الحقيقة الضائعة بين الحداد وربيع
(الحلقة الأولى)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله،
والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن والاه ؛؛؛ أما بعد:
فقد كان ربيع على
علم بضلالات ابن قطب، ومع هذا لم يُظهر هذه البلايا والطوام ويحذر منها؛ إلا بعد
ما تجاوز الخمسين من عمره؛ فما الذي دفعه إلى ذلك؟
لأن الأمر
يتعلق بدولته، وإلا فهو - باعترافه - يعرف طوام ابن قطب؛ منذ أن كان في المرحلة
الثانوية، وكان إخوانياً أكثر من عشر سنين.
ولماذا ركز ربيع على ابن قطب؛
دون غيره من أهل البدع القدامى؟
إن ضلالات ابن
قطب؛ إنما استقاها من المدعو رشيد رضا؛ فكان على ربيع أن يبين ضلالاته، وضلالات
شيخه محمد عبده؛ كما بين ضلالات تلميذهما ابن قطب.
فالكلام في
أهل البدع عند ربيع وعصابته؛ لا يسير وفق قواعد السلف؛ بل يسير فوق مصالح سياسية،
وأهواء شخصية؛ فاللهج بالسنة، ومحاربة البدعة والمبتدعة - عندهم - من العام الذي
أريد به الخصوص؛ إنما يقصد به أناس بأعيانهم؛ اقتضت الضرورة الكلام فيهم، وإلا
فالأصل هو الاعتذار للجميع، وإحسان الظن بكل من وقع في بدعة.
ولما عرف
الحداد حقيقة مذهبهم، وما هم عليه؛ خافوا أن يفتضح أمرهم؛ فبادروا في الطعن فيه، وأذاعوا
في الناس أنه يريد إسقاط علماء السنة! فما كان من الحداد إلا أن أظهر تقيتهم،
وأنهم قوم لا خلاق لهم؛ يظهرون خلاف ما يبطنون؛ فيبدعون في السر؛ من يمدحونه في
العلن، ويطعنون في الخفاء؛ من ينافحون عنه أمام الملأ.
فرد عليهم
بالدليل؛ لا بكثرة الهذيان والعويل - كما هي عادتهم - كل ما قالوه، وافتروه عليه؛
فلم ينبس أحد منهم ببنت شفة، ولم يستطع أحد منهم إظهار حجته؛ غاية ما فعلوه؛ أنهم
قاموا بفعل سطوتهم الإعلامية؛ بالتعمية على ردوده عليهم؛ حتى لا يُعرف الحق،
ويُفتضحوا أمام الخلق، ولو كانوا يعقلون؛ لعرفوا أن فضيحة الدنيا أهون بكثير من
فضيحة الآخرة.
واليوم، وبعد
مضي هذه السنين؛ ظهر ما كان خافياً، وعرف الناس ضلال المداخلة، وتشوف كثير منهم
لمعرفة حقيقة ما دار بين ربيع، والحداد.
وفي هذه
المقالات المسلسلة؛ سنُظهر ردود الحداد على المدخلي وعصابته، ونُظهر كذلك: أصوله
السنية، وعقيدته السلفية، وأن الرجل لم يأت بجديد، ولم يفترع شيئاً من عنده؛ بل هو
منهج السلف الصالح الذي لا يعرفه أكثر الناس اليوم، وأنه ظُلم ظلماً بيناً؛ بفعل
الآلة الإعلامية الضخمة للمداخلة الجامية.
ومن نافلة
القول أن نذكر؛ أن الحداد دعاهم إلى المباهلة؛ فلم يجب أحد منهم؛ لعلمهم أنهم
كاذبون مفترون؛ عليهم من الله ما يستحقون.
قال الحداد:
لا شك أنكم
على يقين مما ذكرتموه؛ فالمباهلة حينئذ تكون بالنسبة لكم زيادة يقين، وتكون الفضيحة
لمن خالف.
أو أنكم على
شك؛ فتمتنعوا حينئذ عن المباهلة، وتطلبوا الحق واليقين؛ فقد افتضحتم.
أو أنكم على
يقين بأنكم على غير الحق، وأنكم كذابون مفترون، وعن الحق زائغون، وهذا يفسر هروبكم
من المباهلة!
فلا مفر في
الأحوال كلها؛ من الفضيحة، والحمد لله على السنة، ونسأله الصبر على المحنة، والفوز
بالجنة.
هذا، وقد قمت
باستقراء جميع ما كتب عن الحداد؛ وها أنذا أذكره بفصه ونصه، وعلى هيئة نقاط:
المآخذ التي أخذها المداخلة على
الحداد:
1-
تنقص شيخ
الإسلام ابن تيمية، ووصفه بأنه يهون من شأن الإرجاء.
2-
نظرته القاتمة
للمجتمعات الإسلامية، وتلفظه بألفاظ توهم أنهم، أو أكثرهم كفار.
3-
عنده خلط في
معرفة الفرق؛ فزعم أن الأشاعرة جهمية، وكفَّر الجهمية؛ فكانت النتيجة عند من يقرأ:
أن الأشاعرة كفار!
4-
الطعن
والتشهير بابن حجر والنووي، ودعوة الناس لتبديعهم علانية، وامتحانهم على ذلك،
والمخالف يلحقوه بأهل البدع.
5-
يعقدون على
المسائل الخلافية؛ الولاء والبراء والهجر والتبديع والتقذيع، ولا يرعون لعالم سلفي؛
حرمة.
6-
الحداد
ورفاقه؛ لا يرون الترحم على الإمام ابن حجر، والنووي رحمهم الله، وأمثالهم؛ فهو
ينكر على من يقول: الإمام، ويرحمه الله؛ حيث يقول في (ص 106) من كتاب: عقيدة أبي
حاتم: "حتى صار أهل البدع؛ يطلق عليهم السني بزعمه! لقب (الإمام) ويردفه:
(رحمه الله)".
7-
الرجل وأضرابه
جرت ألسنتهم على الطعن، والشتم، والبذاءة في العلماء؛ فقد قال عن علي ابن الحسن بن
عساكر: (جهمي جلد). راجع (الجامع في الحث على حفظ العلم ص 212).
8-
الطعن في ابن
باز، والفوزان، واللحيدان، والألباني، وغيرهم؛ أما عن سفر وسلمان وناصر العمر
ونحوهم فهم عنده مبتدعة ضلال مضلين؛ وبعض طلابه في الطائف يكفرون الشيخ الإمام
ناصر السنة وقامع البدعة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله.
9-
قولهم بتبديع
كل من وقع في بدعة، وابن حجر عندهم أشد، وأخطر من سيد قطب.
10- تبديع
من لا يبدع من وقع في بدعة، وعداوته وحربه، ولا يكفي عندهم أن تقول: عند فلان
أشعرية مثلاً أو أشعري، بل لابد أن تقول: مبتدع، وإلا فالحرب والهجران والتبديع.
11- تحريم
الترحم على أهل البدع بإطلاق؛ لا فرق بين رافضي وقدري وجهمي، وبين عالم وقع في
بدعة.
12- تبديع
من يترحم على مثل أبي حنيفة والشوكاني وابن الجوزي وابن حجر والنووي.
13- لهم
علاقات بالحزبيين، وبعضهم بالفساق؛ في الوقت الذي يحاربون فيه السلفيين، ويحقدون عليهم
أشد الحقد.
14- رفضوا
أصول أهل السنة في الجرح والتعديل، وتنقصوا أئمة الجرح والتعديل، وتنقصوا أصوله.
15- رفضوا
أصول أهل السنة في مراعاة المصالح والمفاسد.
16- رفضوا
أصول أهل السنة في الأخذ بالرخص في الأصول والواجبات.
17- الإفتراء
على الشيخ ربيع، ومن ينصره في الحق من العلماء، وأعضاء شبكة سحاب السلفية؛ بأنهم
مرجئة.
18- يكثرون
الكلام في مسألة الإيمان والعذر بالجهل، وهم لا يحسنون الخوض؛ فيها فكم من الناس
ضلوا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً؛ مع العلم أن الشيخ ربيع عالم
عظيم جليل حامل لواء الجرح والتعديل في هذا الزمان؛ فكل ما نقلوه هؤلاء الحدادية
عن الشيخ ربيع على أنه أخطأ في مسائل الإيمان والعذر بالجهل؛ فهذا غير صحيح؛ أين
خطؤه؟ والشيخ ربيع حفظه الله على عقيدة أهل السنة والجماعة في مسائل الإيمان والعذر
بالجهل، ولكن الحدادية يكثرون الكلام في مثل هذه المسائل؛ حتى يشوشوا
على العلماء الربانيين و يصرفوا الناس عنهم و هنا يتبين لك الفرق بين أهل العلم
و أهل الجهل.
19- لم
يسلم منه أهل السنة؛ أهل التوحيد الخالص، وسلم منه أهل البدع والشرك والخرافات؛
فهل هذه هي الغيرة على عقائد المسلمين. سلم منه (الإخوان المسلمون) الذين جابوا
البلاد المصرية عرضاً وطولاً، وعاثوا في الأرض فساداً؛ فلم نر ولم نسمع؛ أنه تكلم
فيهم بكتاب، ولا في مجلة، ولا في صحيفة، ولم ينكر عليهم طوال إقامته في مصر، أو
حتى لما كان بعيداً عنهم - في بلاد الحرمين - وآمناً من شرهم على نفسه؛ إن كان
يخشى أن يوقعوا به أدنى ضرر؛ سلم منه القبوريون؛ فالأضرحة منتشرة في بلاده،
والطواف والتمسح بالقبور أمامه على مرأى منه ومسمع، والاستغاثة بالأولياء - زعموا
- لا ينكرها أحد؛ سلم منه الصوفية، وأصحاب الموالد؛ سلم منه (حزب التكفير)
والخوارج؛ سلم منه (حزب التبليغ).
20- ومن
تناقضه؛ أنه لا يرى ولا يجيز قراءة كتب المبتدعة وأهل البدع؛ بل النظر فيها؛ قال
الحداد: (لا يكون المرء من أهل السنة؛ حتى ينتهي عن النظر في البدع؛ مواضعها،
ودلائلها، وكتب أهلها). عقيدة أبي حاتم وأبي زرعة جمع الحداد (ص 105) ولم ينكر على
نفسه اختصاره لكتاب ابن الجوزي (صيد الخاطر)؛ مع أنه يقول عنه: إنه (جهمي جلد) كما
في مقدمة كتاب (المقتنى العاطر)، وهو اختصار (صيد الخاطر). إن كتاب (صيد الخاطر)
من أسوأ الكتب، ومن الكتب التي يجب التنبيه عليها، وتحذير الناس خاصة وعامة منها؛
فكيف تعتني به يا محمود، وتضيع وقتك، وتغرر الناس بهذا الكتاب بفعلك هذا، وأنت من
أنت الذي اشتهر عنك أنك - ويا ليتك كذلك - تحذر من كتب البدع والمبتدعة؛ فإذا رأى
المغرور هذا الكتاب وعليه اسمك أخذه على عماه، وكله ثقة أنه كتاب سنة وعقيدة؛ مع
أن الكتاب من أوله إلى آخره؛ إنما هو صيد خاطر؛ اسم على مسماه؛ ليس فيه: قال الله؛
قال رسوله؛ قال الصحابة أولوا العرفان.
21- ينكر
على من يوصي بكتاب (العقيدة الطحاوية)، وأنكر على العلامة الألباني تخريجه أحاديث
الكتاب.
22- حذف
ألفاظ وعبارات وجمل من كتب أهل العلم يظنها الحداد مخالفة لمنهج السلف؛ فهو محترف
في التحريف والخيانة العلمية، وهناك أمثلة عديدة.
23- غلوهم
في الحداد، وادعاء تفوقه في العلم؛ ليتوصلوا بذلك إلى إسقاط كبار أهل العلم
والمنهج السلفي، وإيصال شيخهم إلى مرتبة الإمامة بغير منازع.
24- لعن
المعين؛ حتى إن بعضهم يلعن أبا حنيفة، وبعضهم يكفره.
25- ومن
بغي الحداد أنه ألف كتاباً في الطعن في الشيخ الألباني، وتشويهه يقع في
حوالي أربعمائة صحيفة بخطه؛ لو طبع لعله يصل إلى ألف صحيفة؛ سماه " الخميس"
أي الجيش العرمرم؛ له مقدمة ومؤخرة وقلب وميمنة وميسرة.
26- اتهامه
الواسع للأمة بالإرجاء.
27- إكثاره
من العبارت الموهمة حتى يستطيع التفلت من إلزامه بأقواله، وأفعاله.
28- جهله
المزري بعلم الحديث؛ حتى صحح الموضوع، وأنكر الصحيح.
29- اجتهاداته
المبنية على بعض ظواهر النصوص دون جمع كامل النصوص في الموضوع مما يجعله يخرج ببدع
لا تعرف عن السلف قاطبة.
30- مجازفاته
بإطلاق إجماعات لا توجد إلا في مخيلته وعقله؛ كادعائه أن قول التابعي حجة
بالإجماع.
31- امتازوا
باللعن والجفاء والإرهاب؛ لدرجة أن كانوا يهددون السلفيين بالضرب؛ بل امتدت أيديهم
إلى ضرب بعض السلفيين.
32- الحداد
رجل صاحب هوى؛ صاحب حسد، وبغض، واحتقار
للعلماء، وهو في مصر قبل أن يأتي إلى هذه البلاد؛ معروف بالطعن في العلماء
والإساءة إليهم، ولما جاء إلى الرياض وأقام هناك سبع سنوات؛ لم يقابل
ابن باز ولا الفوزان ولا التويجري ولا أحداً من علماء السنة أبداً، ولم يأخذ منهم
شيئا لشدة حقده وكبره واستعلائه؛ ثم جاء إلى المدينة لقصد معين وهو إثارة الفتنة؛
فجاء متمسكناً متلطفاً متخفياً حتى أخذ التزكية من أهل المدينة؛ ثم شرع يجمِّع
الأوغاد والهمج حوله؛ فما شعر أهل المدينة إلا بالثورة عليهم، وعلى علماء المملكة؛
علماء السنة في كل مكان؛ ليس في المملكة فقط؛ في العالم كله؛ حتى جميل الرحمان
لاحقوه بالطعن بعد موته؛ بعد استشهاده رحمه الله؛ نرجو الله أن يكون شهيداً؛ فهم
ثورة على أهل السنة، وعلى منهجهم. وناصحناهم والله؛ لقد ناصحتهم ولاطفتهم وناقشتهم
بأدب؛ عساهم أن يرجعوا - لا نريد فتنة والله - فأبوا إلا الثورة والفتن، وشرعوا
يكسّرون بالكلام الخبيث أهل السنة؛ هذا كذاب؛ هذا فاجر؛
هذا كذا، وجعلوا من الطعن في ابن حجر والشوكاني؛ سلّمًا لإسقاطهم، وشغلوا
السلفيين شغلة لا نظير لها.
33- رميهم
بالبدعة لمن يقول: بأن الإيمان أصل والعمل فرع؛ مخالفين النصوص القرآنية والنبوية،
ومخالفين لأقوال أئمة كبار من أهل السنة، وقولهم هذا؛ يقتضي حتماً تبديع هؤلاء
الأئمة المستمدة أقوالهم من الكتاب والسنة.
34- ومن
أصولهم الهدامة: أن من يقول: إن الإيمان أصل، والعمل كمال (فرع) فهو مرجئ، وبهذا
الأصل الهدام؛ يهدمون أهل السنة، وعلماءهم.
والمتأمل في جميع هذه التهم؛ يجد تعنتاً واضحاً، وجهلاً فاضحاً؛ وإلا فما ذكروه
عن الحداد؛ بعضه كذب صريح؛ دونهم خرط القتاد لإثباته، وبعضه حق محض؛ لكنهم لجهلهم أنكروه،
والإنسان عدو ما يجهله، وبعضه من قبيل الهنات اليسيرة التي لا يخلو منها بشر - هم
واقعون في مثلها أو أشد – لكنهم ضخموها وكبروها كعادتهم مع من يناصبونه العداء؛
فإن التهويل والتشنيع أحد أهم أسلحتهم.
وجميعه - على فرض ثبوته - لا يخرجه من السنة؛ فلا الحداد خالف أصلاً من
أصول أهل السنة؛ حتى يشنع عليه بهذه الطريقة التي أظهرت أن وراء الأكمة ما وراءها،
ولا جاوز الحد؛ حتى يقال: جاءنا بما لا يُحتمل فمن ثم تكلمنا فيه؛ بل طرد أصول أهل
السنة على الكبير والصغير، والجليل والحقير؛ أما هم فكالوا بمكيالين، ووزنوا
بميزانين؛ لأغراض سياسية، ومصالح شخصية، وأمراض قلبية؛ وإلا فلو كانوا صادقين؛
لوقفوا في وجه من خالف أصلاً، أو أكثر من أصول أهل السنة مخالفة واضحة صريحة؛ كالألباني
وربيع، وبينوا خطئهما وحذروا منهما؛ لكنهم لم يفعلوا.
فيا لله العجب؛ كيف انتكست فطر هؤلاء الأوغاد؟! ينافحون عن المبتدعة
الأقحاح الذين لا تخطئ بدعتهم عين؛ في الوقت الذي يحاربون فيه رجلاً من أهل السنة
المحضة؛ كل ذنبه أنه يبدع المبتدعة، ويحذر منهم، ومن بدعهم.
وهذا أوان الشروع في نقض تهمهم، وبيان تلبيساتهم، ودفع شبههم:
التهمة الأولى:
"تنقص شيخ
الإسلام ابن تيمية، ووصفه بأنه يهون من شأن الإرجاء".
دفع التهمة، وبيان البراءة منها:
1-
زَعْمُهم أني
قلتُ عن ابن تيمية أنه هوَّن؛ كذب.
وإنما قلت: (وهذا تهوين) أي: وصف الإرجاء بأنه بدعة لفظية؛ تهوين منه، وقد اعترفوا
هم بذلك؛ لما ذكروا أن السلف كانوا شديدين على أقل المرجئة إرجاءً!
قلت:
كل ذكر للإرجاء والمرجئة ورد في الآثار السلفية عن أئمة السلف؛ فالمعني به (مرجئة
الفقهاء) الذين أحدثوا هذا القول بعد فتنة ابن الأشعث، وكانوا يُنسبون إلى فقه
وورع وزهد وعبادة؛ كحماد وأبي حنيفة وطلق بن حبيب وسالم الأفطس وذر الهمداني
وعبدالعزيز بن أبي رواد، وإبراهيم بن طهمان، وغيرهم. أما الجهمية فهم وإن كانوا
مرجئة أيضاً في هذا الباب؛ بل من غلاتهم؛ إلا أن أئمة السلف لا يسمونهم (مرجئة) بل
يسمونهم (جهمية) تفريقاً بينهم وبين المرجئة الخالصة الذين أساس انحرافهم في باب
الإيمان. فالجبرية - على سبيل المثال - مرجئة؛ لكن لما كان أصل مقالتهم الجبر
نسبوا إليه، ولم ينسبوا إلى الإرجاء، وهكذا.
2-
ثم قد نقلوا
عن ابن تيمية (ص 15-16): "أكثر التنازع بين أهل السنة هو نزاع لفظي".
وثمة
سقط لا بد من إضافته، وهو: (بين أهل السنة ومرجئة الرأي).
3-
ونقلوا عنه
أيضاً: "الخطأ اليسير في اللفظ"، وليس أدنى الإرجاء بخطأ يسير، وقد قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثكلتك أمك وهل يكبُّ الناسَ على وجوههم إلا حصائدُ
ألسنتهم)، و(إن المرء ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار أبعد ما
بين السماء والأرض) وأقل الإرجاء، وهو ترك الاستثناء؛ كما ذكره أحمد رحمه الله
تعالى، والاستثناء يسميه أهل الرأي: شكّ، وبعضهم يكِّفر به أهل السنة!
4-
من قال: إنه
بدعة لفظية يسيرة؛ فقد خطَّأ السلف الصالح وأهل العلم؛ الذين حكى ابن أبي داود - فيما رواه ابن عدي وغيره عنه - الإجماع على الطعن في أبي حنيفة بسببه هو وغيره من الأسباب
كالخروج والرأي و ..! ولهذا تراهم يمدحون المرجئة بالإمامة؛ بل وبعضهم كمحقق كتاب
السنة لعبدالله بن أحمد رحمهما الله (محمد سعيد القحطاني) يطعن على السلف الصالح رحمهم
الله تعالى؛ في شدتهم على أبي حنيفة؛ لأنها لا محل لها؛ فالخلاف لفظي! وقد اعترفوا
جميعاً ونقلوا عن المشايخ المشهورين من المعاصرين كابن باز والألباني وغيرهما أنه
خلاف حقيقي؛ ففيم تنكرون وتشنعون عليَّ؟!
5-
ابن تيمية
خالف أحمد في مسائل؛ بل المذاهب المشهورة كلها؛ فهل تسمون هذا طعناً؟!
6-
الألباني خالف
ابن تيمية في مسائل اعتقادية، وصرّح بأن محمد بن عبدالوهاب ليس سلفياً في الفقه، وأن
الوهَّابية لهم أخطاء كثيرة، وليس منهم مَنْ عَمِلَ في الحديث؛ فهل تقولون: الألباني:
يطعن في ابن تيمية وغيره؟!
بل
سيقولون: إنه مجتهد!
7-
لم يقل أحد:
أن كلام أحد من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ توقيفي؛ أو إجماع لا يجوز
مخالفته!
8-
أهل السنة هم
أكثر الناس توقيراً شرعياً - لا شركيًّا ولا بدعيًّا - لأهل العلم الذين هم أهله.
هذا
منهج السلف وقد أكل عليه الزمان وشرب؛ أما اليوم: فلو كفر شيخهم؛ لقالوا: (كفر
رحمه الله).
9-
شَرْحُ صحيح
البخاري فيه (طوام وبلايا) كما قال محمد بن هادي بنفسه! وصاحب الشرح مات منذ قرابة
ستمائة سنة! فلو تكلم ابن باز في أخطاء الشرح؛ فهل يقال له: أين كلام المشايخ قبلك؟!
مع العلم أن مَن قبله كانوا يطعنون في الشرح؛ فمحمد بن عبدالوهاب وابن عتيق وابن
سحمان لهم كلام شديد فيه؛ بعضه مُجْمَل وبعضه في مواطن منه! وذاك المدعو (رشيد رضا)
له طوام وبلايا منها؛ إنكار العمل بالأحاديث التي يسميها آحاداً في العقائد؛ فإذا
تكلمنا فيه: فهل يقول عاقل: أين كلام المشايخ قبلك؟!
10- أيهما أعظم؟ قول محمد المدخلي: "سعيد
بن جبير خارجي مبتدع". أم قولي - على قولكم -: "ابن تيمية يهون من
الإرجاء"؟!
قلت: أو قول ربيع: "الشافعي مثلكم جبان".
أو
قوله: "لابن تيمية كلام في مدح البسطامي؛ والله نستحي من أن نقوله".
إلزامهم بالتهمة نفسها!
أولاً:
(ربيع):
1-
قال في الأضواء
(ص 102): "منهج الموازنات بين الحسنات والسيئات الحائد عن منهاج الإسلام الذي
ضيَّع شباب الأمة وقذف في قلوبهم حب البدع وأهلها".
وهذا
تضليل لشباب الأمة كلهم! وفيه طعن في ابن تيمية؛ لأنه صرح بهذا المنهج في الفتاوي
(ج 12 وج 28) وغيرها من كتبه!
2-
لما ذُكر له:
أن محمد بن عبدالوهاب تكلم في ابن حجر؛ قال: "محمد بن عبدالوهاب عنده حماس
واندفاع الشباب مثلكم"! ولما خرج بيان ابن باز؛ قال: "ابن باز طعن
السلفية طعنة خبيثة"! وقال: "ابن تيمية أعلم من أحمد ومالك والثوري
والأوزاعي"! وهذا كله مسجَّل عليه، والشهود موجودون به!
3-
كثير من
المشايخ - ومنهم شيخه الألباني - نهوه قديماً عن المغالاة في الرد على السرورية؛
فلماذا لم يسمع كلامهم، وخالفهم؟! ووصفه بعضهم بالتحامل! فلماذا يطلب منا طاعته
هو، وهو لا يطيع مشايخه؟ وليس هو بشيخ لي، بل - والله - لا يصلح تلميذًا لي، ولو
كان لطردتُه شرَّ طردة كما طردتُ ابن العدوي وغيره!
ثانياً:
(الجامي):
1-
رسالته
التدمرية (ص 123) ذكر قول ابن تيمية: "وبيّنّا فيه حجج من يقول بتماثل
الأجسام"؛ وقال: (تسمية شبههم بالحجج؛ فيه تسامح من شيخ الإسلام، وإنما هي
شُبه)!
وهذا
مِثْل كلامي في التهوين. والتسامح والتساهل والتهوين؛ بمعنى قريب. على أنه يجوز
تسمية الشُّبَه حججاً مع وصفها بالباطلة والداحضة؛ كما في القرآن، وكتب أهل العلم
!
2-
في كتابه
الصفات ط الجامعة (ص 199): قال: (السلف لم يتوسعوا في تقسيم الصفات وتنويعها) ثم
ذكر هذا التقسيم مُثْبِتاً له شارحاً له إلى (ص 235)!
فهل
حرامٌ عليَّ أن أقسم الإرجاء وغيره، وحلالٌ لغيري؟!
3-
في محاضرة له
بجُدَّة في آخر شهر ربيع الآخر سنة 1414 قال: (أهل السنة يقولون: الإيمان قول
واعتقاد، وجمهور أهل السنة يقولون: اعتقاد وقول وعمل)! وهذا:
أ- كذب
على أهل السنة.
ب-
تقسيم ما سُبق
إليه، والسلف الصالح كلهم؛ على أن من لا يذكر العمل؛ فهو مرجئ، والمرجئة ليسوا من
أهل السنة!
4-
قال في عقيدته
(ص 32): (القسمة ثنائية: إما كفر، وإما إيمان .. فمرتكب الكبيرة مؤمن .. لا يزال
في دائرة الإيمان)! وهذا:
أ- كلام
المرجئة بحروفه؛ كما بينتُه في (القول السامي في الرد على الجامي)؛ كذا فضحهم أحمد
بن حنبل، وغيره من أئمة أهل السنة رحمهم الله تعالى.
ب- جهل فاحش من شيخ العقيدة! بقول أهل السنة في
القسمة الثنائية بين الكفر والشرك والفسق والظلم؛ بين الأكبر والأصغر. والفسق هو
الخروج: فالأكبر: هو الخروج من الإسلام إلى الكفر. والأصغر: هو الخروج من الإيمان
إلى الإسلام. هذا شرح أحمد وغيره؛ كما هو في السنة لعبدالله، وللخلاَّل.
ت- سوء أدب بالغ منه؛ مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم؛ فرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يقول: "والله لا
يؤمن". وهذا الجاهل يقول: كلا! وهو لجهالته بلغة العرب، ودين أهل السنة؛ لا
يعلم أن نفي الإيمان؛ لا يعني نفي الإسلام، ولا تكفير الفاعل كفرًا مخرجًا من
الملة!
ليس
هذا بغريب على شيخ العقيدة؛ فهو قبل موته بقليل؛ لم يكن سمع بأمات كتب السلف؛
كالسنة للخلال، ولعبدالله بن أحمد، وأصول السنة للالكائي، والإبانة لابن بطة،
وغيرها؛ فماذا ترجو منه بعد هذا؟!
ثالثاً:
(السحيمي):
1-
في ندوة منهج
التكفير قال المقدِّم: (نودُّ بيان نقطة مهمة تتعلق بالمرجئة ولا تزال قائمة
وموجودة إلى هذا العصر، وتكثر على ألسنة
بعض الناس ..) فقال السحيمي: "هذه الفئة موجودة في هذا العصر بشكل أكثر ..
فالإرجاء المعاصر؛ قد يكون أخطر من الإرجاء القديم"!
وهذا
نفسه كلامي، ففيم الشناعة عليَّ؟!
الفرق
بينك وبينهم؛ أنك تقعد وتطبق، وهم يقعدون، ولا يطبقون؛ مع أنهم نقموا على (بكر أبو
زيد) مدحه لابن قطب، ودفاعه عنه! إذ كيف يفعل ذلك، وهو الذي ألف كتاب (هجر
المبتدع)؟!
وهكذا
هم: انفصام وتناقض ما بعده تناقض.
والسبب:
أنهم يتكلمون سياسة؛ لا ديانة، ولمصلحة الدولة؛ لا لمصلحة الدين، وإلا فلو كانوا
صادقين لطردوا أصول منهج السلف على الجميع دون استثناء.
مع
أنهم يعرفون منهج السلف في التعامل مع المبتدعة؛ كما يعرفون أبناءهم، وكانوا
يوافقونك عليه، وكنت تتكلم به في مجالسهم، وتصرح بتبديع المبتدعة؛ لكنهم جبنوا عن التصريح
بتبديع الأعيان؛ خوف الملامة والمذمة؛ فمن ثم أظهروا مخالفتك، وجعلوك كبش فداء،
واخترعوا لترقيع باطلهم؛ قواعد خبيثة لو طبقت؛ لما بُدع أحد قط؛ ولا كُفر أحد؛ بل
ولا وُجد مبتدع أو كافر على ظهر الأرض؛ تلك القاعدة الخبيثة؛ هي العذر بالتأويل،
وبالاجتهاد، وبعدم قصد المخالفة، وبعدم التمحض في البدعة. ولأنهم كذابون دجالون
بدعوا فئاماً من الناس! فأين الأعذار إذن؟ ذهبت أدراج الرياح.
2-
قال في
التنبيه (ص 101): (بدع مركبة)!
فهل
هذا التقسيم من السلف؟
3-
وذكر في (ص
117) بعض أسباب البدع، وأن منها: (تقليد الشيوخ وسكوت العلماء)!
فهل
هذا طعن في الشيوخ، والعلماء؟!
بل
أصاب كبد الحقيقة؛ فما نحن فيه من بلاء؛ فبسبب سكوت العلماء، وإلا فلو تكلموا
لكفونا المؤونة؛ لكن هيهات.
4-
وقال في (ص
158) في البدع: (ولهذا اشتد نكير السلف والأئمة لها وصاحوا بأهلها في أقطار الأرض
وحذروا من فتنهم أشد التحذير).
قلتُ:
هذا ما نفعله؛ فأبيتم علينا إلا عدم تبديع الأشاعرة، وسميتموهم أئمة، فلمَّا لم
نسمع كلامكم هذا؛ طعنتم وشنعتم!، والله المستعان.
5-
وقال في (ص
201): (وقد لاحظنا في هذا العصر أنك إذا بيَّنْتَ أحوال المبتدعة للناس؛ أنكر عليك
من ينتمي إلى العلم بغير فقه ووعي .. يجهل غاية الجهل بوظيفة الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر .. إنكار البدع وإظهار أمرها للناس، وفضح أهلها لا سيما الدعاة
منهم والمؤلفين؛ لهو من أعظم الواجبات على دعاة الإسلام؛ فإنهم عندما قصَّروا في
هذا الواجب انتشرت البدع وعمت الفتن .. والعلماء والدعاة ساكتون عن بيان الحق؛
مجاملة لأهل البدع، أو خوفاً منهم ومجاراة لهم)!
هذا
والله كأنه كلامي بحروفه! وهو طعن شديد فيمن سماهم بالعلماء والدعاة بدون استثناء!
وقد قمنا بهذا الواجب فشنّعتم علينا! فالله المستعان.
بل
وكلام ربيع نفسه؛ حيث قال: "إحسان الظن بأهل الانحرافات، وأهل البدع
والضلالات، مخالف لمنهج الله تبارك وتعالى؛ فلا بد من الحذر
منهم".
وقال:
"كان الأئمة من التابعين ومن بعدهم؛ يحذرون من مجالسة أهل الأهواء".
وقال:
"إياكم ومجالسة أهل الأهواء؛ فإن لهم شبهاً,
وربما أحدهم يستدرجك، ويقول لك: ادخل معهم وأصلح من الداخل، وهم لا يصلحون إلا ما
شاء الله؛ نادر جداً, أو لتعرف ما عندهم؛ هذه الطريقة ليست من الإسلام؛ الإسلام يرفضها".
وقال:
"علماء السنة، وأئمة الجرح والتعديل؛ فهم والله العلماء حقاً، وهم
الذين يقومون على أهل البدع، ويقمعونهم في كل زمان ومكان؛ وكتب الجرح والتعديل، وكتب
الجرح الخاص؛ مليئة ببيان حال أهل البدع .. وما اكتفوا بهذا؛ بل قاموا بتأليف
الكتب في بيان عقائد أهل السنة والذب عنها وعن أهلها، وعلى رأسهم الصحابة، وبيان
البدع وأهلها، والطعن فيهم والتحذير منهم، ومن بدعهم، ومن كتبهم".
فكلامهم
في واد، وأفعالهم في واد آخر؛ فلله الأمر من قبل، ومن بعد.
ولا
أدل على ذلك؛ مما يروجونه في منتدياتهم؛ بل وفي منتديات من حكموا عليه بأنه من أحط
أهل البدع (علي الحلبي)؛ فها هو أحدهم؛ ينشر مقالاً: من قرأه؛ لم يشك لحظة في أن
كاتبه؛ كبير الحدادية.
قال:
"اشتهر بالعلم والعبادة، ولما أجاز الخروج على حكام المسلمين؛ بدعه السلف
وحذروا منه ولم يجاملوه! سأنقل لكم من أخباره عجباً. هو: الحسن بن صالح بن حي الهمداني،
توفي سنة 169 هـ؛ عاصر جيلاً عظيماً من أئمة السلف في العلم، والعبادة؛ كسفيان
الثوري، وغيره. كان من رواة اﻷحاديث، وما أعظمها من منزلة! حتى قال عنه أبو حاتم
الرازي المعروف بتشدده في الجرح والتعديل: ثقة حافظ متقن. من عجيب خشيته؛ أنه كان سريع
التأثر والبكاء؛ قال يحيى بن أبي بكير: قلت له: صف لنا غسل الميت! فما قدر عليه من
البكاء. ومن عجيب أمره؛ ظهور الخشوع على وجهه! قال أبو سليمان
الداراني: ما رأيت أحداً الخوف والخشوع أظهر على وجهه؛ من الحسن بن صالح. ومن عجيب
أمره؛ اتصافه بالزهد والقناعة؛ حتى قال عن نفسه: ربما أصبحت، وما معي درهم!
وكأن الدنيا قد حيزت لي. وكان ورعاً حتى لقد باع جارية؛ فقال لمن يريد شراءها: إنها
تنخمت عندنا مرة؛ دماً. خوفاً من أن يكون بها مرض فيغش المشتري. وكان
شديد الخوف من عذاب الله؛ حتى لقد قرأ (ﻻ يحزنهم الفزع اﻷكبر)؛ فتأثر تأثراً
شديداً حتى قيل: كان وجهه يخضر ويصفر. وكان كثير التدبر للقرآن؛ حتى
إنه قام ليلة بسورة النبأ (عم يتساءلون)؛ فغشي عليه! حتى طلع عليه
الفجر ولم يختم السورة. وكان يقوم الليل؛ فكان يقسم الليل بينه وبين أمه وبين أخيه؛
فلما ماتت أمه؛ قسمه بينه وبين أخيه؛ فلما مات أخوه؛ قام الليل كله. وكان بعيداً
عن الدنيا؛ شديد الحزن على نفسه؛ قال أحمد بن يونس: جالسته عشرين سنة؛ فما رأيته
رفع رأسه إلى السماء! وﻻ ذكر الدنيا! ومن أعظم التزكيات التي حصل
عليها الحسن بن صالح؛ قول اﻹمام أبي زرعة الرازي عنه: اجتمع فيه إتقان وفقه
وعبادة وزهد. ومع جميع ما تقدم؛ إﻻ أن أئمة السلف في العلم والزهد؛ انقلبوا
عليه، وبدعوه، وحذروا منه، ومنهم من ترك رواية أحاديثه! حتى بلغ تشديد وتشنيع
أئمة السلف عليه؛ أن قال عنه أحمد بن يونس: لو لم يولد الحسن بن صالح؛
لكان خيراً له! فما الذنب الذي وقع فيه الحسن
بن صالح كي يتعامل معه أئمة السلف بهذه الطريقة؟! لدرجة تجاهل حسناته
وإيجابياته! وعدم مجاملته! ذنبه أنه أجاز الخروج على ولي اﻷمر الظالم! وتأملوا: لم
يخرج! ولم ينشر قوله! ولم يحث الناس على الخروج، وإنما كان مجرد رأي. قال الذهبي: كان
يرى الخروج على أمراء زمانه؛ لظلمهم، وجورهم، ولكن ما قاتل أبداً. وقال: هو من أئمة
الإسلام؛ لوﻻ تلبسه ببدعة. وما كانوا يغترون بخشوعه! قال أبو سعيد اﻷشج: سمعت ابن
إدريس؛ يقول: تبسم سفيان الثوري؛ أحب إلينا من صعق الحسن بن صالح. يستفاد مما سبق.
أن القول بالخروج على الحاكم الظالم؛ بدعة ﻻ يجامل قائلها، وﻻ يسكت
عنه؛ مهما كان له من العلم والفضل. وأن السلف كانوا يزنون الرجل بميزان اتباع
السنة؛ لا بميزان سعة العلم، وﻻ طول العبادة، وﻻ كثرة الخشوع، ولا شدة البكاء.
وأن الرجل قد يكون عالماً؛ لكن تكون له بدعة واحدة تخالف أصلاً من أصول أهل
السنة؛ يخرج بها من أهل السنة، ويصير مبتدعاً بسببها".
قلت:
عش رجباً ترى عجباً! ومع ذلك؛ فليس هذا بشيء بجانب صنيع الحلبي؛ الذي أعاد نشر
المقال بكامله، وعلق قائلاً: هذا هو الضابط!
يقول
هذا؛ مع أنه يعتقد أن من يبدع النووي وابن حجر - مثلاً - فهو المبتدع؟!
ففي
السلفية القديمة المتهالكة؛ الظالمة الغاشمة؛ التي تهضم الحسنات، وتتلقط العثرات،
ولا ترعى في عالم إلاً، ولا ذمة، ولا تعرف له حرمة؛ يُبدع: قتادة وأبو حنيفة وحماد
والحسن بن صالح وداود بن علي والكرابيسي ومسعر، وعشرات غيرهم من بحور العلم، وأئمة
الزهد، والورع.
بينما
في السلفية المعاصرة؛ التي هي أسلم وأعلم وأحكم، وأرفق بأهل العلم، وأرحم بهم من
أئمة السلف، وأدرى بالمصالح والمفاسد منهم: علماء البدعة والضلالة؛ مجتهدون أصابوا
أجراً واحداً، ومؤلفاتهم لا يُستغنى عنها، وثالثة الأثافي: أن من يبدعهما فهو
المبتدع؟! كما ذكر كبير لهم مؤخراً.
فمن
ثم حكموا على من يبرز منهج السلفية الغابرة - التى عفى عليها الزمن - ويدعو
لتطبيقه؛ بأنه حدادي ضال؛ لأنه خالف إجماع الهمج، وعلماء الجهل، والضلالة!!
رابعاً: (محمد
بن هادي):
1-
عاب عليَّ
كلمة (هذا تهوين)! وقد قال هو في شريط له: (هذا يستدرك - يقصد ابن تيمية - على
رسول الله صلى الله عليه وسلم) وذَكَرَ الاستثناء في الدعاء في صلاة الجنازة! والاستثناء
هذا ذاته؛ نقله ابن عثيمين عن ابن تيمية! فأيهما أشدَ؟ كلمة (تهوين)؛ أو كلمة (يستدرك)
وعلى من؟! على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! حسبنا الله ونعم الوكيل.
2-
تشنيعه عليَّ
في إنكاري على ابن تيمية وصف الإرجاء؛ بأنه بدعة لفظية؛ ثم قال في آخر كلامه:
(شيخنا الشيخ عبدالعزيز [ابن باز]، والألباني: يريان أنها بدعة لفظية ومعنوية)؟!
فلماذا التشنيع إِذَنْ يا أحمق؟!
هؤلاء
غلوا في أهل العلم؛ فرفعوهم فوق منزلتهم، ونزهوهم عن الخطأ، ومنعوا الكلام فيهم
بالحق والعدل، وأضفوا عليهم هالات من التقديس؛ فشابهوا النصارى، والروافض.
في
الوقت الذي سمحوا فيه لكبيرهم الألباني: أن يرمي أئمة السلف بالحماقة؛ لأن كلامهم
في حديث الصورة ليس على هواه، ويتطاول على ابن تيمية وابن القيم، وغير واحد من
العلماء السلفيين، ومع هذا فلم نسمع حساً، أو خبراً لهؤلاء الأوغاد!
3-
ثم مِن تشنيعه؛
قال: (نَسب لابن تيمية أنه هَوَّن من الإرجاء). وأنا ما نسبتُ؛ بل هذا هو قوله:
(بدعة لفظية)! فهل هذا القول: تعظيم للإرجاء، أو تهوين له؟! ثم إني لم أقل: إنه
هوّن، بل قلتُ: (هذا تهوين) أي: هذا القول الذي قاله. ثم قد قال هو في ابن تيمية؛
أشد من ذلك؛ حين قال: (يستدرك على رسول الله صلى الله عليه وسلم)
ولو
قلتَ: "إنه هون". فهل ارتكبتَ ناقضاً من نواقض الإسلام، أو خالفتَ أصلاً
من أصوله العظام؟!
ما
قلته: حق لا مرية فيه؛ لكن الأوغاد يحبون الصيد في الماء العكر، والتربص لكل من
يخالف أصولهم المزعومة، وأخلاقهم المذمومة، وإلا فبدع كبيرهم المدخلي طمت وعمت،
وأفسدت كثيراً من البلاد والعباد، وهو نفسه له كلام في ابن تيمية؛ أشنع من هذا
بكثير؛ فهلاَّ فعلوا معه عشر ما فعلوا معك؛ لو كانوا صادقين؟!
بل
لا تجد منهم إلا تقديراً، وتبجيلاً له - وهو الفاسد المفسد - وذماً وتحقيراً
لمخالفيه - وهم أهل السنة المحقون – حتى بلغ الحال ببعضهم؛ إلى أن يضفي عليه لقب
(الولاية)، ويصفه بأنه ولي لله، ومن تكلم فيه فقد عادى ولياً لله، ومن عادى أولياء
الله؛ فقد عادى الله! وهذا كله يجري على مرأى، ومسمع منه.
فكما
فتن القطبيون بسيدهم، وجعلوه محنة، ووالوا وعادوا من أجله، وصنفوا الناس بسببه؛ كذلك
فعل المداخلة بزعيمهم، وزادت فتنتهم إلى الحد الذي قال فيه قائلهم:
جعلتم
فداء أجمعين لنعله **** فإنكم منها أذل وأحقر
4-
قال: (لولا أن
منَّ الله علينا بهؤلاء الأئمة ما ندري كيف حالنا)؟
أ-
نحن لا نشك في
فضل علماء أهل السنة – الذين هم علماؤها من السلف الصالح فَمَن بعدهم - وعِلْمهم
ودعوتهم، وأن لهم علينا بعد الله مِن الله فضلاً؛ نقول لهم به: جزاكم الله عن
الإسلام وعنا خيراً. لكن كذلك نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال: (لا تزال
طائفة من أمتي)
ب-
وقد قال ابن
عباس رضي الله عنهما وغيره؛ كمجاهد ومالك وغير واحد من أئمة أهل السنة رحمهم الله
تعالى: (كلٌّ يؤخذ منه ويُرَدّ عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم).
ت-
ثم الذي يبدو
مما أنتم عليه؛ أن نسبتكم ليست لعلماء أهل السنة؛ إلا كالمتشبع بما لم يُعْطَ!
التهمة الثانية:
"نظرته
القاتمة للمجتمعات الإسلامية، وتلفظه بألفاظ توهم أنهم، أو أكثرهم كفار".
دفع التهمة، وبيان البراءة منها:
قال الحداد:
1-
أين أنتم من
كلام إمامكم (16/175)؛ حيث قال: "اتفق العلماء على أنه هذا الذم إنما هو فيمن
قاله على سبيل الإزراء على الناس واحتقارهم وتفضيل نفسه عليهم .. قالوا: فأما من
قال ذلك تحزناً لما يرى في نفسه وفي الناس من النقص في أمر الدين؛ فلا بأس عليه؛
كما قال أنس رضي الله عنه: لا أعرف من أمة النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنهم
يصلون جميعاً! هكذا فسَّره الإمام مالك وتابعه الناس عليه"اهـ
إلزامهم بالتهمة نفسها:
1-
تضليلهم للسلف
الصالح وأهل العلم؛ فإنهم يذكرون هذه العمومات؟!
أ-
في الأسماء
والصفات: عندكم قول الله تعالى: (تدمر كل شيء) وبقية الآية
تدل على تخصيص هذا العموم (فأصبحوا لا يُرى إلا مساكنهم).
فهل
يدخل فيها السماء والعرش والقرآن بدعوى العموم بلفظ (كل)؟ ومن فعل ذلك صار جهمياً
كافراً؛ كما فعلوا حينما فسروا (خالق كل شيء) بأنه خلق القرآن وصفاته من العلم
والسمع والبصر!
ب-
في الأسماء
والأحكام: عندكم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا
ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض) (ثنتان من أمتي هما بهم كفر: الطعن في
الأنساب والنياحة).
فهل
تكفِّرون الأمة بالتقاتل والطعن في الأنساب والنياحة، فتصيرون من الخوارج؟! أم
تقولون كما قال أهل السنة: كفر دون كفر؛ مع أن لفظ الكفر والكافر مطلق هاهنا غير
مقيد!
2-
العامة: تأتي بمعنى
الأكثر: في مقابل الخاصة. وبمعنى الجهال: في مقابل العلماء. وبمعنى العوام: في مقابل
الأمراء والوجهاء. وبمعنى أهل السنة: في
مقابل الروافض في اصطلاحهم، أو عند كثرة أهل السنة. وبمعنى أهل البدع: في مقابل
أهل السنة.
وكذلك
كلمة (بعض الناس) قد تكون بمعنى الشطر الكثير أو القليل؛ بل تصدق أن تقال على رجل
واحد! (قال بعض الناس). وإطلاق الكل يريد بعضه: إطلاق معروف في لغة الفصحاء، وإطلاق
الفعل يريد الغالب؛ كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يضع عصاه عن عاتقه)
هذا كله لا يجهله إلا جاحد، أو جاهل!
وفي
الروضة لابن قدامة - وأنتم حنابلة - (ص 126): (اللفظ العام لا يجب اعتقاد عمومه
حتى يبحث فلا يجد ما يخصه، وأومأ إليه أحمد في رواية صالح وأبي الحارث .. قالوا:
لأن لفظ العموم يفيد الاستغراق مشروطاً بعدم المخصِّص، ونحن لا نعلم عدمه إلا بعد
أن نطلب فلا نجد). وفي (ص 127): (لا نعلم اختلافاً في جواز تخصيص العموم)
فراجعوه
حذر الجحد، أو غيره!
3-
والناس: من
ألفاظ العموم؛ كقول الله تعالى: (رب الناس ملك الناس إله الناس). وقد تأتي مخصوصة
بالسياق (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم) فهؤلاء ثلاثة: (الناس)
القائلون، و(الناس) المحذَّرون، و(الناس المُحَذَّر منهم)!!
(ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس). فهذه أربعة
ألفاظ من العموم: الفساد والبر والبحر والناس!
(وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم
إذا هم يقنطون). فهذا عموم مخصص؛ مثل: (إن الإنسان خلق هلوعا) الآيات.
و(وإذا
مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم
يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون).
فعمم
الإنسان، وخصصه بآخرها في ذكر المسرفين.
وقال
بعض المفسرين في قول الله (يا أيها الناس): يا أهل مكة!
4-
وحين يقول
الرجل من السلف الصالح رحمهم الله (الناس)؛ فإنه يعني الأكثر؛ لا الجميع بلا شك.
قال
أبو مسلم الخولاني: (كان الناس ورقًا لا شوك فيه، وأنتم اليوم شوك لا ورق فيه)!
وقال
أبو حازم المديني: (رضي الناس من العمل بالعلم ومن الفعل بالقول). [الحلية
3/161-162و240و 4/91]
5-
وحين يقول
المحدِّث: (رواه عنه الناس جميعًا)! [ الحلية 8/256-257]
فلا
يفهم أحد أبدًا؛ أنهم المسلمون جميعًا، ولا الرواة جميعًا؛ فضلاً عن البشر كلهم!
6-
وقال الله
تعالى: (الأعراب أشد كفرا ونفاقا ) الآية. ثم بَيَّن أنه ليس كل الأعراب؛ حين قال:
(ومن الأعراب من يؤمن بالله)
7-
وأجمع أهل
السنة على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة
كلها في النار إلا واحدة) وليس معناه كفرهم. (لا تزال طائفة من أمتي) (من يعصيهم
أكثر ممن يطيعهم) قال إسحاق بن راهويه رحمه الله تعالى: (الطائفة دون الألف) رواه
ابن بطة.
8-
وقال الثوري وكثير
من أهل السنة رحمهم الله: (ما أقلَّ أهل السنة)!
9-
وقال الله
تعالى: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) (وما أكثر الناس ولو حرصت
بمؤمنين).
10-
وذكر السلف
الصالح وأهل السنة في كل عصورهم هذه العمومات؛ فما فهم منها أحدٌ ذو قلب سليم من
الحقد والحسد والجهل والبدعة؛ إلا خيراً، وأنها للتحذير والتشديد في التحذير؛ لا
التكفير ولا التضليل.
وانظر
السبعة لابن مجاهد (87) وابن شبة (3/943)
11-
وحديث رسول
الله صلى الله عليه وسلم: (عامة من يدخل الجنة الفقراء).
ليس
معناه أنه لا يدخلها الأغنياء؛ فلم تكن كلمة (عامة) بمعنى (جميع) ولكن بمعنى
(أكثر) أيها الجهلاء!
و(عامة
عذاب القبر من البول) و(عامة أصحاب النار أصحاب الأكسية) كذلك.
12-
وقال سهل بن
سعد رضي الله عنه: (كان عامة من يصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أصحاب
العقد ليس له إلا ثوب واحد يعقده على عنقه).
13-
وحينما يقول
المحدِّث: (رواه عن فلان عامة أصحابه) [الحلية 2/216] و(أدرك فلان الأئمة والأعلام
واقتبس عنهم الأحكام)، و(أسند فلان عن مشاهير التابعين) [الحلية 6/273و214].
فإنما
يعني بلا شك الكثير؛ لا الأكثر، ولا الكل!
فمِن
ذلك الكثير الذي تجده في سير السلف وفي كتاب العزلة للخطابي في وصف الفساد:
أ-
ما رواه أحمد
(5/140) والنسائي (2/88) وابن بطة (207) صاحب الحلية (1/252و3/111) وغيرهم من طرق
عن أُبَيّ بن كعب رضي الله تعالى عنه؛ قال: (هلك أهل العقدة ورب الكعبة: هلكوا
وأهلكوا كثيراً؛ ألا والله ما عليهم آسَى، ولكن آسَى على من يُهْلِكون مِن أمة
محمد صلى الله عليه وسلم). قال أحد الرواة: العقد الأمراء. وعند ابن بطة: يعني
بالعقد: الذين يعتقدون على الآراء والأهواء المفارقين للجماعة.وانظر للمعنى [الحلية 2/374و376و3/243و4/276و320و361و
7/299]
فكيف
تحتجون عليَّ بفهمكم الضال؛ كذبًا منكم على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذْ
قال: (من قال هلك الناس) دون فهم معنى ما تحتجون به؟! ودون النظر في عمل السلف
الصالح رحمهم الله تعالى؟!
ب-
قول أنس وغيره
من السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم: (لا نعرف من الناس إلا أنهم يصلون جميعاً)
فهل هذا تضليل للمسلمين جميعًا أنهم تركوا الدين كله؟! وقول لَبيد واستشهدت به أم
المؤمنين الصّدّيقة بنت الصدّيق رضي الله عنهم:
ذهب الذين يُعاش في أكنافهم و بَقِيتُ في خَلْفٍ كجلد الأجرب
وتسلسل
بالرواة في كل طبقة يصدّقونه!
فهل
هذا في كل من ذهب، ومن بقي؟!
ث-
وقول غير واحد
من السلف: (زمان سوء) و(إذا ذهب هذا لم يبق إلا رجاج) [الحلية 4/82 و223]
ج-
وقول عروة وهو
تابعي عالم رحمه الله تعالى؛ لما سكن العقيق في فساد الناس ولاموه على ابتعاده عن
مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال لأهل المدينة في عصر التابعين: (إني رأيت مساجدكم
لاهية وأسواقكم لاغية والفاحشة في فجاجكم عالية، وكان فيما هنالك عما أنتم فيه
عافية) [الحلية2/180وجامع بيان العلم 2/200-201]
ح-
وسئل
الزُّهْري: طلبتَ العلم حتى إذا كنتَ وعاءً من أوعيته تركتَ المدينة؛ فقال رحمه
الله: كنت أسكن المدينة والناس ناس؛ فلما تغير الناس تركتها.
خ-
وقول الحسن
البصري رحمه الله تعالى: (لو هلك المنافقون لاستوحشتم) يعني كثرة المنافقين. ومثله
آثار كثيرة في صفة النفاق للفريابي رحمه الله.
فهل
هذا وصف للعامة بالزندقة و النفاق!؟
د-
وكذلك قول
الحسن رحمه الله: (ثكلتك أمك، وهل رأيت بعينك فقيهاً قط، إنما الفقيه الذي يخشى
الله تعالى) رواه ابن بطة في جزء إبطال الحيل رحمه الله تعالى.
ذ-
وقال الشعبي
رحمه الله: (ما أنا بعالم، ولا أترك عالمًا).
ر-
وقال فُضَيْل
بن عياض رحمه الله: (أنت لا ترى خائفًا؛ يعني من الله).
ز-
وقال عبدالله
بن المبارك رحمه الله في زمنه: (إلى الله نشكو ذهاب العلماء وأهل السنة والإخوان
وظهور البدع)!!
س-
وقال السِّجْزي
رحمه الله تعالى في رسالته (ص 231): (الحذر من الركون إلى كل أحد والأخذ عن كل
كتاب لأن التلبيس قد كثر والكذب على المذاهب قد انتشر). فهل هذا منع للأخذ بكل
الكتب، وكل الناس؟!
ش-
وفي الشريعة
للآجري (ص 20) والإبانة (2/571): (أمور الناس اليوم تمضي كلها على سَنَن أهل
الكتاب .. مات العلماء والنصحاء، وفُقِد الأُمَناء، وصار الناس داءً). أفادني أحد
إخواننا هذا الموضع.
ص-
وقال ابن
تيمية في الصارم (ص 355): (عامتهم لم يكونوا) كذا.
فهل
هذا تضليل للعوام بمعنى الجميع؛ كما نقلتموه عن مختار الصحاح؟!
ض-
وقال ابن
القيم رحمه الله تعالى في إغاثة اللهفان (ط المكتب 1/505) في مستحل الحرام
بالحيلة: (فسدت عقيدتهم وأعمالهم).
فهل
هذا تكفير له؟
ط-
وصاحبكم
النووي قال في شرحه (7/25): (تأوَّله أصحاب مالك بتأويلات باطلة) فهل يعني كل
أصحاب مالك، أو أكثرهم؟!
ظ-
وشيخكم
الألباني؛ قال في الجنائز (ص 120) في النفاق الأكبر: (إنما تبين كفرهم بما يترشح
من كلماتهم من الغمز في بعض أحكام الشريعة واستهجانها بزعمهم أنها مخالفة للعقل
والذوق، وأمثال هؤلاء المنافقين كثير في عصرنا الحاضر، والله المستعان).
وهذا
تكفير وزندقة لكثيرين! فهل هو تكفيري؟!
14-
هي التهمة
نفسها التي اتهمها الجُهَّال والضُلاَّل لأهل السنة في كل زمن، والناس يقولون عمن
يسمونهم الوهابية هذه التهم ذاتها: (تضليل الأمة بما فيها أهل السنة) و(التكفير). فحسبنا
الله ونعم الوكيل (تشابهت قلوبهم). وقد قال محمد بن عبدالوهاب (مؤلفاته 1/315 و324
و337-339 و284): (البدع تجر إلى الردة الصريحة؛ كما وُجد مِن كثير مِن أهل البدع).
(لعلك أن تَسْلَم من هذه الهوة الكبيرة التي هلك فيها أكثر الناس .. فما أقلَّ مَن
سَلِم منها ما أقله ما أقله )!
فما
الفارق في هذا اللفظ؛ عن الألفاظ التي عابها عليَّ هؤلاء؟!
لا
فرق؛ بيد أنهم فعلوا ذلك من أجل إسقاطك؛ لأنهم لم يظفروا بشيء تستحق به التبديع؛
لذا جمعوا هذه الهنات للتشغيب عليك؛ بعد أن صرت حجر عثرة في طريقهم.
لقد
كان بودي بدلاً من تسويد هذه الصحائف لإظهار جهلهم وتناقضهم وتلاعبهم؛ أن تظهر
عوارهم بطريقة أخرى، وهي أن تذعن لهم بما قالوه، وتعترف على نفسك بما انتقدوه،
وأنك وقعت بالفعل في جميع ما ذكروه أو اختلقوه؛ ثم تخاطبهم قائلاً:
فكان
ماذا! وهل هذا بمخرجي من السلفية؟!
15-
في صواعق ابن
سحمان ص (291-300): (ما فعله المهاجرون والأنصار من تعمية قبر دانيال).
فهل
كل المهاجرين والأنصار فعلوا ذلك، أو قليل منهم؟!
16-
وعمرو بن
ميمون عن ابن مسعود رضي الله عنه؛ قال: (إن جمهور الناس الذين فارقوا الجماعة، الجماعة،
وافق الحق وإن كنت وحدك)!
17-
وفي مقدمة
(الفوزان) لكتاب منهج الدعوة لا تجد حرفاً واحداً فيه؛ يذكر أن هناك دولة إسلامية
قائمة بالفعل على ظهر الأرض، ولا إنكار في المقدمة على الجماعات التي تريد إقامة
دولة في هذه البلاد! فهل توافقهم على هذا؟!
كم
رجلاً من المشاهير؛ قدم لهذا الكتاب الذي ألفه سعد الحصين؟
لقد
قرظوا الكتاب، وأثنوا على مؤلفه؛ مع أن فيه الثناء على البنا والإخوان، وطوام
أخرى!
فهؤلاء
جميعاً كانوا في عماية تامة عن هذه الأمور، وهي التي يسميها البعض بمسائل المنهج؛
فلما جاء الحداد، وعلمهم خطر هذه الجماعات والفرق، ومنها الإخوان، وأطلعهم على بدع
البنا وابن قطب؛ الذي كان ربيع يثني عليه، وينقل من كتبه؛ فضلاً عن كونه مكث مع
الإخوان سنوات، والجامي الذي كان يبيع كتبه في مكتبته، ويثني عليه ثناء عظيماً، وكان
كذلك إخوانياً وصل معهم لدرجة البيعة، وكثير من المشاهير كانوا ينقلون عنه - أو عن
غيره من رموز الإخوان؛ كالغزالي والمودودي - في مؤلفاتهم ورسائلهم العلمية؛ كابن
باز والفوزان والفقيهي، وغيرهم.
أقول:
لما عرفوا من الحداد مسائل المنهج؛ أخذوا منها القدر الذي يناسبهم، وهو محاربة
السرورية والقطبية التي أطلت برأسها إبان حرب الخليج؛ فتراجعوا عن ثناءاتهم التي
كانت منتشرة آنذاك، والتي استغلها الحزبيون للدفاع عن رموزهم؛ ككلام اللجنة في
الإخوان وجماعة أنصار السنة، والسلفيين، وكلام ابن باز والألباني؛ في البنا وابن
قطب، وغير ذلك، وأصدروا فتاوى قوية فيهم؛ بيد أن هذا الموقف لم يكن بسبب الدفاع عن
السنة؛ بل دفاعاً عن بلادهم من هجمة الإخوان الشرسة، ونكرانهم للجميل؛ يدلك على
هذا: أنهم توقفوا عند هذا القدر، ولم يتكلموا في بقية المبتدعة؛ بل ومنعوا الكلام
فيهم، وحاربوا من يفعل ذلك، ورموه بكل بائقة، وهددوه بالحبس والطرد، وهذا ما صنعوه
مع الحداد الذي كان غافلاً عن هذا كله، وأن الأمر لم يكن سوى تصفية حسابات مع
الجماعة التي أوتها البلاد، وحمتها من بطش عبدالناصر؛ بل وشفعت في أهم رموزها (ابن
قطب) كي لا يقتل؛ بالرسالة التي أرسلها ابن باز؛ لعبدالناصر؛ لكنه لم يقبل شفاعته.
فالحداد
طلب منهم طرد قاعدة التبديع على جميع المبتدعة، وعدم قصرها على طائفة معينة، أو
أشخاص بأعيانهم، وهم أرادوا منه قصر الكلام على الإخوان وابن قطب فحسب؛ لذلك قاموا
عليه لما سمعوا أنه يبدع (سفر وسلمان وعائض وناصر العمر)؛ فضلاً عن كلامه في ابن
حزم والغزالي والنووي وابن حجر والشوكاني ومحمد عبده ورشيد رضا، وغيرهم ممن تلبسوا
بصغار البدع وكبارها.
هذا
الموقف منهم؛ هو الذي جعل ابن جبرين يتساءل؛ عن سبب تبديعهم للبنا وابن قطب؛ في
الوقت الذي كانوا يعتذرون فيه للنووي وابن حجر؛ بل ويصفونهما بالإمامة؛ مع أن البنا
وابن قطب أولى بالاعتذار؛ فهما ليسا بعالمين؛ بخلاف ابن حجر والنووي؛ فإلى الله
المشتكى.
وهو
سبحانه سائلهم عما فعلوه؛ ليس بالحداد؛ بل بأهل السنة؛ فقد تعلم الشباب منهم؛ أن
أهل البدع - عدا المعاصرين - من أئمة العلم، وأنهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه
السنة؛ إلى آخر جهالاتهم، وتخبطاتهم.
فالله
الموعد، ولا حول ولا قوة إلا به؛ لكن ليعلم هؤلاء؛ أن الأرض لن تخلو من قائم لله بحجة،
وأن العبرة بقلة السالكين؛ لا بكثرة الهالكين.
18-
وفي مقدمة
(العبود) لكتاب حقيقة الدعوة (ص 13) قال: (حصل اختلاف وفتور في أهل الإسلام)
وهذا
عموم!
19-
ومثله في خطبة
(الزاحم 8/4/1414) قال: (المسلمون في
ركود)!
20-
وجود هذه
العمومات عندهم، وبألفاظ أشد من ألفاظي:
أولاً:
(الألباني):
وهو
من أئمة أهل السنة بزعمكم.
1-
قال في شريط (760)
وفتاويه (ص 224): "عامة المسلمين اليوم قد انصرفوا عن معرفتهم أو عن تعرفهم
على دينهم"! وفي (ص 228): "المسلمون اليوم ليسوا مسلمين حقًّا"، وفي
(ص 236): "مصيبة العالم الإسلامي اليوم أنهم ضلوا سواء السبيل أنهم ما عرفوا
الإسلام"!
2-
وفي شريطه مع
العبيلان؛ ذكر الألباني أن الناس الآن شر من المشركين؛ لأن المشركين كانوا يفهمون
كلمة التوحيد! قال: (واقع المسلمين اليوم شر مما كان عليه العرب قبل الإسلام:
يقولون: لا إله إلا الله ولا يعرفون معناها .. عقيدة التوحيد بكل لوازمها
ومتطلباتها ليست واضحة في أذهان الذين آمنوا بالعقيدة السلفية)!
فهذا
شيخكم الألباني يضلل المسلمين كلهم حتى السلفيين! فأين ردكم عليه كما رددتم عليَّ،
مع انتشار كلامه، وتلاميذه؟!
3-
وتلميذه وهو صاحبكم،
ومن أئمة أدعياء السلفية؛ عبدالرحمن بن عبدالخالق في كتابه في الرد عليَّ؛ الذي
سماه زورًا (موقف أهل السنة) وإنما هو موقف أهل البدعة والإرجاء؛ قال ( ص 17-18): (لا
شك أن اللادينية أو العلمانية كفر وخروج عن الإسلام .. كثير من أهل الإسلام يدين
بها .. المفتونين بها هم كثرة الناس وسوادهم ومتعلموهم .. ظاهر تمسك الناس بالدين
يوهم عموم الناس أنهم أحق الناس بالدين ..)!
فأين
ردودكم عليه، وهو ينعق بهذا، وأمثاله؟!
ثانياً:
(ربيع):
1-
قال في كتابه
منهج الدعوة (ص 15): "الأمة الإسلامية اختلفت في مناحٍ شتى: عقدية وغيرها،
وتفرقت بها السبل، فنزل بها من الويلات نتيجة لهذا التفرق ولعدم الاحتكام إلى كتاب
ربهم .. ثم تغلب أعداء الإسلام على أوطانهم واستباحتهم لبيضتهم واستعبادهم
وإذلالهم".
فهل
يعني هذه البلاد؟! وهو يقول: (الأمة) لا يستثني بلدًا ولا أحدًا!
2-
وفي (ص 24) في
الشريعة: "ومن لا يلتزمها في الكل أو في البعض فهو الكافر: فرداً كان أو
جماعة، حاكماً أو محكوماً، داعياً أو مدّعواً".
فهل
هذا تكفير صريح دون استثناء؟!
3-
وفي (ص 28): "ضياع
عقيدة التوحيد بل إلى الاستهانة بها وبأهلها" يعني: المودودي.
فهل
هذا تكفير له، ولمن جعله إمامًا؟!
4-
وفي (ص 29): "أتباع
المودودي وأنصاره فسحقوا عقيدة التوحيد".
فهل
هذا تكفير لهم جميعاً؟!
5-
وفي (ص 32 ): "مِن
أبعد الناس عن التزام حاكمية الله في عقيدته وفقهه".
والناس
لفظ عام يشمل الكفار؟! والحاكمية من ألفاظ القطبية الذين تربى ربيع في أحضانهم!
6-
وفي (ص 41): (توحيد
الألوهية .. أخطر وأشد وأصعب انحراف مُني به المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها في
هذا الجانب في أكثر جهال المسلمين وفي كثير من مثقفيهم".
7-
وفي (ص 105): "الحكام
أنفسهم في كل زمان ومكان إلا المؤمنين منهم يخضعون للأصنام".
فما
الفرق بين هذا التعميم، وهذا التصنيم والتكفير؟!
8-
وفي (ص 122): "يجب
أن نسلك في اختيار الأمراء والقضاة منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلا
تُعْطَى هذه المناصب لمن يسألها".
ولم
يذكر السمع والطاعة حتى لو أخذها من يسألها؟! فهل هذه دعوة للخروج؟
9-
وفي (123): "تغلب
بعض الأفراد على بعض الأقطار؛ كما حصل في الأقطار الإسلامية بعد ضعف الخلافة".
فعمم
كل الأقطار الإسلامية، ولم يستثن؛ فهل يقصد هذه البلاد؛ دعوة للخروج؟!
10-
وفي (ص 187): "أمدّ
يد الضراعة إلى الله أن يوفق المسلمين جميعاً شعوباً وحكاماً ودعاة إلى تحكيم كتاب
الله وسنة رسوله في جميع شئونهم العقائدية والأخلاقية والاقتصادية والاجتماعية
والسياسية".
فهل
هناك أصرح من هذا في تضليل المسلمين جميعاً بشعوبهم وحكامهم ودعاتهم؛ أنهم لا
يحكِّمون الشرع؟!
11-
وفي (ص 134): "يصيحون
في المسلمين: عودوا إلى الله".
وهل
يعود إلا من ترك - على فهمكم - وهل كفروا بذلك؟! فما الفرق بين هذا، وبين كلامي في
ترك الدين؟ وهذا عموم يشمل المسلمين؟!
12-
وفي (ص 135): "أصبحوا
غثاء كغثاء السيل .. وغَزَوْهم في عقر دارهم واستذلوهم واستعبدوهم وامتلكوا
نواصيهم وأوطانهم واستنزفوا ثرواتهم وأفسدوا أخلاقهم؛ كل ذلك نتيجة لبعدهم عن منهج
الله".
فهل
بعد هذا تضليل للمسلمين ووصف بالذلة والاستعباد (لغير الله)؟!
13-
وفي (ص
138-139): "المسلمون في هذا البلد - يعني الهند - إلا القليل مِن أبعد الناس
عن فهم الإسلام والتوحيد".
14-
وفي (ص 179): "وأكثر
المسلمين إنما هم دمى وأشباح؛ تحركهم هذه الأفكار".
يعني
التصوف والاعتزال والإرجاء والجبر؛ فهذا وصف لعامة المسلمين بهذه الأمور؛ فلماذا
يعيبون عليَّ ذلك؟!
15-
وفي كتاب منهج
النقد (ص 11) قال عن أهل البدع: "يقتحموا كل معقل ويتسللوا إلى كل منفذ،
فاستطاعوا أن يكوّنوا جيلاً يحمل فكرهم".
وهذا
تضليل لشباب الأمة كلها؟!
16-
وفي (ص 18): "كثيراً
من المنتسبين إلى المنهج السلفي يوالون أهل البدع ويتولونهم، مناهجهم وكتبهم
ويدافعون عن ذلك كله! ويَنْفرون ويُنَفّرون ويحذرون من أهل السنة والحق فإنا لله
وإنا إليه راجعون".
قلت:
والله إن هذا لهو صنيعكم معنا! وقولكم:
(كثيراً) أشد من كثير من قولي!
17-
وفي (ص 19): "يتهافت
الشباب السلفي عليها". أي: على كتب أهل البدع.
وهذا
تضليل للشباب السلفي، ومنهم علماء، وطلبة علم!
18-
وفي (ص 90): "الخوارج
خير من كثير من مبتدعة زماننا".
وشيخ
الجميع ابن باز؛ يكفِّر الخوارج؟!
19-
وفي كتابه
الأضواء (ص 6) قال: "لقد وقع الكثير والكثير فيما حذر منه رسول الله صلى الله
عليه وسلم".
20-
وفي (ص 6-7): "تصدى
لدعوة الشباب كثير وكثير ممن لا يعرف منهج السلف".
21-
وفي (ص 7): "عمت
اليقظة أنحاء العالم الإسلامي .. وبدأ شباب الأمة في العالم يبحث". وهذا فيه
عموم اهتداء جميع شباب المسلمين، وهذا مخالف للواقع والسنة في افتراق الأمة على
ثلاث وسبعين فرقة، ومخالف لما سبق من قوله في منهج النقد (ص 11)؟!
22-
وفي (ص 71 ): "بل
كثير وكثير من هذه المجتمعات يضفون على أناس صفة الإله".
وهذا
تكفير لمجتمعات كثيرة كاملة؟! والعجيب أنه بينما يعيب على ابن قطب ذلك؛ يقع هو فيه؟!
وذلك أنه تربى على كتبه، ووسط أتباعه! والحمد لله على العافية.
23-
وفي (ص 102): "منهج
الموازنات .. الذي ضيع شباب الأمة وقذف في قلوبهم حب البدع وأهلها".
وهذا
تضليل لشباب الأمة كلهم، وفيهم علماء وطلبة علم وصالحون!
24-
وفي كتابه
حوار مع سلمان (ص 71) قال: "ضلل أولياء الله"!
فمن
أدراك أنهم أولياؤه؟!
25-
وفي (ص 5):
"يقابل ذلك فتور من أهل الحق والسنة".
وهذا
طعن في أهل السنة بلا استثناء، وطعن في علمائهم؛ لأنه فتور في الرد على أهل البدع!
26-
وفي (ص 109): "الرزية
كل الرزية في قولك". يعني لسلْمان.
فذكر
قولاً ليس بالشرك، وإطلاق الرزية يعم الشرك، ولكنه للسياق يفهم ما دون ذلك لا شك؛
في قول عبدالله بن عباس رضي الله عنهما. فهل عرفتم خطل عقل من لا يفهم العمومات
بسياقها؟! وينسب مثلي إلى التكفير؟!
27-
وفي (ص 21): "وُجِدَتْ
الأخطاء في مجتمع الصحابة".
فهذا
عموم (الأخطاء)؛ فهل يعني كل الأخطاء؟! وعموم (مجتمع الصحابة) فهل يعني كل الصحابة
رضي الله تعالى عنهم؟! وأي طعن أشد من ذلك التعميم؟!
28-
وفي (ص
42-43): "أهل الرأي ليسوا من الفرقة الناجية".
فما
الفرق بين هذا وقولي في المرجئة، وهم أهل
الرأي، أو قولي في أهل البدع: ليسوا أهل ظل الله تعالى؟! وأهل الرأي هم أكثر
المسلمين عدداً؟!
29-
وفي (ص 50): "البدع
الشركية التي وقع فيها المنتسبون إلى بعض المذاهب الأربعة" و"الخرافات
الشركية مِن أتباع بعض المذاهب الأربعة".
وهذا
العموم يشمل (المنتسبون) و(الأتباع) دون استثناء؟!
30-
وفي الصحيفة
نفسها دفاع عن الخوارج والمعتزلة، وجعلهم خيراً من الإباضية والزيدية.
وهذا
قبيح جداً: الإباضية خوارج وجهمية، والزيدية: شيعة ومعتزلة، وأهل البدع كلهم خوارج.
31-
وفي (ص 74) هل
فيها تكفير للتبليغيين؟!
32-
وفي (ص 46) في
شباب الإخوان: "قد استهانوا بالتوحيد وأهله، وهوّنوا من شأن الشرك الأكبر
والبدع الخطيرة".
فهل
هذا تكفير لهم؟!
33-
وفي (ص 48) في
الطرق الصوفية - وما فيها من عقائد الحلول ووحدة الوجود؛ اعتقاد أن أولياء الله
يعلمون الغيب -.
وهذا
تكفير لهم؟!
34-
وفي (ص 59): "القائمون
الآن على المذاهب الأربعة على حد زعمهم من غلاة الأشعرية والصوفية".
فأي
تضليل للأمة أكثر من ذلك، وصفها كلها بدون
استثناء؛ بالغلو في الأشعرية والصوفية؟! ثم مذهب أحمد رحمه الله تعالى؛ من المذاهب
الأربعة عند الناس، وكلامك عام يشمل كل القائمين على كل المذاهب، وهو مذهب هذه
البلاد؛ فهل هذا تضليل لعلماء هذه البلاد؟!
35-
وفي (ص 80): "لو
ساويتم لضللتم ضلالاً بعيداً، فكيف، وقد بالغتم".
هذا
يقوله للسرورية، فماذا بعد الضلال البعيد؛ إلا الكفر؟!
36-
وفي (ص 81): "كثيراً
وكثيراً من المسلمين".
ثم
ضللَّهم؟!
37-
وفي (ص 105): "كبار
الساسة لا يزالون غارقين في الشرك".
وهذا
تكفير بدون استثناء، ولا حتى هذه البلاد ! فهل هناك تكفير أشد من ذلك؟!
38-
وفي (ص 64): "والفَطِن
يعرف مَنْ هم علماء الهند وإيران والعراق والشام وأنهم الروافض وأسوأ منهم".
ومع
هذا ينكرون عليَّ وصف العوام بالرفض لقبوريتهم، ويصف هو علماء بلاد كاملة؛ بأنهم
روافض؟!
39-
وفي (ص 146)
في الإخوان: "دينها خليط من التجهم والاعتزال والتصوف الغالي وبعض الرفض
والطعن في الصحابة وبعض الأفكار الواردة من الشرق والغرب كالاشتراكية".
40-
وقال في مجلس
ممتلئ بالناس: "الإخوان دعوة باطنية".
فأي
تكفير للعموم فوق هذا؟! والإخوان أكبر الفرق عدداً في الشباب المتدين بزعمهم الآن
في السعودية وغيرها!
41-
وفي (ص 161): "فساد
الزمان وفساد أهله".
أليس
هذا التعميم؛ أشد من كلامي مائة مرة؟!!
42-
وفي (ص 163): "جهاد
غير السلفيين ما هو إلا لأغراض دنيوية".
فلم
تنكرون عليَّ اتهام بعض العوام بأنهم وقعوا في الزندقة عن عمد أو جهل، وأنتم
تتهمون كل غير السلفيين بالنفاق وطلب الدنيا؟! بل ربما كان بعضه لله، ولكنهم
مبتدعون ضُلاَّل لا ينفعهم ذلك؛ كالخوارج!
43-
وفي (ص 141)
نقلاً عن ابن تيمية: "الذين يعيبون أهل الحديث ويعدلون عن مذهبهم جهلة
وزنادقة منافقون لا ريب". ثم لم يَدَعْ اعتذاراً لسلْمان في طعنه على أهل
الحديث المعاصرين إلا وفنَّده، وشبَّهه بالكوثري (ص 59)!
وربيع
الآن يطعن في أهل الحديث المتقدمين؛ كأحمد ويحيى بن معين وشعبة والأعمش والثوري؟!
44-
وقال في تقسيم
الحديث (ص 27): "انطلت هذه المغالطات والتمويهات على كثير من طلبة العلم، بل
وانطلت على حملة الشهادات العليا من دكاترة وغيره"!
هذا
تضليل وتحميق وتجهيل لكثير من طلبة العلم، ولحملة الشهادات دون استثناء، وهو وأصحابه
في الرد عليَّ؛ من حملة هذه الشهادات؟! وكانوا يمدحون ابن قطب؛ إلى ما قبل أشهر
قليلة؟!
45-
وفي منهج
الدعوة (ص 22 و31) عدَّ من تابع الروافض في مسألة الإمامة؛ من الروافض؛ ففيم
الإنكار عليَّ؛ حينما جعلت القبورية روافض؟!
46-
وقال في (ص 22):
"خلافة راشدة أو ملوكية مقصرة كما هو واقع دول المسلمين بعد الخلافة الراشدة".
ولم
يستثن من الملوكية المقصرة أحداً بعد الخلافة الراشدة؛ لا معاوية رضي الله عنه، ولا
عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى ولا غيرهما؛ مع كون هذا الكلام طعناً فيه ما فيه
من الحث على الخروج على طريقته!!
47-
وقال في شريط
العلم: "الشعب العراقي مظلوم".
وهذا
كذب، وأكثر هذا الشعب ظالم بالترفض واليزيدية والصابئة والوثنية والملاحدة الزنادقة
والكبائر الظاهرة! وقد بينتُ في (فتنة الصلاحية) جهالة وضلالة من يقول بقول ربيع!
48-
وقال في أهل
الحديث هم الطائفة ط 2 (ص 50-51): "اتباع المذهب الزيدي والإباضي وعامتهم ..
فإن كثيرًا منهم أقرب إلى الفطرة من كثير .. من عامة أصحاب المذاهب الأربعة"!
والزيدية مع تشيعهم فهم معتزلة، والإباضية خوارج جهمية"! فهذا تضليل (عامة)،
ونوع مدح - على طريقتكم - للخوارج الجهمية! ففيم يا ربيع تعيب عليَّ، وقد أتيتَ
بالضلال الصريح؟!
49-
وفي حدّه
الفاصل بزعمه (114) ما يصلح هاهنا، وقد رددتُ على الحد الكاذب؛ بكتابي (الفصل
العادل في حقيقة الحد الفاصل)!
ثالثاً:
(الجامي):
1-
قال في كتابه تصحيح
المفاهيم ط 4 (ص 7): "كل جماعة من المسلمين؛ بل كل فرد منهم أحياناً يحاول أن
يأخذ من الإسلام الجانب الذي يستحسنه ويستسيغه تاركاً الجوانب الأخرى من الإسلام،
ويرى أن هذا الجانب الذي اختاره يكفيه ليكون مسلماً"!
فهذا
تضليل لكل فرد من المسلمين، ووصف المسلمين كلهم بلا استثناء بالإرجاء؟! وأنهم
تركوا أكثر الدين؟!
2-
وفي (ص 10): "جاهلية
القرن العشرين ووثنيته".
وهذا
تجهيل وتكفير لأهل القرن العشرين النصراني، ومتابعة لابن قطب في مصطلحاته؟!
3-
وفي (ص 11): "ليرجع
المسلمون إلى دينهم من جديد".
فهذا
وصف للمسلمين جميعهم بأنهم تركوا دينهم؛ فهل يرجع إلا من ترك؟
4-
وفي (ص 16): "التوسل:
هذا هو السر الذي جهله كثير من الناس، وتجاهله الآخرون تحت تأثير الهوى والتقاليد".
فهذا
تجهيل وتضليل للأمة كلها؟!
5-
وفي (ص 17): "وأعلنوا
للعامة الأغمار"، و"يضحكون على عقول العوام".
وهذا
تجهيل لعامة المسلمين كلهم؟!
6-
وفي (ص 29):
"هذه الطريقة الجهنمية".
لفظ
عامي ليس من ألفاظ أهل العلم!
7-
وفي (ص 33): "أهل
الكلام .. إنما نعني المعتزلة والأشاعرة".
ففيم
تنكر عليَّ تبديع الأشاعرة !؟
8-
وفي (ص 33 ):
"القرآن الكريم عبارة عن رسالة بعثها الله إلى أهل الأرض".
فهذا
كلام الأشاعرة أن القرآن عبارة! فهل نقول: إن رئيس قسم العقيدة أشعري؟! فقاعدته
وقاعدة (ربيع) في أنه لا عبرة لنا إلا بالموطن ذاته الذي فيه الكلام؛ دون النظر
إلى المواطن الأخرى، أو إلى حال الرجل المتكلم؛ هذا ميزانهم الذي صنعوه معي،
واتهموني بسببه بكل التهم من التكفير والاعتزال وغيرهما؟!
9-
وفي (ص 35-36):
"ثم خلف من بعد السلف خلف اختلفوا في الكتاب اختلافاً كثيراً نتج منه أن فقد
القرآن مكانته".
فهذا
تضليل لكل الخلف؟
10-
وفي (ص 38): "ما
نراه في مجتمعنا الإسلامي من هذه التجزئة للإسلام، في كل مكان أو عند كل جامعة جزء
من الإسلام .. ولا تكاد أن ترى الإسلام كاملاً غير مجزأ في مكان واحد أو عند جماعة
معينة".
11-
وفي المحاضرة
الدفاعية (ص 12-13) قال: "الحديث السادس: خلق الله آدم على صورته ساقه - يعني
المردود عليه - ليلبس على الناس، ولم يذكر الحديث بتمامه، وفاته المعنى الصحيح
للحديث، ومرجع الضمير".
قلت:
قال أحمد رحمه الله تعالى: هذا كلام الجهمية. وحكى ابن تيمية إجماع السلف على عدم
تأويل الحديث! وهذا الكلام من صاحب المحاضرة فيه اتهام للسلف بالتلبيس على الناس،
وعدم فهم المعنى الصحيح للحديث، وأنهم لا يفهمون اللغة العربية ومرجع الضمير! وهو
حبشي اللسان إلى الآن، فما له وللغة العرب؛ فليدعها لأهلها من السلف الصالح، ومن
تبعهم.
12-
وفي الصفات ط
الجامعة (ص 7): "عجز أغلب طلاب العلم عن التمييز بين الحق والباطل".
13-
وفي (ص 8): "العقيدة
السلفية صار يجهلها كثير من شبابنا".
فهذا
تضليل لأغلب وكثير من شباب أهل السنة وطلاب العلم، وإلا فما معنى (شبابنا) و(طلبة
العلم)؟
14-
وفي (ص 24): "إعراض
تام عن القرآن والسنة وعزلهما عن حياة الأمة العامة والخاصة مع الانحلال التام عن
تعاليمهما ومبادئهما إلا من شاء الله وقليل ما هم".
أليس
هذا أشد من كلامي؛ في ترك العوام للدين؟!
15-
وفي (ص 47 و48):
"القرآنيون ليس لهم سلف إلا غلاة الرافضة والزنادقة".
فماذا
تنكرون عليَّ في وصف القبورية، وبعض أهل البدع بالرفض والزندقة؟!
16-
وفي (ص 101): "قال
الإمام أحمد: هو كلام الله لا أزيد على هذا؛ لما سئل أمخلوق هو أم غير مخلوق"!
ولم
يَعْز هذا القول، ولا تعقبه، وهذا قول الواقفة؛ فكيف يخفى هذا؛ على شيخ العقيدة؟! ومما
يدلك على ثبوته عنده؛ أنه كرره بنفسه في كتاب (تاريخ العقيدة ص 44) وهو صادر سنة (1414)؟!
17-
وفي (ص 153): "اشتهار
العقيدة الأشعرية بين جمهور المسلمين".
فهذا
وصف لجمهور المسلمين بأنهم أشاعرة؛ أي ليسوا أهل سنة؟!
18-
وفي (ص
219و224): "الخلف: فمرادنا بهم؛ علماء الكلام تكلفوا جميعاً".
19-
وفي (ص 219): "الخلف:
قالوا بتأويل جميع الصفات الخبرية".
وهذا
تضليل للخلف جميعاً، واصطلاح ليس بصحيح، ومع ذلك؛ فصاحبه لا يجعل هؤلاء الأشاعرة
مبتدعة؟!
20-
وفي (ص 269): "هل
هم جهلوا أو تجاهلوا تجاهل عارف أن عموم (كل) في كل موضعٍ بحسبه يختلف باختلاف
المواضع يُعرف ذلك بالقرائن".
فهل
أنتم جهلتم، أو تجاهلتم تجاهل عارف؛ أن العمومات المذكورة في كتبي محفوفة بالقرائن؟!
21-
وفي تاريخ
العقيدة (ص 51): "جُهلت حقيقة السلف وعقيدتهم؛ فأخذ الناس في الخوض على غير
هدي في تفسير منهج السلف بعيدين عن الحقيقة".
فهذا
تضليل للناس كلهم.
22-
ومثله (ص 50):
"حتى صار للفلسفة شأناً وأي شأن عند جميع طبقات الناس على اختلاف مشاربهم".
23-
وفي ص ( 63-65
) تكفير الصوفية.
24-
وفي (ص 67)
تسمية المسلمين (جاهلية).
25-
وفي (ص 68): "كلما
طغت الجاهلية في صورة من صورها أو بجميع صورها".
رابعاً:
(السحيمي):
1-
قال في كتابه
التنبيه (ص 23): "حاد الناس في أمر دينهم: فرأوا البدعة سُنَّة، والسنة بدعة"، "ذلك الجو الغريب عن شريعة الإسلام".
فهذا
تضليل للناس، وأنهم تركوا الدين؟!
2-
وفي (ص 31): "لقد
أحدث المسلمون في دينهم من البدع والدخيل ما انحرف بكثيرٍ منهم عن سواء السبيل
وشوّه عليهم حقيقة البدع".
فهل
هناك تضليل وتبديع للمسلمين كلهم أشد من هذا ؟! كلهم أحدثوا؟!
3-
وفي (ص 37)
نقل عن ابن تيمية: "في كثير من الأمكنة يخفى عليهم من شرائعه ما يصير به
غريبًا لا يعرفه منهم إلا الواحد بعد الواحد".
فهل
هذا تضليل للأمة في كثير من الأمكنة؟!
4-
وفي (ص 41): "كثرة
البدع التي عمَّت وطمَّت حتى بلغ الأمر بالناس إلى أن تنقلب مفاهيمهم وتنعكس
أمورهم؛ حتى يروا السنة بدعة، والبدعة سنة".
قوله:
(عمّت) هل بعد هذا تعميم، وتضليل للناس كلهم؟!
5-
وفي (ص 91): "طغت
البدعة ودَرَسَت السنة وتغيرت مفاهيم المسلمين وأصبح تصورهم للإسلام خاطئاً،
وجعلوه في إطار ضيق".
فهذا
تضليل للمسلمين جميعاً؟!
6-
وفي (ص 105): "العوام
أتباع كل ناعق".
فهذا
تضليل لعوام المسلمين؟!
7-
وفي (ص 142): "سرى
هذا التقليد الأعمى بين المسلمين".
8-
وفي (ص 145): "البدع
والخرافات تنتشر في كل مكان من بلاد المسلمين على مرأى ومسمع من كثير من طلاب
العلم والعلماء اللذين قصروا في القيام بأداء الأمانة التي جعلها الله في أعناقهم
الأمر الذي جعل عامة الناس يعتقدون في البدع أنها سنة".
فهل
هذا تضليل لعامة الناس وتبديع لكل مكان وتنقص من العلماء؟!
9-
وفي (ص 146): "درست
بسببها معالم الحق".
فهل
بعد هذا تضليل للأمة كلها؛ بأنه ضاع وطمس منها معالم الحق؟ وهل كلمة ترك الدين
التي ذكرتها؛ أليست أخف من هذه؟!
10-
وفي (ص 151): "ما
شرطه المحدّثون لجواز العمل بالضعيف".
هذا
عموم، ولم يشترطه كل المحدِّثين.
11-
وفي (ص 151): "جرَّأ
الناس على الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم".
فهل
بعد هذا تضليل للناس؛ بأنهم تجرأوا على الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
12-
وفي (ص 155): "كثيراً
من الفرق المبتدعة .. قد بلغت بابتداعها حد الكفر بالله عز وجل". فهل بعد هذا
تكفير؟!
13-
وفي (ص 159)
ذكر التقليد المذهبي، وأنه: "أول خطوة إلى الشرك".
وأقر
ذلك، ولم يتعقبه!
14-
وفي (ص 163)
نقل عن ابن تيمية في المبتدعة؛ قوله: "جند الشيطان، وأعداء الرحمن".
فهل
هذا تكفير؟!
15-
وفي (ص 197): "أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قد اختلفوا في أحكام الدين". هل كلهم اختلفوا؟ فلماذا التعميم؟ ولماذا سياق
هذا الاختلاف؟!
16-
وفي (ص 201): "انتشرت
البدع وعمت الفتن وكثرت الفرقة .. واستفحلت البدع والخرافات في مشارق الأرض
ومغاربها في عالمنا الإسلامي".
فهل
هذا تضليل لعامة الأمة (عمت الفتن) و(مشارق الأرض ومغاربها) ولم يستثن مكاناً، ولا
حتى هذه البلاد؟
17-
وفي (ص 204):
"إن مَثَل من نظر إلى هذا الحديث دون مناسبته التي أوردها؛ كمثل من قرأ قوله
تعالى: فويل للمصلين، ولم يتم معناها، لأنه يكون بفعله هذا؛ قد عكس الحقائق وقلب
الموازين .. والمبتدعون كعادتهم أخذوا بآخر الحديث فحملّوه ما لا يحتمل، وتجاهلوا
السبب".
وقد
فعلتم بكلامي أكثر من هذا؛ مع أن النصوص فيه واضحة على ذم الخوارج، وأهل البدع؟! وفي
(القول السامي في الرد على الجامي) زيادة بيان أن الجامي فعل في شأني هذا؛ الذي
ينكره على غيره!
18-
وفي (ص 206)
نقلاً عن سليم الهلالي نَقْل مُقِرّ لذلك؛ ذكر اسمه في الحاشية دون المتن: "من
السنن المهجورة التي ننتظر من يعيدها إلى خير التنفيذ؛ فترى النور في دنيا
المسلمين شريعة الله التي أقصاها الطواغيت؛ فلو أن حاكماً .. جعل شريعة الله آمره
.. فاغتنموها فرصة يا حكام المسلمين".
هكذا
صريحة دون استثناء هذه البلاد، أو غيرها! فهل
تقول: إن شريعة الله لا تطبق هاهنا؟ من قرأ هذا، ثم سئل عن كاتبه؛ لن يقول إلا أنه
قطبي! وهذا الكلام مما تنكره أنت على السرورية، فكيف توافقهم فيه؟!
نعرف
أنك تقول: تطبق، فما معنى هذا الكلام إلا ذم الحكام في كل البلاد، وتحريض الشباب
على الخروج عليهم، وهذا بعينه كلام السرورية تقوله وتكتبه!
19-
وفي (ص 227): "بدعة
خطيرة مزقت كيان المسلمين وفرّقت شملهم ونخرت في عظامهم وقوضّت بناءهم؛ ألا وهي
بدعة تعدد الجماعات والأحزاب".
قلت:
هكذا على العموم دون استثناء، ثم لماذا تخالف ذلك في كتابك: منهج السلف بأن (التحزب
في المملكة لا يجوز، وفي خارجها يجوز)! فأنت تدعو للخروج في بقية البلاد، وتدعو
لأذى أهل السنة في بقية البلاد!
20-
وفي (ص 236):
نقل كلاماً لرجلٍ؛ ثم قال: (وهذا من أعظم بل هو غاية الجهالة والضلالة). أليس هذا
تكفيراً؛ فما هو أعظم الباطل، وغاية الضلالة؟
21-
وفي (ص 246): "العامة
الذين يفعلون مثل هذه الأمور".
يعني
الموالد. فهذا تضليل للعامة، ووصفهم بأنهم يفعلونه، فهل كلهم يفعلونه؟
22-
وفي (ص 248): "البدع
الضالة التي قلد فيها المسلمون أعدائهم".
فهذا
تضليل للمسلمين دون استثناء - على طريقتكم -؟
23-
وفي (ص 236): "الجمود
الذي ران على عقول كثير من المسلمين .. لا يتحقق سلوك هذا الطريق إلا بالتصفية
وذلك برجوع المسلمين إلى الدين الحق".
فهذا
وصف للمسلمين بترك الدين؛ ثم يطالبهم بالرجوع إليه!
24-
وفي (ص 272): "لا
تعتبر الجماعة بسواد الناس ودهماء العامة وكثرة الأتباع".
فهذا
تضليل للسواد والعامة.
25-
وفي (ص 272)
نقلاً عن ما يسمى زورًا بكتاب الاعتصام، وأقرَّه: "العوام هم المفارقون
للجماعة، وإن خالفوا".
فهذا
تضليل للعامة؟!
خامساً:
(محمد بن ربيع):
1-
قال في أضوائه
على كتب السلف (ص 8): "تجذب الشباب بعيداً عن أساسيات دينهم"! فهل هذا
إلا تضليل للشباب ووصفهم بترك دينهم؟!
2-
وفي (ص 9-10):
"وإنني أدعو من يشكّ في هذه المقولة أو يرى فيها مبالغة أن يعرج إلى المقابر
في مدن وقرى الأقطار الإسلامية، ليرى كيف تنحر عقيدة التوحيد .. وليس هذا الانحراف
في أوساط الجهال من المسلمين فقط؛ بل يقع فيه كثير من المثقفين والمنتسبين إلى
العلم، ولا سيما المنخرطين في سلك التصوف، وما أكثرهم في بلاد المسلمين! بل هم
السواد الأعظم! .. الحكومات العلمانية في بلاد المسلمين .. تفريط القاعدة العريضة
من المسلمين في جانب توحيد الألوهية .. انزلقت كثير من أقدام المسلمين في هاوية
الشرك الأكبر .. تفريط السواد الأعظم من الأمة الإسلامية في جانب توحيد الأسماء
والصفات". قلت: فهذا تضليل للأمة كلها، ففي أول كلامه (في مدن وقرى الأقطار
الإسلامية) ولم يستثن! وفيه وصف سواد المسلمين الأعظم؛ بأنهم صوفية قبورية! ووصف
حكومات بلاد المسلمين؛ بأنها علمانية ولم يستثن! وتكفير القاعدة العريضة من المسلمين!
3-
وفي (ص 11): "أقول:
عامة مدارس المسلمين قائمة على العقيدة الأشعرية".
هكذا
بتعميم مسبوق باستثناء لا قيمة له؛ لانقطاع الكلام بينهما!
أقول:
جميعكم تدندنون على ذم الأشعرية؛ فليت شعري! لم تحذرون من الأشاعرة، وهم مثلنا من
أهل السنة؟ هل صرتم حدادية؟!
ثم
كيف يتم التحذير من هذه العقيدة الخبيثة؛ دون التحذير من رؤوسها وأساطينها؟
أنت وأبوك والجامي وابن هادي وبقية الطائفة؛ تحذرون من الأشاعرة، وابن باز
وبقية أعضاء اللجنة؛ يقولون عن إمام الأشعرية الثاني (الباقلاني): يحمد على ما
وافق فيه أهل السنة والجماعة، ويُخطئ - لكن أن يُبدع فلا وألف لا - فيما خالفهم
فيه، وهو من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله بهم الأمة؛ فرحمه الله، وجزاه خيراً".
ففيم التحذير إذاً، وكلٌ يخطئ، وكلٌ لا بد وأن يوافق أهل السنة في شيء من
أصولهم، وإلا كان كافراً.
(فائدة) أثنى الدارقطني على الباقلاني الأشعري؛
فدخلت الأشعرية إفريقية، وانتشرت فيها، وترك عالم - أبو ذر الهروي - السلفية؛ إلى
الأشعرية!
والعجيب
أنهم يدندنون - دائماً - حول خطورة الثناء على أهل البدع، ويحذرون الشباب من
تلميعهم؛ فهلاَّ قالوا ذلك لعلمائهم؟!
قال
أبو نصر السجزي: "وكان أبو بكر بن الباقلاني من أكثرهم استعمالاً
لهذه الطريقة - يعني التقية - وقد وشح كتبه بمدح أصحاب الحديث، واستدل على الأقاويل
بالأحاديث في الظاهر، وأكثر الثناء على أحمد بن حنبل رحمة الله عليه، وأشار
في رسائل له؛ إلى أنه كان يعرف الكلام، وأنه لا خلاف بين أحمد والأشعري، وهذا من
رقة الدين، وقلة الحياء".
وفي
(ص 11): "كتاب الحق الدامغ .. سيكون له تأثير كبير على أبناء المسلمين".
هذا
غيب لا تدريه!
4-
وفي (ص 28)
ذكر قلة أهل الحق، وأن أكثر أهل الأرض يتبعون الرجال.
5-
هل قلتُ أنا
غير ذلك؛ فلماذا تحاربونني؟!
سادساً:
(فالح الحربي):
1-
نشر كتاب
(حقيقة الدعوة) بتخريجه وتعليقه، فما تركه مِن كلام المؤلف دون تعليق؛ فمعناه
الإقرار الصريح به! ومنه:
أ-
(ص 41): "أكثرهم يلتزم بالبدع المحدثة في الدين ويعيش الثقافة
الملحدة". ونحوه (ص 42 و56 و57 و67-68).
ب-
(ص 67): "حج
أبناء الجزيرة إلى مراكز جماعاتهم في القارة الهندية".
يعني
جماعات التبليغ! قال كذا (أبناء الجزيرة) دون استثناء؛ فهذا تضليل، وتكفير لأبناء
الجزيرة، وكذب عليهم؟
ت-
(ص 77): "الصوفية عموماً باطنية".
فهذا
تكفير للصوفية كلهم؛ فالباطنية كفار زنادقة! وقد مدح ابن تيمية بعض الصوفية!!
ث-
(ص 83) حاشية نقلاً عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: "البدع
تجر إلى الردة الصريحة كما وجد في كثير من أهل البدع".
فهل
هذا تكفير؟!
ج-
(ص 91): "المجتمع المسلم .. حال تشبه حال اليهود والنصارى من
وجوه"!
وفي
هذا هجْر المجتمع الفاسد، وفيه تضليل للمجتمع والزمان كله!!
2-
ذكر في منهج
الدعوة ص (17-19) هجر أهل البدع؛ فقال: "فنجد كثيراً من المنتسبين إلى المنهج
السلفي يوالون أهل البدع ويتولونهم ومناهجهم وكتبهم ويدافعون عن ذلك كله
ويَنْفِرون ويُنَفِرَّون ويحذرون من أهل الحق والسنة، فإنا لله وإنا إليه راجعون".
قلت:
إي والله فهذا صنيعكم معهم من الموالاة، ومعي: من النفرة و التنفير، وحسبنا الله
ونعم الوكيل.
التهمة الثالثة:
"عنده خلط
في معرفة الفرق؛ فزعم أن الأشاعرة جهمية، وكفَّر الجهمية؛ فكانت النتيجة عند من
يقرأ: أن الأشاعرة كفار!".
دفع
التهمة، وبيان البراءة منها!
قال
الحداد:
1-
لا دليل في
الدنيا على أني كفَّرت الأشاعرة؛ إلا الوهم المريض أو التشنيع! وهذا باعترافهم،
فلماذا التشنيع؟!
وإن
فعلت؛ فأنت مسبوق بالدشتي والهروي وابن عبدالهادي، وابن قدامة، وغيرهم.
2-
الأشاعرة
يكفِّرون أهل السنة صراحةً إلى يومنا هذا! فهذا إمام أهل السنة بمصر - بزعمهم -
مؤسس الجمعية الشرعية؛ المدعو بالسبكي؛ يصنف كتابًا في ذلك سماه (إتحاف الكائنات)
فيه أن من قال بأن الله في السماء؛ فهو كافر حلال الدم تبين منه زوجته، وإذا مات
لا يدفن في مقابر المسلمين!
3-
تسميتي لهم
جهمية؛ تسمية صحيحة؛ قالوا بها هم، وغيرهم؛ كما عند ابن تيمية في فتاويه
(6/358-359)، ومنهاج السنة (2/484)؛ حيث قال:
"كل معتزلي جهمي، وليس كل جهمي معتزلياً؛ لكن جهم أشد
تعطيلاً؛ لأنه ينفي الأسماء والصفات، والمعتزلة تنفي الصفات دون الأسماء"اهـ
وقال
في (4/131): "الشيعة الإمامية جهمية قدرية رافضية"اهـ
فهل
يفهم منه الخلط في الفرق؛ إلا الأحمق؟!
أقول:
كيف تناقش أقواماً؛ لا يعرفون أن الأشاعرة جهمية؛ قد كانت هذه المقالة؛ كافية لأن
تغسل يدك منهم، وتعرض عنهم، ولا تؤمل منهم خيراً؛ بعد أن جهلوا ما يعرفه الصبيان.
4-
وذكر في الجزء
السابع من درء التعارض؛ طائفة من كبار الأشاعرة مع الجهمية! بل صنَّف كتاب (بيان
تلبيس الجهمية) في الردّ على إمام
الأشاعرة الأشعري الثالث - بعد الأشعري والباقلاني - وهو الرازي.
5-
وأهل السنة
كلهم يقولون: (من لم يقل بأن الله في السماء فهو جهمي)، و(من قال القرآن مخلوق فهو
جهمي).والأشاعرة يقولون ذلك، وذلك!
6-
وقال عبدالرحمن
بن عبداللطيف في الفتاوى النجدية (3/219-220): "طريقة من ينتسب إلى الأشعري
من تلامذة الجهمية"اهـ
7-
وله أو لبعض
أقرانه؛ كتاب منشور في الإجماع على كفر الجهمية!
فهذا
ليس كلامي أنا أيها المفترون؟
8-
والفوزان
والألباني؛ قالا في شريط مسجل: "ابن حجر والنووي من الأشاعرة". ومع ذلك
هما - عندهما - من أهل السنة؟!
9-
واتفق كبار
مشايخكم؛ على أن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة!
فأين
تبديعكم لهم؟ ولماذا قال (ربيع) لي: "لو بدَّعْتَ ابن حجر والنووي أنا
أبدِّعك"؟
10-
وقال عبدالله
بن المبارك، ويوسف بن أسباط رحمهما الله تعالى (الإبانة 276-278)، والشريعة،
وغيرها: "أصول الفرق: المرجئة والخوارج والشيعة والقدرية، وانقسمت كل فرقة
إلى ثمان عشرة فرقة؛ فهذه ثنتان وسبعون فرقة".
فأين
الأشاعرة من الفرق؟! وأين الجهمية منهم؟
11-
ثم قد تكون
الفرقة مخلَّطة؛ فَتُنْسَب إلى فرق شتى بحسب ما فيها من علامات هذه الفرق؛ إلا أهل
السنة فلا يُنسب إليهم المخلِّطون أمثالكم، وأمثال كبيركم الأحمق الذي يقول:
"لا يكون مبتدعًا حتى يتمحض في البدعة".
قال
ابن تيمية: "الأشعرية مرجئة جبرية فيهم تجهم"، وصنف كتاباً سماه: (منهاج
أهل السنة في الرد على الشيعة القدرية)، وسبق قوله فيهم: "جهمية قدرية
رافضية".
وقال
أحمد رحمه الله في ابن أبي يحيى: "جهمي رافضي معتزلي كل بلاء فيه".
واعترف
الطوفي على نفسه؛ فقال:
أشعري حنبلي رافضيٌّ إنها إحدى الكُبَر
وهكذا؛
فهل هذا خلط؟! ومن المخلِّط؟!
12-
أين (منهج
النقد) الذي صنفه ربيع خصيصاً للرد على السرورية! ثم نقضه للرد علينا؛ بمذكرة:
أ-
بدّع فيها
شعبة، والأعمش.
ب-
وطعن في سفيان
الثوري.
ت-
وأثبت فيها
الثناء على أهل البدع.
ث-
وقال لأحد
إخواننا: سوف تضطروني أن أرجع إلى منهج الموازنات!
إذن:
هو دين صنعه ربيع لغَرَض وعَرَض ومَرَض؛ حينما تكلم القطبيون في الحكام! وإلا فقد
كان ربيع والجامي وغيرهما؛ ينصحون قبلها بقليل؛ بكتب ابن قطب! بل والسحيمي ينصح
بها إلى الآن! ([1])
13-
وفي عدد
المحرم من مجلة جامعة المدينة، ورئيس تحريرها الجامي: مدح عظيم لذاك المودودي - وليس
لنا بمودود - شعرًا ونثرًا!
فما
الفرق بين المودودي وابن قطب؟!
أم
هبط عليكم - فجأة - عِلْمُ ما لم تكونوا تعلمون؟!
إلزامهم
بالتهمة نفسها:
أولاً: (ربيع):
1-
في كتابه منهج
النقد (ص 86) نقل عن ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية؛ قوله: "لا ريب أن عند
الجهمية ممتنع أن يكونوا متبعين لله .. ومن عرف ما جاء به الرسول ثم وافقهم فهو
منافق". ثم قال: (مراده بالجهمية هنا؛ هم الأشعرية وغيرهم من المعطلة،
والأشعرية مقصودون بالقصد الأول، ولا شك أن كثيراً منهم عرف ما جاء به الرسول ثم
وافقهم).
فهذا
فيه تسمية للأشاعرة: جهمية، ومنافقين النفاق الأكبر! ففيم تنكر عليَّ؟!
وما
أشبهك يا ربيع بهم: زعمتَ أنك تعرف الحق؛ ثم نكصتَ على عقبيك؛ لأن الحق لا يجعل
زعامتك التي تحلم بها منذ شبابك الإخواني!
اتبعتني
في كلامي على أهل البدع - على فلتات منك بين الحين والحين - فلما هددك مشايخك،
تخليتَ، وأردتَ أن تجعلني قربانًا لهم!
2-
وذكر في ص (110-111)
حكم الداعية إلى البدع!
فأين
ابن حجر والنووي، وهما يكتبان ذلك في كتب تنشر بالآلاف لمدة مئات السنين؟ بل يقول
لي: "إذا أنت بدَّعتَهما فأنا أبدِّعك". فحسبنا الله ونعم الوكيل!
ثانيًا: (الجامي):
1-
قال في العقيدة
وتاريخها (ص 29): "ومما ينبغي التنويه به؛ أن الجهمية، وإن كانت في الأصل
اسماً أو لقباً للعقيدة التي دعا إليها جهم وأتباعه، إلا أن علماء السلف أطلقوا
هذا اللقب فيما بعد على كل من ينفي الصفات؛ فنطلق اللقب - المعتزلي والأشعري - على
هذا الاصطلاح المشار إليه"اهـ ([2])
فلماذا
التشنيع علينا إذا سميناهم جهمية؛ أو حينما نبدِّعهم، ونحذر منهم! ولا نجعلهم
أئمة؟! هل تريدون ألا يتكلم غيركم في الدين لغرض أو عرض أو مرض فيكم؟!
ثالثاً: (محمد
بن هادي):
1-
قال عني: "عنده
خلط في معرفة أصول الفرق؛ يقول: "الأشاعرة جهمية".
ومع
هذا الجهل المزري؛ ينعته أتباعه بالعلامة! وقد ذكرني هذا الجهول؛ بالأعرابي الذي
رأى خالد بن صفوان - أحد الفصحاء - فأراد أن يتفاصح؛ فقال لابنه وهو يتوضأ: يا بني
ابدأ بيداك ورجلاك، ونظر إلى خالد؛ فقال: يا أبا صفوان: هذا كلام ذهب أهله. فقال
له خالد: بل هذا كلام لم يخلق الله له أهلاً قط!
وهكذا
ابن هادي؛ أراد أن يتعالم؛ فافتضح، ويا لها من فضيحة.
ثم
قال في آخر الشريط: "قال بعض السلف: إنهم جهمية"! فالله المستعان،
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
إن
كثيراً ممن يتصدر للدعوة والتعليم؛ لا يفهم أمر الأشاعرة؛ فالألباني يقول في شريطه
عن البدعة (ابن حجر والنووي أشاعرة، ولكن ليسوا من أهل البدع)؟! وكثير منهم يقول:
(ليسوا بأشاعرة؛ بل فيهم أشعرية)! وبعض من لا يحسن شيئاً كالفقيهي؛ يقول: (ليس
فيهم أشعرية، بل هم سلفيون خُلَّص)! وبعضهم يزداد الخلط عنده؛ فيقول: (هم من أهل
السنة فيما وافقوا)! فهم - عندهم - جهمية أهل السنة!
كانت
المستحيلات؛ ثلاثة: كسب الأشعري، وأحوال أبي هاشم، وطفرة النظام. فجعلها الألباني:
أربعة.
(ابن
حجر والنووي أشاعرة، ولكن ليسوا من أهل البدع)؟!
وعلى
غرار قوله، وقياس حكمه؛ يكون:
(جرجس
وبطرس نصارى؛ لكن ليسوا كفاراً)؟!
و(عمرو
بن عبيد وبشر المريسي معتزلة، ولكن ليسوا من أهل البدع)؟!
وهكذا.