ومات بعد علي بعشر سنين، وكان فقيهاً".
43-      وقال يحيى بن أبي بكير: "سمعت الحسن بن صالح؛ يقول: "لا تفقه حتى لا تبالي في يد من كانت الدنيا".
44-      وقال أبو غسان النهدي: "سمعت الحسن بن صالح؛ يقول: "إن الشيطان ليفتح للعبد تسعة وتسعين باباً من الخير يريد به باباً من السوء".
45-      وقال "سمعت الحسن بن صالح؛ يقول: العمل بالحسنة قوة في البدن, ونور في القلب, وضوء في البصر, والعمل بالسيئة وهن في البدن, وظلمة في القلب, وعمي في البصر".
46-      وقال: "سمعت الحسن بن صالح؛ يقول: "الليل والنهار يبليان كل جديد, ويقربان كل بعيد, ويأتيان بكل موعود ووعيد، ويقول النهار: ابن آدم؛ اغتنمني فإنك لا تدري لعله لا يوم لك بعدي, ويقول له الليل مثل ذلك".
47-       وقال حميد بن عبدالرحمن: "سمعت الحسن بن صالح؛ يقول: ربما أصبحت وما معي درهم، وكأن الدنيا قد حيزت لي".
48-      وقال: "كنت عند علي والحسن ابني صالح, ورجل يقرأ: {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ}؛ فالتفت علي إلى الحسن، وقد اصفار، واخضار؛ فقال: يا حسن؛ إنها أفزاع فوق أفزاع, ورأيت الحسن أراد أن يصيح؛ ثم جمع ثوبه؛ فعض عليه حتى سكن؛ فسكن عنه، وقد ذبل فمه، واخضار، واصفار".
49-      وقال عباد أبو عتبة: "بعنا جارية للحسن بن صالح؛ فقال: أخبروهم أنها تنخمت عندنا مرة دماً".
50-      وقال محمد بن داود بن عبدالله: "سمعت يحيى بن يونس - وذكر عنده الحسن بن صالح - فقال: ما أجيء في وقت صلاة؛ إلا أُنزل به مغشياً عليه؛ ينظر إلى المقبرة فيصرخ، ويغشى عليه".
ما أخذه أهل العلم على الحسن:
1-            قال أبو نعيم: "ذكر ابن حي عند الثوري؛ فقال: ذاك يرى السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم".
2-            وقال زافر بن سليمان: "أردت الحج؛ فقال لي الحسن بن صالح: أن لقيت الثوري فأقرئه منى السلام، وقل: إنا على الأمر الأول. فلقيت سفيان فأبلغته؛ قال: فما بال الجمعة؛ فما بال الجمعة".
3-            وقال خلاد بن يزيد الجعفي: "جاءني سفيان بن سعيد إلى هاهنا؛ فقال: الحسن بن صالح؛ مع ما سمع من العلم والفقه؛ يترك الجمعة. ثم قام فذهب".
4-            وقال عبدالله بن إدريس: "ما أنا وابن حي؛ لا يرى جمعة، ولا جهاداً".
5-            وقال يوسف بن أسباط: "كان الحسن بن حي يرى السيف".
6-            وقال أحمد بن حنبل: "ما يعجبنا مذهب الحسن بن صالح؛ كان قد قعد عن الجمعة".
7-            وقال الجوزجاني: "كان الحسن بن صالح يغلو في مذهبه".
قلت:
كانت فيه خارجية؛ فقد كان يرى الخروج على أمراء زمانه؛ لظلمهم، وجورهم؛ كما كان متشيعاً يقدم علياً على أبي بكر وعمر رضي الله عنهم.
أما الخروج: فرغم كونه يراه؛ إلا أنه ما قاتل أبداً، ولا رفع سيفاً؛ قال يحيى بن آدم: "هاهنا قوم ينتحلون قول الحسن بن صالح بن حي؛ قد هلكوا، وقد سمعت الحسن بن صالح؛ يقول: لا أخرج، وإمام قائم، ولا أخرج إلا في فرقة، ولا أخرج إلا في جند يوازي عدوي؛ لا ألقي بيدي إلى التهلكة، ولا أخرج إلا مع إمام فيه شرائع السنن كلها، إن كانت السنن مائة شريعة، وكان فيه منها تسع وتسعون شريعة؛ لم أخرج معه". وقال عبدالله بن داود الخريبي: "جاء فلان فناظره ليلة؛ فذهب الحسن إلى ترك الجمعة معهم، والخروج عليهم بالسيف"، ويقال: "إن جعفر الأحمر هو الذي حمل الحسن بن صالح على ترك الجمعة؛ فقال الحسن: إني أعيد؛ فقال جعفر: لعل إنساناً يراك؛ فيقتدي بك".
وأما التشيع: فقد قال يحيى بن معين: "ذاك شيخ كان يقدم علياً على أبي بكر وعمر، ويتولى عثمان ست سنين، ويقف عنه ستاً، وكان يشهد على كل من حارب علياً بالكفر في وقت حربه، وكان يرى الخروج مع كل طالبي إذا كان عدلاً، وكان خروجه وعدالته عنده توجب الخروج، والله المستعان". وعده أبو المظفر الإسفراييني: رئيس الطائفة المعروفة بالصالحة، وهي طائفة من الزيدية، وقال ابن عدي: "هو في جملة متشيعة الكوفة". قال ابن تيمية: "وقد اتهم بمذهب الزيدية؛ الحسن بن صالح بن حي، وكان فقيهاً صالحاً زاهداً، وقيل: إن ذلك كذب عليه، ولم ينقل أحد عنه: إنه طعن في أبي بكر، وعمر؛ فضلاً عن أن يشك في إمامتهما". وقال أبو داود: "كان الحسن بن صالح إذا ذكر عثمان؛ سكت يعني لم يترحم عليه، وترك الحسن بن صالح الجمعة سبع سنين".
ومهما يكن من شيء؛ فالتهمتان ثابتتان عليه؛ الخروج وتقدم الكلام فيه، والتشيع سواء كان يفضل علياً على عثمان، أو على أبي بكر وعمر.
فماذا فعل الأئمة تجاهه، وقد تلبس بهاتين البدعتين؟
هل نظروا إلى علمه، وزهده، وورعه، وموافقته للسلف في أغلب المسائل؛ أم نظروا إلى ما خالف فيه، وحكموا عليه بموجبه، ولم يلتفتوا إلى شيء مما ذكرنا من صفاته، أو إلى موافقته لأهل السنة في غالب أصوله؟
لا شك أنهم لم يلتفتوا إلى شيء من ذلك؛ بل بدعوه بمجرد ركوبه البدعة، وذموه، وهجروه، وحذروا منه.
1-            قال أبو معمر: "كنا عند وكيع؛ فكان إذا حدث عن الحسن بن صالح أمسكنا أيدينا فلم نكتب؛ فقال: ما لكم لا تكتبون؛ حديث حسن؟ فقال له أخي بيده - هكذا - يعنى أنه كان يرى السيف؛ فسكت وكيع".
2-            وقال العجلي: "كان ابن المبارك يحمل عليه بعض الحمل؛ لحال التشيع، ولم يرو عنه شيئاً".
3-            وقال علي بن حرب الموصلي: "سمعت أبي يقول: قلت لعبدالله بن داود الخريبي: إنك لكثير الحديث عن ابن حي؛ قال: أقضي به ذمام أصحاب الحديث؛ لم يكن بشيء؛ لم يكن بشيء".
4-            وقال نصر بن علي: "كنت عند عبدالله بن داود، وعنده أبو أحمد الزبيري؛ فجعل أبو أحمد يفخم الحسن بن صالح؛ فقال له ابن داود: متعت بك؛ نحن أعلم بحسن منك؛ إن حسناً كان معجباً، والمعجب الأحمق".
5-            وقال علي بن الجعد: "كنت مع زائدة في طريق مكة؛ فقال لنا يوماً أيكم يحفظ عن مغيرة عن إبراهيم أنه توضأ بكوز الحب مرتين؟ فلو قلتُ: حدثنا شريك، أو سفيان؛ كنت قد استرحت، ولكن قلتُ: حدثنا الحسن بن صالح عن مغيرة؛ فقال زائدة: والحسن بن صالح أيضاً؟ لا حدثتك بحديث أبداً".
6-            وقال خلف بن تميم: "كان زائدة يستتيب من أتى الحسن بن حي".
7-            وقال أحمد بن يونس: "لو لم يولد الحسن بن صالح؛ لكان خيراً له".
8-            وقال يحيى بن سعيد القطان: "كان سفيان الثوري سيء الرأي في الحسن بن حي".
9-            وقال أحمد بن حنبل: "علي بن صالح صالح الحديث، ولكن حسن بن صالح أخوه".
10-      وقال: "كان يرى السيف، وسفيان أحب إلينا منه، وقد كان ابن حي ترك الجمعة بآخره، وقد كان أفتن الناس بسكوته، وورعه".
11-      وقال ابن المثنى: "ما سمعت يحيى، ولا ابن مهدي؛ يحدثان عن ابن حي بشيء قط".
12-      وقال عمرو بن علي الفلاس: "سألت عبدالرحمن عن حديث من حديث الحسن بن صالح؛ فأبى أن يحدثني به، وكان حدث عنه ثم تركه".
13-      وقال أبو نعيم: "دخل الثوري يوم الجمعة؛ فرأى الحسن بن صالح يصلى؛ فقال: نعوذ بالله من خشوع النفاق، وأخذ نعليه فتحول إلى سارية أخرى".
14-      وقال زائدة بن قدامة: "ابن حي هذا قد استصلب منذ زمان، وما يجد أحداً يصلبه".
15-      وقال أبو صالح الفراء: "حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئاً من أمر الفتن؛ فقال: ذاك يشبه أستاذه - يعنى الحسن بن حي - قلت ليوسف: أما تخاف أن تكون هذه غيبة؟ فقال: لم يا أحمق؛ أنا خير لهؤلاء من أمهاتهم، وآبائهم؛ أنهى الناس أن يعملوا بما أحدثوا؛ فتتبعهم أوزارهم، ومن أطراهم كان أضر عليهم".
16-      وقال عبدالله بن إدريس - وذكر له صعق الحسن بن صالح -: "تبسم سفيان أحب إلينا من صعق الحسن بن صالح".
هذا هو منهج السلف الصالح في التعامل مع الحسن وأمثاله؛ من جبال العلم، والحفظ، والورع؛ ممن تلبسوا ببدعة.
فكيف بمن تربوا على البدعة، ورضعوا لبانها، وبعضهم تلبس بالكفريات؛ فنفى العلو، والاستواء، والفوقية، وكثيراً من الصفات، وما أثبته فوض معناه؛ فضلاً عن دعوته للشرك الأكبر، والاعتقاد في الأولياء، والأقطاب، والخرق؟
لا شك أن تعاملهم سيختلف مع أمثال هؤلاء المبتدعة والزنادقة؛ قال عبدالله بن أحمد بن حنبل: "سألت أبي: ما تقول في رجل قال: التلاوة مخلوقة، وألفاظنا بالقرآن مخلوقة، والقرآن كلام الله ليس بمخلوق؟ فقال: «هذا كافر، وهو فوق المبتدع، وهذا كلام الجهمية»؛ قلت: ما ترى في مجانبته؟ وهل يسمى مبتدعاً؟ فقال: «هذا يجانب، وهو فوق المبتدع، وهذا كلام الجهمية»".
أما الخلف؛ فليتهم تركوا غيرهم يصرح بتبديعهم، أو حتى سكتوا فلم يمدحوهم، أو يذموهم؛ بل وصفوهم بالإمامة، ونصبوا العداوة لكل من تكلم فيهم، وحاربوه بكل الوسائل، وطعنوا فيه، وبدعوه، وهجروه.
ولئن سألتهم: من هؤلاء الذين تغارون عليهم كغيرتكم على أنفسكم، وتعادون أهل السنة من أجلهم؟ هل هم: ابن المسيب، والثوري، وابن عيينة، وابن المبارك، وابن إدريس، والشافعي، وأحمد، والدارمي، وأمثالهم من أئمة العلم، والدين؟
قالوا: لا؛ بل أئمتنا الذين نحامي عنهم، ولا نقبل الكلام فيهم؛ هم: أبو حنيفة، والطحاوي، وابن حزم، والبيهقي، والنووي، والذهبي، وابن حجر، والهيتمي، والسيوطي، وابن الوزير، والمقبلي، والشوكاني، والصنعاني، والألباني، والوادعي، والجامي، وربيع المدخلي، وأمثالهم من المبتدعة.
ولا عجب؛ فمن يكن الغراب له دليلاً مر به على جيف الكلاب.



يتم التشغيل بواسطة Blogger.

كافة الحقوق محفوظة 2012 © site.com مدونة إسم المدونة