قصة من قصص ابن عطايا
قال ابن عطايا: "كان لي صديق إبان دراستي في
كلية الحديث في الجامعة الإسلامية؛ اسمه سلطان؛ من سكان الرياض، وكنا في السنة
الأولى؛ ففي مرة من المرات جاء
ذكر الحداد، ولم أكن التقيت به حينئذ؛ فأخذ سلطان يمدحه في تخريج الحديث،
ويصفه بأنه ملك التخريج! فنهيته عن هذا الغلو، وأمرته بالتأني والتروي.
بعد عدة أيام ذهب صديقي سلطان إلى الحرم، وبعد صلاة العشاء؛ اجتمع مجموعة من الشباب ومعهم سلطان؛ حول الحداد الضال؛ فسئل محمود الحداد؛ عن الشيخ سلمان العودة؛ فقال الحداد: ضال مضل مبتدع. فلما سمع سلطان هذا الكلام؛ انقلب على الحداد، ولم يعد يذكره أبداً.
بعد عدة أيام ذهب صديقي سلطان إلى الحرم، وبعد صلاة العشاء؛ اجتمع مجموعة من الشباب ومعهم سلطان؛ حول الحداد الضال؛ فسئل محمود الحداد؛ عن الشيخ سلمان العودة؛ فقال الحداد: ضال مضل مبتدع. فلما سمع سلطان هذا الكلام؛ انقلب على الحداد، ولم يعد يذكره أبداً.
ثم إني بعد ذلك تعرفت على الحداد، وعرفت
كثيراً من طوامه عن قرب؛ ثم هجرته لذلك،
والحمد لله. ولي
معه جلسات وجلسات؛ يأتي بعضها إن شاء الله تعالى في
وقتها.
الشيخ ربيع حفظه الله؛ مع رده على الشيخ
سلمان وغيره، وتغليظه له، وشدته في ذلك؛ إلا أن الشيخ ربيع لم يبدعه؛ بل غاية ما يريد الشيخ ربيع؛ هو
رجوع الشيخ سلمان عن أخطائه، واستماعه
للنصح. المهم أن الحداد نشر بين أتباعه تبديع
الشيخ سلمان وغيره؛ حتى خيل لكثير من
الناس أن أهل المدينة كلهم يبدعون الشيخ سلمان، والأمر ليس كذلك. أصلح الله الجميع"اهـ
ولي مع هذه القصة؛ وقفات:
الأولى:
أفلا نهيت نفسك - قبل أن
تنهى صاحبك - عن الغلو في ربيع؛ فتقتصد في قولك، وتكف عن وصفه بالولاية، والإمامة!
والعجيب أنك تصفه بذلك،
وهو لا يصلح حتى أن يكون مبتدعاً؛ نعم: فالمبتدعة قديماً كانوا أهل علم وعبادة
وورع، وشيخك الولي الإمام؛ لا علم، ولا ورع؛ أما العبادة فقد اعترف شيخك للعباد أن
الردود شغلته عن العبادة.
الثانية:
الحداد ضال؛ لأنه يبدع
سلمان!
ليتك كنت ضالاً مثله!
وليت شيخك (الولي) ضل ضلال
الحداد!
ليس أمامك إلا:
1- بيان ضلال
الحداد.
2- بيان أن هذه الضلالات تخرجه
من السنة.
وهذا يكون بدليل من
الكتاب، والسنة، وإجماع سلف الأمة.
أما ولولة النساء التي لا
تحسنون غيرها؛ فلا نريدها؛ فقد أزعجنا صراخكم، وعويلكم.
وإن كنا نعذركم؛ فإن
الصراخ على قدر الألم.
كيف تذهب إلى الحداد
ثانية؛ بعد ما عرفت ضلاله؟!
ألا تخشى أن يضلك معه!
إلا إذا كنت معصوماً
كشيخك!
أو كنت تنوي: إصلاحه، وتربيته على المنهج
السلفي؛ أسوة بشيخك (الولي) الذي انضم للإخوان من أجل هذا الغرض؛ حيث قال:
"نعم؛ كنت مع الإخوان المسلمين هذه المدة؛
ثلاثة عشر عاماً؛ أو دونها؛ أتدري
لماذا؟ إنه لأجل إصلاحهم، وتربيتهم على المنهج
السلفي .. ورب السماء أني كنت أرى
نفسي إذا جئتُ أمام عالم سلفي؛ أقول ما أستفيد منه، وصلوني لهذه
المرحلة؛ أنا أكرههم لكن يؤثرون فيك تأثير .. أمر حلقة الشيخ ابن إبراهيم
ما أبغى أستفيد؛ تمر حلقة ابن إبراهيم ولا حلقة ابن باز ولا حلقة واحد
من العلماء .. ما تستفيد منه،كان العلماء: المعلمي، والهاشمي، وفلان، وفلان،
وعبدالرزاق حمزة على قيد الحياة؛ جبال من العلم؛ ما كأن لهم شيء؛ ما أخذنا
منهم إجازات، ولا شيء، ولا جلسنا؛ مبهورين بكتابات الإخوان".
الثالثة:
أين كان شيخك (ولي الله؛
إمام الهدى؛ حامل لواء الجرح والتعديل؛ الذي من طعن فيه ففي إسلامه نظر)؛ يوم كان
الحداد يبدع (العودة)؟
لقد كان ينافح عنهم، ويثني
عليهم، ويشاركهم في دعوتهم؛ بل فيما هو أعظم، وأخطر من ذلك؛ في النصيحة التي
وجهوها لملك البلاد آنذاك.
فانظر ماذا فعلت - بجهلك
وحمقك - في وليك، وإمامك، وإمامك المسلمين؟!
لقد فضحته، وأظهرت جهله
بمنهج السلف، وهو فريد عصره، ووحيد دهره؛ النحرير الجهبذ الضرغام الذي يبكي أتباعه
من تحريراته، وتقريراته التي لم يسبقه إليها أحد من أهل العلم. ولا من أهل الجهل.
فشيخك الذي كان غارقاً في
الإخوانية؛ ما عرف منهح السلف إلا من الحداد.
ومع هذا كان جزاؤه منه
جزاء سنمار؛ فقد تبرأ منه بعد ما عرف أنه يبدع (إخواننا وأبناؤنا) سلمان وعائض
وسفر والعمر، ويحذر من السرورية التي أنكر شيخك أن تكون موجودة أصلاً.
قال ولي الله المدخلي - لا علاقة له بولي الله
الدهلوي -: "بالله اتركوا هذه التفرقة؛ لا سرورية، ولا إخوانية، ولا هذه؛ كلنا أهل الحديث إن شاء الله؛
تستطيعوا أن تقضوا؛ إن كان هناك تفرقة؛ فلنقضي على هذه الأشياء اللي تفرقنا؛ فكلنا
مشرب واحد، ومنهج واحد، وعلى قلب رجل واحد إن شاء الله؛ اتركوا
هذه الأشياء بارك الله فيكم، وتكونوا إخوة؛ ان شاء الله؛ لتكونوا إخوة
إن شاء الله يوم القيامة - حفظنا الله واياكم - اتركوا هذه الأشياء، وتحابوا
وتصافوا، تحابوا في الله".
وقال: "أحد الإخوة يهمس في أذني، ويقول: ما
رأيك في شريط محمد هادي (لسنا مغفلين)؟ أقول: يا شباب اتركوا هذا؛ محمد هادي
وسفر؛ أخوان، وقد
تعانقا؛ انسوا هذه الأشياء، وامسحوا هذه الأشياء التراب، وتناسوها، وطهّروا قلوبكم،
وعقولكم من هذه الأشياء؛ لأن الشيطان ركض كثيراً وكثيراً في هذا الميدان، ولو
كتب للأخوين أن يلتقيا لما حصل شيء من هذا، وهو أخوك - حتى ولو سبّك – خلاص انتهى
كل شيء - كما انتهى مع الحجوري - واحد أخطأ على أخوه، وانتهى؛ اسألوا سفر؛ سامح
أخوه، ولا ما سامحه؟ ما في شيء بارك الله فيكم؛ أنا
أرجو من الأخ سفر؛ أن يؤكد كلامي؛ التقى محمد بن هادي وسفر
الحوالي، وهما أخوان؛ ما بينهما شيء".
وقال: "الفصل الأول والأخير في هذا الحشد
الطيب المبارك؛ إنما هو لفضيلة أخينا سفر بن عبدالرحمن الحوالي؛
فجزاه الله خيراً".
وقال:
"والله أنا طلب مني الحدادية؛ تبديع سفر
وسلمان، ومن على نهجهم؛ فقلت: أنا أناقش سفر وسلمان في أخطائهما،
وخاصة سلمان ناقشته، وأما الحكم؛ فهذا أتركه للعلماء؛ فكانت هذه الفيصل
بيني وبين الحدادية؛ هم أرادوا خدمة الحزبيين؛ أن نعلن التبديع والتكفير؛ حتى
ينفر الناس عنا، ويستغلها الحزبيون، والإخوان المسلمين: شوفوا يبدِّعون، شوفوا
يكفِّرون؛ فعرفت أن هذه حيلة من الحدادية أنفسهم، وأنهم مدفوعون من القطبيين،
والحزبيين؛ أنّا نعلن التشهير والتبديع والتكفير؛ حتى يفرح الحزبيون، ويجعلوها
مثل قميص عثمان؛ يتباكَوْن على أنفسهم؛ فأنا قلت: لا، أنا أكتب؛ هاه، هات لي أخطاءهم؛ أخطاء سفر وسلمان
وغيره، هاه، وأنا أبين وأشرح، ثم أذهب للعلماء،
وأعطيهم؛ فهذا يرجع إليهم؛ إن شاءوا بدَّعوهم، وإن شاءوا تركوهم؛ طبعاً سفر وسلمان لهم أخطاء
كثيرة لا شك؛ لكن هذا يحتاج إلى تأني، وإلى قولة العلماء في
ذلك بعد الدراسة؛ الآن تقول: فلان مبتدع؛ فلان مبتدع؛ قالوا لك: لا؛ فتدخل
في فتن، ومشاكل".
الرابعة:
ابن عطايا معجون بالكذب؛ يكذب ويتحرى الكذب؛ حتى
ينسى أنه كذب؛ هذا بخلاف: نزقه، وطيشه، وحبه للزعامة، والتصدر، والظهور على أنه
عليم ببواطن الأمور، ومشارك في كل ما دار، وما سيدور.
قال هذا الأعجوبة الألعوبة: عرفت كثيراً من طوام
الحداد عن قرب، ولي معه جلسات وجلسات.
فكم جلسة يا صاحب الـ (جلسات وجلسات) مع الحداد؟
وبعد كم جلسة ظهر لك ضلاله؟!
ومن عرف ضلاله أولاً؛ أنت، أم شيخك؟
الخامسة:
قال ابن عطايا: الشيخ ربيع مع رده
على الشيخ سلمان وغيره، وتغليظه له، وشدته في ذلك؛ إلا أن الشيخ ربيع لم يبدعه؛ بل غاية ما يريد الشيخ ربيع؛ هو
رجوع الشيخ سلمان عن أخطائه، واستماعه
للنصح.
قلت: في
الوقت الذي ينفي فيه ابن عطايا تبديع (الشيخ) ربيع؛ لـ (لشيخ)!! سلمان؛ نراه يُكَذِّب
الطيباوي، ويقول: "وزعم
أن الشيخ ربيعاً لا يبدع سفراً، وسلمان، وهذا كذب له قرون".
السادسة:
قال ابن عطايا: المهم أن الحداد نشر بين أتباعه تبديع
الشيخ سلمان وغيره؛ حتى خيل لكثير من
الناس أن أهل المدينة كلهم يبدعون الشيخ سلمان، والأمر ليس كذلك.
وصدق؛ فمعاذ الله أن يظن
الناس؛ أن مشايخ المدينة يبدعون الشيخ!! سلمان.