حكم من وقع في
بدعة
السؤال:
هل كل من وقع
في بدعة يبدع؛ أم أن المسألة فيها تفصيل؟
الجواب:
الحمد لله:
إطلاق القول
بأن (كل من وقع في بدعة يبدع): يُفهم منه أن كل من وقع في بدعة يُبدع؛ حتى لو كانت
هذه البدعة؛ بدعة خفية.
وكذلك قولهم: (ليس
من كل من وقع في بدعة يبدع): يوهم أن كل من وقع في بدعة - ظاهرة كانت أو خفية - لا
يُبدع.
والتحقيق:
أن من وقع في
بدعة (ظاهرة)؛ يبدع.
ومن وقع في
بدعة (خفية)؛ فلا يبدع إلا بعد إقامة الحجة.
وقولي هذا؛
الذي سارعتم بإنكاره؛ هو قول السلف؛ لكن الإنسان عدو ما يجهله.
والأعجب من
ذلك؛ أنه قول إمامكم (ربيع المدخلي).
فلا أنت عرفتم
قول السلف، ولا حتى عرفتم قول من تنتسبون إليه، وتتمسحون فيه، وهو لا يعترف بكم.
قال ربيع: "من وقع في بدعة فعلى أقسام:
القسم الأول:
أهل البدع: كالروافض والخوارج والجهمية والقدرية والمعتزلة والصوفية القبورية
والمرجئة، ومن يلحق بهم؛ كالإخوان والتبليغ، وأمثالهم؛ فهؤلاء لم يشترط السلف
إقامة الحجة من أجل الحكم عليهم بالبدعة؛ فالرافضي يقال عنه: مبتدع، والخارجي يقال
عنه: مبتدع، وهكذا، سواء أقيمت عليهم الحجة أم لا.
القسم الثاني:
من هو من أهل السنة، ووقع في بدعة واضحة؛ كالقول بخلق القرآن؛ أو القدر؛ أو رأي
الخوارج، وغيرها، فهذا يبدع وعليه عمل السلف. ومثال ذلك: ما جاء عن ابن عمر رضي
الله عنه حين سئل عن القدرية قال: (فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم
برآء مني)؛ قال شيخ الإسلام رحمه الله في درء تعارض العقل والنقل: (فطريقة السلف
والأئمة أنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل، ويراعون أيضاً
الألفاظ الشرعية؛ فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً، ومن تكلم بما فيه معنى
باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه، ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقاً وباطلاً
نسبوه إلى البدعة أيضاً، وقالوا: إنما قابل بدعة ببدعة، ورد باطلاً بباطل).
القسم الثالث:
من كان من أهل السنة، ومعروف بتحري الحق، ووقع في بدعة خفية؛ فهذا إن كان قد مات
فلا يجوز تبديعه؛ بل يذكر بالخير؛ وإن كان حياً فيناصح، ويبين له الحق، ولا يتسرع
في تبديعه؛ فإن أصر فيبدع"اهـ