الألباني مات ولم يعرف دين الإسلام
سئل الفوزان عجل الله
بهلاكه، وأراح أهل السنة من شره:
سمعت تسجيلاً لأحد طلاب
العلم الدكاترة؛ يقول: إن الألباني رحمه الله (مات وهو لا يعرف الإسلام). فما حكم
هذا القول؟
فأجاب: "نسأل الله
العافية؛ نسأل الله العافية؛ وش أدراه عن موت الألباني إنه ما يعرف الإسلام يوم
يموت؟ حضر عنده؟ ثبت عنده شيء؟ هذا كلام باطل والعياذ بالله؛ سوء ظن بالعلماء وأهل
الخير؛ نرجو له الخير ونرجو له الثواب والأجر، وهو داعية من الدعاة؛ ينكر على
المتصوفة، وعلى الخرافيين؛ هذا اللي نعرفه عنه رحمه الله، وليس بمعصوم إنه ما
يخطئ؛ يمكن عنده أخطاء؛ لكن ما يقتضي إنه يقال فيه ها الكلام"اهـ
قلت:
الفوزان جاهل أحمق؛ أما
جهله؛ فلأن شيخ الدعوة التي ينتسب إليها؛ حكم بذلك على كل من لم يكفر المشركين؛ بل
وحكم بكفره أيضاً. كما سيأتي.
وأما حمقه؛ فلأنه لم يكلف
نفسه أن يسأل قائل هذا الكلام عن السبب الذي جعله يقول ذلك؛ فإن قام بحجته قُبل
قوله، وإلا رُد عليه، وبُين له مغبة إلقاء التهم جزافاً.
أو أن يقول: بغض النظر عن
الألباني وغيره؛ الإسلام لا يصح إلا بالبراءة من المشركين، وتكفيرهم؛ فإذا كان
الألباني يعاديهم، ويكفرهم؛ فقائل هذا القول في حقه: ظالم مفتر.
أما إن كان لا يكفرهم،
ويراهم مسلمين، ومات على ذلك؛ فهذا يدل على أنه بالفعل لم يعرف دين الإسلام.
هذا هو المظنون بالعقلاء
الحكماء، والفوزان ليس منهم قطعاً، أو يقال: إن الكلام في الألباني ممنوع أصلاً.
والحق أن الألباني
كما قال القائل: مات ولم يعرف دين الإسلام على حقيقته؛ حيث قد استفاض عنه أنه لا
يكفر المشركين، ويراهم إخواناً له مسلمين؛ فقد سئل: ما حكم الأموات
الذين ماتوا على دعاء الأموات إذا كانوا يعتقدون في هؤلاء الأموات أنهم ينفعون
ويضرون، ولكنهم لا يعرفون حقيقة التوحيد، ولكنهم عرفوا هذا من علمائهم المنحرفين؟
فقال: "قلت إن هؤلاء ما داموا يحافظون على
أركان الإسلام، لكن فيهم جهل، والمسئول عنهم هؤلاء الجهلة من أهل العلم الذين هم
يضللونهم، فهؤلاء الذين ماتوا؛ فالأصل فيهم أنهم مسلمون؛ فيُعاملون معاملة المسلمين،
ويُدفنون في مقابر المسلمين"اهـ (الهدى والنور - الشريط رقم 364)
وقرر: أن الجاهل الذي يقصد الكفر لكنه يجهل أنه كفر؛
لا يكفر. (الهدى والنور - الشريط رقم 830)
وأنه: "لا يجوز أن نحكم على مسلم بعينه أنه كَفَر،
ولو كان وقع في الكفر - كفر ردة - إلا بعد إقامة الحجة عليه"اهـ (الهدى
والنور - الشريط رقم 671)
وسئل: هل يعذر بالجهل من كان في بلد يقام فيه الذبح
للأولياء، والطواف حول قبورهم، وهم يدعون الإسلام،
وبلادهم الطابع هذا كله في جميع البلاد؛ فهل هذا الرجل يُعذر بالجهل، ويعتقد أن
الأولياء - هذا الذي يطوف حوله - ينفع ويضر، وهذا المعتقد السائد في هذا البلد؟
فأجاب: "جوابي على سؤالك بكل صراحة: نعم"اهـ (موسوعة الألباني في العقيدة 5/747)
وقال: "أنا
لا أكفر هؤلاء العامة الذين يطوفون حول القبور لغلبة الجهل"اهـ (الهدى والنور - الشريط رقم 666)
وقال: "غالب
المسلمين اليوم الذين يشهدون بأن (لا إله إلا الله) فهم لا يفقهون معناها جيداً؛
بل لعلهم يفهمون معناها فهماً معكوساً ومقلوباً تماماً؛ فإذا قال المسلم: (لا إله
إلا الله)، وعبد مع الله غيره؛ فهو والمشركون سواء، عقيدة، وإن كان ظاهره الإسلام؛
لأنه يقول لفظة: (لا إله إلا الله) فهو بهذه العبارة مسلم لفظياً ظاهراً، وهذا مما
يوجب علينا جميعاً - بصفتنا دعاة إلى الإسلام - الدعوة إلى التوحيد وإقامة الحجة
على من جهل معنى (لا إله إلا الله) وهو واقع في خلافها. بخلاف المشرك لأنه يأبى أن
يقول: (لا إله إلا الله) فهو ليس مسلماً لا ظاهراً ولا باطناً. فأما جماهير
المسلمين اليوم؛ هم مسلمون؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «فإذا قالوها
عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله تعالى»"اهـ (موسوعة الألباني في العقيدة
2/3)
فدلت هذه الأقوال على أنه
جاهل بأصل دين الإسلام؛ قال محمد بن عبدالوهاب: "أصل دين الإسلام وقاعدته:
أمران: الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك، والموالاة
فيه، وتكفير من تركه. الثاني: الإنذار عن الشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك،
والمعاداة فيه، وتكفير من فعله".
وكَفَّر سليمان بن سحيم،
وأقواله هي نفس أقوال الألباني؛ حيث كان يرى أن المشركين مسلمون، وإن فعلوا الشرك؛
لأنهم يقولون (لا إله إلا الله) فلا يجوز تكفيرهم؛ لأنهم جهال. قال ابن عبدالوهاب "أنت
إلى الآن؛ أنت وأبوك، لا تفهمون شهادة أن لا إله إلا الله، أنا أشهد بهذا شهادة
يسألني الله عنها يوم القيامة، أنك لا تعرفها إلى الآن، ولا أبوك. ونكشف لك هذا
كشفاً بيناً، لعلك تتوب إلى الله، وتدخل في دين الإسلام، إن هداك الله"اهـ
وقال: "وأما المسألة
الثالثة: وهي من أكبر تلبيسك الذي تلبس به على العوام، أن أهل العلم قالوا: لا
يجوز تكفير المسلم بالذنب، وهذا حق، ولكن ليس هذا ما نحن فيه; وذلك أن الخوارج
يكفرون من زنى، أو سرق، أو سفك الدم، بل كل كبيرة إذا فعلها المسلم كفر; وأما أهل
السنة فمذهبهم: أن المسلم لا يكفر إلا بالشرك. ونحن ما كفرنا الطواغيت وأتباعهم،
إلا بالشرك; وأنت رجل من أجهل الناس، تظن أن من صلى وادعى أنه مسلم؛ لا يكفر"اهـ
وقال: "إذا عرفتم ذلك؛
فهؤلاء الطواغيت الذين يعتقد الناس فيهم، من أهل الخرج وغيرهم، مشهورون عند الخاص
والعام بذلك، وأنهم يترشحون له، ويأمرون به الناس، كلهم كفار مرتدون عن الإسلام؛
ومن جادل عنهم، أو أنكر على من كفرهم، أو زعم أن فعلهم هذا لو كان باطلاً فلا
يخرجهم إلى الكفر، فأقل أحوال هذا المجادل، أنه فاسق لا يقبل خطه ولا شهادته، ولا
يصلى خلفه؛ بل لا يصح دين الإسلام، إلا بالبراءة من هؤلاء، وتكفيرهم، كما قال
تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ
بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}"اهـ
فتبين من كلامه رحمه الله؛
أن الألباني لا يعرف دين الإسلام، وأن أقل أحواله: أنه فاسق لا يقبل خطه، ولا
شهادته، ولا يُصلى خلفه.
فطالب العلم المومى إليه،
والذي رد قوله الفوزان؛ لم يقل هجراً؛ بل سلفه في ذلك: محمد بن عبدالوهاب؛ أما
الفوزان فلا سلف له في ضلالاته وجهالاته التي عمت، وطمت.