منهج السلف
الصالح في التعامل مع أخطاء العلماء - 7 -
مسعر بن كدام
مسعر بن كدام
بن الحارث بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالي العامري؛ أبو
سلمة الكوفي.
روى عن: أبي إسحاق السبيعي، وقتادة، ويزيد بن صهيب الفقير، وجبلة بن سحيم،
وحبيب بن أبي ثابت، وحصين بن عبدالرحمن، والحكم بن عتيبة، وبكير بن الأخنس، وزياد
بن علاقة، وزيد العمي، وسعد بن إبراهيم، وسلمة بن كهيل، والأعمش، وسماك بن حرب،
وعدي بن ثابت الأنصاري، وعطاء ابن أبي رباح، وعمرو بن مرة، وعلقمة بن مرثد،
وعبدالملك بن عمير، وعون بن عبدالله بن عتبة، وقتادة بن دعامة السدوسي، وقيس بن
مسلم ، ومحارب بن دثار، ومعن بن عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود، والمقدام بن شريح
بن هانئ، ومنصور بن المعتمر، وموسى بن عبدالله بن يزيد الخطمي، وابن أبي ليلى،
ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، ومحمد بن المنكدر، وخلق كثير.
روى عنه: سليمان التيمي، ومحمد بن إسحاق بن يسار، وشعبة بن الحجاج، وعبدالله
بن المبارك، وعبدالله بن نمير، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وإسحاق بن يوسف
الأزرق، وشعيب بن حرب، وعبدالله بن داود الخريبي، والقاسم بن معن، ومالك بن مغول، وثابت
بن محمد الزاهد، وجعفر بن عون، وحفص بن غياث، ومحمد بن بشر العبدي، ومحمد بن عبيد
الطنافسي، ووكيع بن الجراح، ويحيى بن آدم، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ويحيى بن
سعيد الأموي، ويحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن هارون، وأبو حمزة السكري، وأبو أسامة
حماد بن أسامة، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وخلق كثير.
من أقوال أهل العلم في الثناء عليه:
1-
قال محمد بن بشر العبدي: "كان عند مسعر نحو ألف حديث؛ فكتبتها إلا
عشرة".
2-
وقال يحيى بن سعيد القطان: "ما رأيت أثبت من مسعر".
3-
وقال: "ما رأيت مثل مسعر؛ كان من أثبت الناس".
4-
وقال الحسن بن عمارة: "إن لم يدخل الجنة إلا مثل مسعر؛ إن أهل الجنة
لقليل".
5-
وقال أحمد بن حنبل: "الثقة؛ كشعبة، ومسعر".
6-
وقال: "كان مسعر ثقة خياراً؛ حديثه حديث أهل الصدق".
7-
وقال وكيع: "شك مسعر؛ كيقين غيره".
8-
وقال محمد بن عبدالله بن عمار الموصلي: "مسعر حجة، ومن بالكوفة مثله".
9-
وقال هشام بن عروة: "ما قدم علينا من العراق؛ أفضل من ذاك السختياني
أيوب، وذاك الرؤاسي مسعر".
10-
وقال إبراهيم بن سعيد الجوهري: "كان شعبة وسفيان
إذا اختلفا في شيء؛ قال: اذهب بنا إلى الميزان مسعر".
11-
وقال: "حدثنا محمد بن كناسة؛ قال: أثنى رجل على
مسعر؛ قال: تثني علي وأنا أبني بالآجر، وأقبل جوائز السلطان".
12-
وقال عبدالله بن المبارك: "ألا اقتديتم بسفيان، ومسعر،
وأبو مغول؛ إذ يجهدهم الورع".
13-
وقال خالد بن عمرو: "رأيت مسعراً؛ كأن جبهته ركبة
عير من السجود، وكان إذا نظر إليك حسبت أنه ينظر إلى الحائط من شدة حؤولته".
14-
وقال أبو مسهر: "حدثنا مسعر؛ قال: دعاني أبو جعفر
ليوليني؛ فقلت: إن أهلي يقولون لي: لا نرضى بشرائك لنا في شيء بدرهمين، وأنت
توليني؛ أصلحك الله؛ إن لنا قرابة وحقاً؛ فأعفاه".
15-
وقال سفيان الثوري: "لم يكن في زمانه مثله".
16-
وقال: "كنا إذا اختلفنا في شيء؛ أتينا
مسعراً".
17-
وقال سفيان بن عيينة: "رأيت مسعراً، وربما يحدثه
الرجل بشيء هو أعلم به منه؛ فيستمع له وينصت، وما لقيت أحداً أفضله عليه".
18-
وقال: "كان مسعر عندنا من معادن الصدق".
19-
وقال ابن المديني: "قلت ليحيى بن سعيد القطان: أيما
أثبت؛ هشام الدستوائي، أو مسعر؟ قال: ما رأيت مثل مسعر؛ كان مسعر من أثبت الناس".
20-
وقال محمد بن مسعر: "كان أبي لا ينام حتى يقرأ نصف
القرآن".
21-
وقال معن: "ما رأيت مسعراً في يوم؛ إلا وهو أفضل من
اليوم الذي كان بالأمس".
22-
وقال شعبة: "كنا نسمى مسعر: المصحف؛ يعني من إتقانه".
23-
وقال يحيى بن معين: "مسعر ثقة".
24-
وقال ابن أبي حاتم: "سألت أبي عن مسعر بن كدام؛ إذ
اختلف الثوري ومسعر؟ فقال: يحكم لمسعر؛ فإنه قيل: مسعر مصحف".
25-
وقال: "سئل أبي عن مسعر، وسفيان الثوري؛ فقال: مسعر
أتقن، وأجود حديثاً، وأعلى إسناداً من الثوري، ومسعر أتقن من حماد بن زيد".
26-
وقال: "مسعر للكوفيين؛ كابن عون عند البصريين".
28-
وقال أبو معمر القطيعي: "قيل لسفيان بن عيينة: من
أفضل من رأيت؟ قال: مسعر".
29-
وقال يعلى بن عبيد: "كان مسعر قد جمع العلم، والورع".
30-
وقال جعفر بن عبدالرحمن: "أتيت مسعر بن كدام لأسمع
منه؛ فكأنه رجل قد أقيم على شفير جهنم ليلقى فيها".
31-
وقال أبو داود: "مسعر صاحب شيوخ؛ روى مسعر عن مئة؛
لم يرو عنهم سفيان".
32-
وقال: "سمعت أحمد؛ يقول: مسعر ثقة ثقة؛ إنما يقاس
بسفيان، وزائدة، وأصحابهم".
33-
وقال عبدالله بن داود الخريبي: "ما من أحد إلا وقد
أخذ عليه؛ إلا مسعراً".
34-
وقال أبو زرعة الرازي: "كوفي ثقة".
35-
وقال: "سمعت أبا نعيم؛ يقول: مسعر أثبت؛ ثم سفيان؛
ثم شعبة".
36-
وقال قبيصة: "كان مسعر لأن ينزع ضرسه؛ أحب إليه من
أن يُسأل عن حديث".
37-
وقال الهيثم: "لم يسمع مسعر حديثاً قط إلا في
المسجد الجامع، وكانت له أم عابدة فكان يحمل معها لبداً ويمشي معها حتى يدخلا
المسجد؛ فيبسط لها اللبد؛ فتقوم فتصلي، ويتقدم هو إلى مقدم المسجد فيصلي؛ ثم يقعد
فيجتمع إليه من يريد فيحدثهم؛ ثم ينصرف إلى أمه فيحمل لبدها وينصرف معها، ولم يكن
له مأوى إلا منزله، والمسجد".
38-
وقال العجلي: "كوفي، ثقة؛ ثبت في الحديث، وكان
الأعمش يقول: شيطان مسعر يستضعفه يشككه في الحديث".
39-
وقال ابن الجوزي: "كان عالماً عابداً؛ كثير البكاء".
40-
وقال: "طبقات خزان العلم؛ ستة: الأعمش، ومالك بن
أنس، والأوزاعي، والثوري، ومسعر ابن كدام، وشعبة".
41-
وقال الذهبي: "الإمام الحافظ أحد الأعلام؛ كان من
العباد القانتين".
42-
وقال ابن ناصر الدين: "أحد الأعيان يسمى المصحف من
إتقانه، ويدعى الميزان لنقده، وتحرير لسانه".
مات سنة ثلاث وخمسين ومئة، وقيل: مات سنة خمس وخمسين ومئة.
ما أخذه اهل العلم على مسعر:
كان مسعر بن كدام - في الإيمان - على معتقد السلف في الجملة؛ فقد كان يقول:
الإيمان قول وعمل؛ يزيد وينقص؛ قال أبو داود: "حدثني غير واحد؛ عن زيد بن
الحباب؛ قال: حدثني من سمع مسعراً؛ يقول: الإيمان يزيد وينقص"؛ إلا إنه لم
يكن يستثني، وكان يقول: أنا لا أشك في إيماني؛ قال أبو نعيم: "كان مسعر يقول:
أشك في كل شيء؛ إلا في إيماني"، وقد حمل أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه (الإيمان)
ترك مسعر للاستثناء؛ على الدخول في الإيمان؛ لا على الاستكمال، ومع هذا؛ فقد عده
غير واحد من أئمة السلف في المرجئة، ولم يحضر سفيان وشريك جنازته؛ فلم يشفع عندهم كونه
من أهل العلم والفضل والدين، ولا كون المسألة التي أخطأ فيها؛ يسيرة، ولا كونها
وحيدة، ولا قال أحد منهم: إن أصوله سلفية؛ فمن ثم يخطأ ولا يبدع؛ كما يزعم متهوكة
اليوم، ولا قال أحد منهم: نناصحه ونصبر عليه ونترفق به وحفظ له قدره، ولا قالوا:
زلات العلماء تطوى ولا تروي، ولا اعتذروا له - رغم أنه أهل لذلك - بمثل هذه
الاعتذارات المحدثة التي تنبئ عن جهل صاحبها وتعالمه؛ كقول أحدهم وهو من وجوه
السلفيين اليوم: إن التأويل والاجتهاد من موانع التبديع، وعلى قوله هذا؛ لا يوجد
مبتدع قط؛ فما من مبتدع إلا وهو متأول، أو مجتهد؛ لكن هكذا المتهوكة؛ يخترعون مثل
هذه الأشياء التي تنادي عليهم بالجهل والضلال؛ حتى يغلقوا باب التبديع؛ كما أغلقه
أسلافهم؛ فكل يخطئ ويصيب، وكل يؤخذ من قوله ويرد، وهو من أهل السنة فيما وافق فيه
السنة، ويعتذر له عن بدعته؛ لكن لا نبدعه؛ فليس كل من وقع في البدعة وقعت البدعة
عليه، وهكذا حتى قصروا باب التبديع على الزنادقة والملحدين؛ أما علماء المسلمين
الذين وقعوا في بدعة ظاهرة؛ فيغفر لهم حسن قصدهم، ونصرتهم للسنة، ودعوتهم للتوحيد،
وردهم على أهل الفرق والأحزاب، وعدم تعمدهم المخالفة والوقوع في البدعة؛ بل لقد
تمادوا في جهلهم وضلالهم حتى آل بهم الأمر إلى الدفاع عمن تربي بين أحضان
المبتدعة، ورضع من لبان البدعة؛ كالنووي والهيتمي وابن حجر والسيوطي والصنعاني
والشوكاني، وغيرهم.
فما أجرأ السلف على التبديع، وما أظلمهم؛ حيث إنهم - لجهلهم وقلة ورعهم - ولمجرد
مخالفة وحيدة لمسعر؛ عابوه ولمزوه ونسبوه إلى البدعة؛ كما بدعوا غيره ممن لا يبلغ
من يدافع عنهم متهوكة اليوم؛ معشاره. ([1])
هذا هو لسان حال متهوكة اليوم، ولازم قولهم؛ لا يستطيعون بأي حال الانفكاك
منه؛ لذا فإننا نذكرهم قائلين، وننبهم محذرين: إما إنكم على ملة هي أهدي من ملة
هؤلاء الأجلة الأعلام؛ أو أنكم مفتتحوا باب ضلالة.
فهذا المنهج الذي تسيرون عليه في هذا الباب؛ ليس منهجهم؛ ولا هذا الطريق
طريقهم؛ فليت شعري؛ أفي اتباع أئمة السلف تخافون
الضلالة؟ أم في غير سنتهم تلتمسون الهدى؟!
فأهل السنة: هم الثابتون على اعتقاد ما نقله إليهم السلف الصالح رحمهم الله
عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو عن أصحابه رضي الله عنهم فيما لم يثبت فيه نص في
الكتاب ولا عن الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم رضي الله عنهم أئمة، وقد أمرنا
باقتداء آثارهم، واتباع سنتهم. (رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر
الحرف والصوت ص 145)
1-
قال ابن سعد: "كان لمسعر أم عابدة، وكان يخدمها، وكان مرجئاً فمات،
ولم يشهده سفيان الثوري، والحسن بن صالح".
2-
وقال أبو نعيم: "مرت بنا جنازة مسعر بن كدام منذ خمسين سنة؛ ليس فيها
سفيان، ولا شريك".
3-
وقال: "كتب مسعر بن كدام إلى إبراهيم بن عبدالله يدعوه إلى أن يأتي
الكوفة، ويعده أن ينصره، وكان مسعر مرجئاً؛ فلما شاع ذلك؛ عاتبته المرجئة".
4-
وقال ابن قتيبة: "المرجئة: إبراهيم التيمي، وعمرو بن مرة، وذر
الهمداني، وطلق بن حبيب، وحماد بن أبى سليمان، وأبو حنيفة صاحب الرأي، وعبدالعزيز
بن أبى داود، وابنه عبدالمجيد، وخارجة بن مصعب، وعمرو بن قيس الماصر، وأبو معاوية
الضرير، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وأبو يوسف، ومحمد بن الحسن، ومحمد بن
السائب، ومسعر بن كدام".
5-
وقال أحمد: "سمعت سفيان بن عيينة؛ قال: قال لي سفيان الثوري: ألا تقول
لمسعر: إني بالهلالية؛ يعني في الإرجاء".
أي أن الثوري كان يقول لسفيان بن عيينة: ألا تنهاه عن
هذا - أي عن الإرجاء - لأنهما من قبيلة واحدة.
6-
وقال أبو داود: "سمعت أحمد ذكر المرجئة؛ فقال: قيس بن مسلم، وعلقمة بن
مرثد، وعمرو بن مرة، ومسعر". ([2])
7-
وقال السليماني: "كان من المرجئة: مسعر، وحماد بن أبي سليمان،
والنعمان، وعمرو بن مرة، وعبدالعزيز بن أبي رواد، وأبو معاوية، وعمرو بن ذر ..
وسرد جماعة".
[1] - والعجيب أن المدخلي زعيم الطائفة؛ يعرف هذا جيداً؛ لكنه صاحب
هوى؛ قال ربيع: "ولقد كان الرجل يزل زلة واحدة في العقيدة على عهد السلف؛
فيسقطه أئمة السلف والحديث؛ فهل هم هدامون مفسدون أعداء الدعوة السلفية؟".
[2] - وفي سؤالات ابن
هانىء له؛ قال: "أما مسعر؛ فلم أسمع منه أنه كان مرجئًا، ولكن يقولون: إنه
كان لا يستثني".