نباح المدخلي
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب
العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله
وصحبه وسلم ؛؛؛ أما بعد:
فبادئ ذي بدء؛ لن يضر أهل السنة نباح المدخلي، ولا نهشه في أعراضهم؛ فلينبح
كما يشاء، ولينهش كما يشاء؛ فإنه لن يضر إلا نفسه، ولن يحيق مكره السيء إلا به.
والذي جعل المدخلي يصاب بالسعار؛ ما رآه من انتشار منهج الحدادية - بزعمه -
فمن ثم قامت قيامته، ولا يدري الأحمق أنه سيموت، وينتشر هذا المنهج الذي حاربه بكل
ما يملك من قوة؛ لا لشيء إلا لأنه سيظهر عواره، ويبين شناره.
وإن كنت أتمنى أن يطول عمره؛ حتى يرى ذلك رأي العين؛ فيموت بحسرته.
فوالله إني لأتعجب من هذا صنيع هذا الأحمق الذي ضل سعيه في هذه الدنيا، وهو
يحسب أنه يحسن صنعاً.
يزعم أنه يحارب البدعة، وهو رأس فيها.
ويتوهم أن يحذر من الفرقة، وهو أول من فرق السلفيين.
ويدعي أنه يحارب الجماعات، وجماعته أعظم الجماعات ضرراً، وأشدها خطراً.
نعم؛ فقد تعلم الشباب من هذا المجرم:
أن من قرر عقيدة السلف في الإيمان؛ فهو حدادي.
ومن كفر عباد
القبور؛ فهو حدادي.
ومن بدع رؤوس
الضلال من الأشاعرة، وغيرهم؛ كالنووي، وابن حجر، والشوكاني، ورشيد رضا، وغيرهم؛
فهو حدادي.
ومن كفر
الطواغيت الذين لا يحكمون بشرع الله؛ فهو حدادي.
ومن حمل
المجمل على المفصل في كلام أهل العلم الثقات؛ فهو حدادي.
ومن خالفه في
أحكامه؛ فهو حدادي.
ومن بين عواره
وضلاله؛ أو حتى خطأه؛ فهو حدادي.
فهذا المجرم
الضال يرمي أهل السنة بما ليس فيهم، ويعيبهم بما هو شرف لهم؛ كما كان أهل البدع
قديماً؛ يرمون أهل السنة؛ بأنهم حشوية، ومجسمة.
فواعجباً
لزمان يحكم فيه المبتدعة والضلال أمثال المدخلي؛ على أهل السنة، ويصنفونهم،
ويتكلمون فيهم، ويتطاولون عليهم!
ولو كان يعرف
قدره؛ للزم بيته، واستحيى من جهله، ووضع لسانه في سقف حنكه، وبكى على خطيئته.
لكنه أبى إلا أن
يهتك ستره؛ فلينتظر إذاً مقارع أهل السنة تقرعه على أم رأسه.
وإن من فضل الله تعالى؛ أنه لا يقرأ لهذا (الخفنجل) إلا أحد رجلين:
1-
رجل يعرف ضلاله، وخباله؛ فلن يعيره أدنى اهتمام.
2-
أو مقلد؛ أعمى الله بصيرته؛ فهذا لسان حاله؛ أن كل آية أو حديث يخالف ما
عليه إمامه المعصوم (ربيع المدخلي)؛ فهو إما مؤول، أو منسوخ.
بعد هذه المقدمة أقول:
كتب المدخلي بالأمس مقالاً
بعنوان ]الحدادية
تتسقط الآثار الواهية والأصول الفاسدة وهدفها من ذلك تضليل أهل السنة السابقين واللاحقين[ تعقب فيه كلام رجل فاضل من أهل
العلم؛ كل جرمه أنه صحح أثر عبدالله بن شقيق؟!
نعم؛ فما كان
لهذا الأخ الفاضل؛ أن يخالف المدخلي في أحكامه؟!
أما وقد تجرأ
على مخالفة المدخلي؛ بل نقده؛ فلا بد إذاً أنه جاسوس، أو حدادي متستر؛ كما هو الشأن
في كل من يخالف هذا الأحمق.
وليست لي نية
في تعقب كلامه، وبيان ضلاله، وذلك لأمرين:
الأول: ذكرته
آنفاً.
والثاني: أنني
فندت كل شبهه تقريباً؛ فلا داعي إذاً للإعادة، والتكرار.
بيد أنني وفي
هذه العجالة؛ سأعلق تعليقات يسيرات عابرات على ما أسميه: (جنون المدخلي)!
نعم؛ فالرجل
تعدى طور الجهل؛ إلى طور الجنون؛ فصار مجنوناً يهذي، ويؤذي؛ فحق لأهله إن كانوا
عقلاء؛ أن يحبسوه حتى يموت؛ أو يطلبوا له راقياً؛ فلعل عفريتاً ركبه، ولا أستبعد
أن يكون حدادياً.
قال المدخلي:
"العلماء
الذين استدلوا بأثر عبدالله بن شقيق لم يطلعوا على ما يدل على ضعفه سنداً ومتناً،
ولو اطلعوا على ما يدل على ضعفه؛ لما احتجوا به".
قلت:
واطلع عليه -
بعد ألف وأربع مئة سنة - المدخلي!
ألم أقل لكم:
إن الرجل جن!
وقال:
"والظاهر أن هذا العمل منهما؛ ما كان إلا بسبب اعتقادهما أن
بشراً غير أهل للاحتجاج به فيما يرويه عن الجريري؛ لأنه لم يرو عنه إلا بعد
الاختلاط".
قلت:
لا أدري كلام
من نقبل؟!
كلام المدخلي
الذي لا يعرف شيئاً عن هذا الفن، وإن كان؛ فهو متأخر، والمتأخرون - كما هو معلوم -
عالة على المتقدمين في هذا الباب.
أم كلام علماء
هذا الفن الذي به عرفوا؟!
فالمدخلي يصر
على أن بشراً روى عن الجريري بعد الاختلاط؛ فمن ثم لا يصح الاحتجاج بروايته.
وأرباب هذا
الفن؛ يقولون:
بشر بن المفضل؛
روى عن الجريري قبل الاختلاط.
قال أبو داود: "أرواهم عن الجريري: إسماعيل بن علية. وكل من أدرك
أيوب؛ فسماعه من الجريري جيد"اهـ (سؤالات الآجري ص 303)
وبشر أدرك أيوباً، وسمع منه. الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/547) (2276)
وقال ابن رجب: "وممن سمع منه قبل الاختلاط: الثوري، وابن علية، وبشر
بن المفضل"اهـ (شرح علل الترمذي ص 313)
وقال ابن حجر:
"وما أخرج البخاري من حديثه - يعني الجريري - إلا عن عبدالأعلى، وعبدالوارث،
وبشر بن المفضل، وهؤلاء سمعوا منه قبل الاختلاط"اهـ (هدي الساري ص 405) وانظر
الكامل لابن عدي (821)
وقال ابن
الكيال: "وقد روى الشيخان للجريري؛ من رواية بشر بن المفضل"اهـ (الكواكب
النيرات 1/184)
وقال:
"الذين
صححوا أثر عبدالله بن شقيق المنسوب إلى الصحابة؛ إنما بنوا تصحيحهم على ظاهر
الإسناد؛ إلى جانب أنهم لم يقفوا على رواية إسماعيل بن علية، ولو وقفوا عليها لما
صححوا هذه الرواية التي تواردوا على تصحيحها".
قلت:
ووقف
عليها المدخلي؛ بعد ألف وأربع مئة سنة؟!
ألم أقل لكم:
إن الرجل قد جن!
وقال:
"فقد
خالفه النووي؛ فحكى عن مذهبه المشهور أن تارك الصلاة كسلاً ليس بكافر، وحكى ذلك عن
مالك، والأكثرين من السلف والخلف".
قلت:
المدخلي يقبل
ما نسبه النووي لمالك والأكثرين من السلف؛ مع أن بينه وبينهم مفاوز تنقطع فيه
أعناق المطي.
ويرفض ما نسبه
عبدالله بن شقيق رحمه الله إلى الصحابة؛ مع أنه عاصرهم، وروى عن الكبار منهم!
وقال:
"أبو عبدالله
هنا هو محمد بن نصر المروزي رحمه الله، وهذه زلة منه؛ غفر الله له".
قلت:
نَفَس الكرخي
ومنهجه؛ واضح جداً في كلام المدخلي؛ فالمروزي زل؛ لأنه خالف ما يراه المدخلي. والهوى إذا تمكن من قلب امرئ؛ أثمر علماً على وفقه.
وقال:
"ابن بطة
نفسه لا يكفر تارك الصلاة .. وإني لأخشى أن يكون قول ابن بطة بتكفير تارك الصلاة
مدسوساً في كتابه الإبانة الكبرى".
قلت:
في هذه
الفقرة؛ طامتان:
الأولى: قوله:
"إن ابن بطة نفسه لا يكفر تارك الصلاة".
مع أن ابن بطة
يقول: "فهذه الأخبار والآثار والسنن عن النبي والصحابة والتابعين كلها تدل
العقلاء، ومن كان بقلبه أدنى حياء؛ على تكفير تارك الصلاة".
فلا أدري من
نصدق؟
ابن بطة
القائل!
أم المدخلي
المعتوه؟!
الثانية:
قوله: "وإني لأخشى أن يكون قول ابن بطة بتكفير تارك الصلاة؛ مدسوساً في كتابه
الإبانة الكبرى".
فيه:
1-
فقد الثقة في
كتب السلف.
2-
عدم الاحتجاح
بها، أو ببعض ما فيها.
3-
لا يشاء أحد -
اختل عقله كالمدخلي - أن يرد رواية لم توافق هواه؛ إلا ردها بهذه الحجة المضحكة؛
قاتل الله المدخلي؛ ما أظرفه!
4-
قياساً على
قوله؛ أقول: أخشى أن يكون الكتاب كله مدسوساً على ابن بطة! كما أخشى أن يكون المدخلي
نفسه؛ دسيسة من المخابرات اليهودية؟!
وقال:
"جماهير
أهل الحديث يرون خروج المذنبين من النار بما في قلوبهم من الإيمان؛ آخذين ذلك من
أحاديث الشفاعة .. ونسأل من يرمي من لا يكفر تارك جنس
العمل أو تارك العمل بالإرجاء، ويدّعون الإجماع على كفر تارك جنس العمل؛ فهل ابن
رجب ومن هو أعلم منه ممن سلف ذكرهم؛ يجهلون هذا الإجماع، أو هم يعلمونه، ويذهبون
إلى مخالفته؟ ثم هل تجتمع الأمة على مخالفة النصوص الصريحة من الكتاب والسنة،
ومنها ما ذكرته في هذا البحث؟ اللهم إنا نعظمك ونعظم توحيدك ونؤمن بوعدك ووعيدك، ونؤمن
بكل ما أخبر وأمر به رسولك صلى الله عليه وسلم".
قلت:
ما أكثر ما
اشتكي المدخلي من الحدادية الذين "لهم أصل خبيث، وهو أنهم إذا ألصقوا بإنسان
قولاً هو بريء منه، ويعلن براءته منه، فإنهم يصرون على الاستمرار على رمي ذلك المظلوم بما ألصقوه
به".
فما الذي كانت
تقوله الحدادية عن ربيع؟
كانوا يقولون:
إن المدخلي لا يكفر تارك جنس العمل، ومن ثم كانوا يرمونه بالإرجاء.
والآن قد حصحص
الحق؛ فصدقت الحدادية، وكذب المدخلي.
فها هو يصرح -
بلا وجل أو خجل - بعدم كفر تارك أعمال الجوارح.
ومهما
تكن عند امرئ من خليقة ***** وإن خالها تخفى على الناس تعلم
وهذا من أظهر
الأدلة على إجرام هذه العصابة التي تنخر في السلفية، وتعيث في الأرض الفساد. يدل
على ذلك: كلام مجرمين كبيرين من عصابة المدخلي:
الأول: هو أحمد بن يحيى الزهراني؛ حيث قال في مقاله الموسوم بـ (بيان
موقف الشيخ العلامة المحدث ربيع في مسألة تارك العمل): "يعتقد الشيخ
اعتقاداً جازماً؛ لا شك فيه، ولا ريب؛ أن تارك الأعمال بالكلية كافر"اهـ
والثاني: هو أحمد الديواني؛ حيث قال: "وتقرير شيخنا ووالدنا ربيع السنة؛
في كتبه وأشرطته ومجالسه؛ لتكفير تارك الأعمال بالكلية مشهور معلوم منشور، ولكن أهل
البدع والضلال والفتن يريدون تشويه معتقد ربيع السنة الذي هو معتقد السلف الصالح، ولكن
هيهات هيهات فقد سبق هؤلاء الضُلال إخوانهم أهل البدع والضلال في محاولة تشويه
عقائد علماء وأئمة السلف الصالح الجبال رضوان الله عليهم من قرون ولكنهم باءوا
بالفشل والخزي من الله ومن عباده المؤمنين"اهـ
فها هما ينفيان عن شيخهما القول بنجاة تارك أعمال الجوارح؛ مع أنهما كانا
يعلمان جيداً أنه يقول بخلاف ذلك.
فدلسا على الناس إرضاء لشيخهما، وتلاعبا بدينهما خوفاً على شيخهما من الفضيحة،
وهذا كله له مستنده الشرعي بالطبع، وهو: جواز الكذب لمصلحة الدعوة، والغيرة على
الشيخ؛ مقدمة على الغيرة على الدين.
فعصابة ربيع: لا يهمها دين ولا سنة؛ لا يهمها إلا ربيع؛ أن يظل زعيماً
للسلفيين، وإن فعل ما فعل، وقال ما قال.
ولو قدر أنه كفر؛ فالأعذار جاهزة.
كفر رحمه الله؛ فكان ماذا!!
وأخيراً:
لعل سائلاً؛ يقول:
أين أهل العلم من هذا المجرم؟
ما الذي يمنعهم من بيان ضلاله؟
لماذا لا ينتهضون للدفاع عن السنة التي يعبث فيها هو، وعصابته؟
وحرصاً على الشباب الذين غررهم هذا الأفاك؟
وأقول له:
قلت فيما مضى: الخير كله في اتباع من سلف، ودين الله لن يضيع؛ فلا تغتر أو
تبتأس بسكوت هؤلاء؛ فإن لهم عند ربهم موعداً.
لكن لا تحتج مرة أخرى بهم، وتتشبث بأقوالهم، وتتذرع بأفعالهم؛ لا سيما وأنت
تعلم أنه لا حجة معهم؛ إلا الاستحسانات العقلية، والمجاملات الشخصية.
فوا أسفاه على غربة السنة، وقلة الغيرة على الدين.
هذا المجرم يرد الأحاديث المحكمة، ويطعن في الإجماعات الثابتة، ويبث إرجاءه
على الملأ، ولا حياة لمن تنادي.
بل والأدهى والأمر؛ يعظم، ويوقر.
أليس في القوم من يقول له: اتق الله؟
أليس فيهم من يأخذ على يده، ويقول:
هذه الأحاديث التي تحتج بها؛ أليس قد عرفها السلف، ومرت عليهم؟
فلم لم يفهموا منها؛ ما فهمته؟
فاتق الله يا ربيع، ولا تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام؛ فإنه لا خير في فهم
لم يفهموه، وعلم لم يعلموه.
ولو كان خيراً لسبقونا إليه.
ولا تغتر بحلم الله عليك؛ فإنه سبحانه يملي للظالم؛ حتى إذا أخذه لم يفلته.
اللهم قد بلغت؛ اللهم فاشهد.