بخصوص كلام الفوزان في ربيع

بخصوص كلام الفوزان في ربيع
سئل الفوزان عن ربيع المدخلي، وهل صحيح أنه مرجئ؟
فقال: "اتركونا من الأشخاص، ولا تذكرون شخص معين أبداً"اهـ
قلت:
هل من منهج السلف عدم الكلام في الأشخاص؟
أم لا بد من البيان والتحذير؛ إن كان المسئول عنه مبتدعاً.
والدفاع عنه والذب عن عرضه؛ إن لم يكن كذلك.
والمدخلي لا يخرج عن هذه القسمة:
فإما أنه مبتدع؛ فيلزمك حينئذ الكلام فيه، والتحذير من بدعته، ولا يحل لك قط السكوت عنه؛ لا سيما وقد سُئلت.
وإذا سكت أنت، وسكت غيرك؛ فمتى يعرف الجاهل؛ المحق من المبطل؟
أو أنه مبرأ من هذه التهمة التي سألك عنها السائل؛ فيلزمك الدفاع عنه.
قال محمد بن بندار: "قلت لأحمد بن حنبل: إنه ليشتد علي أن أقول: فلان ضعيف؛ فلان كذاب؛ فقال أحمد: إذا سكت أنت، وسكت أنا؛ فمتى يعرف الجاهل؛ الصحيح من السقيم؟"اهـ (طبقات الحنابلة 1/287)
قلت: لأن العلماء هم أسوة الناس؛ فإذا سكتوا ولم بينوا رهبة أو رغبة؛ كانوا سبباً في إضلالهم.
وقال حماد بن زيد رحمه الله: "كلمنا شعبة بن الحجاج أنا وعباد بن عباد وجرير بن حازم في رجل؛ قلنا: لو كففت عن ذكره؛ فكأنه لان، وأجابنا؛ ثم مضيت يوماً أريد الجمعة؛ فإذا شعبة يناديني من خلفي؛ فقال: ذاك الذي قلت لكم فيه؛ لا أراه يسعني"اهـ (الجرح والتعديل 1/171)
قلت: رحم الله شعبة؛ لم ير لدينه السكوت.
وقال يحيى بن سعيد رحمه الله: "سألت شعبة وسفيان ومالك بن أنس، وسفيان بن عيينة عن الرجل يتهم في الحديث؛ أو لا يحفظ: قالوا: بين أمره"اهـ (أحوال الرجال ص 9)
قلت: هذا في الحديث؛ فكيف بصاحب بدعة يدعو إليها؟!
وقال ابن سعدي في تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ}: "{وَلا تَلْبِسُوا} أي: تخلطوا {الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ}؛ فنهاهم عن شيئين؛ عن خلط الحق بالباطل، وكتمان الحق؛ لأن المقصود من أهل الكتب والعلم؛ تمييز الحق، وإظهار الحق، ليهتدي بذلك المهتدون، ويرجع الضالون، وتقوم الحجة على المعاندين؛ لأن الله فصل آياته وأوضح بيناته؛ ليميز الحق من الباطل، ولتستبين سبيل المجرمين؛ فمن عمل بهذا من أهل العلم؛ فهو من خلفاء الرسل وهداة الأمم، ومن لبس الحق بالباطل؛ فلم يميز هذا من هذا؛ مع علمه بذلك، وكتم الحق الذي يعلمه وأُمر بإظهاره؛ فهو من دعاة جهنم؛ لأن الناس لا يقتدون في أمر دينهم بغير علمائهم؛ فاختاروا لأنفسكم إحدى الحالتين"اهـ
وقال ابن باز: "ولو سكت أهل الحق عن بيانه؛ لاستمر المخطئون على أخطائهم، وقلدهم غيرهم في ذلك، وباء الساكتون بإثم الكتمان الذي توعدهم الله في قوله سبحانه: }إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ{. وقد أخذ الله على علماء أهل الكتاب؛ الميثاق لتبيننه للناس، ولا تكتمونه، وذمهم على نبذه وراء ظهورهم، وحذرنا من اتباعهم؛ فإذا سكت أهل السنة عن بيان أخطـاء من خالف الكتاب والسنة؛ شابهوا بذلك أهل الكتاب المغضوب عليهم، والضالين"اهـ (فتاوى ومقالات متنوعة 3/72)




يتم التشغيل بواسطة Blogger.

كافة الحقوق محفوظة 2012 © site.com مدونة إسم المدونة